السيد جابر أحمد
السيد جابر أحمد

مراجعة وتحليل لكتاب الحصاد المر، للسيد جابر أحمد، وقليلاً من الكلام – عقيل منيعاوي

بسم الله الرحمن الرحيم

مراجعة لكتاب أهوازي مهم، وشوية حچي…

الحصاد المر: صفحات منسية من نضال الشعب العربي الأهوازي المعاصر / جابر أحمد / دار دجلة للنشر والتوزيع / عمان / 2020 / الطبعة الأولى.

من الممكن القول بأن تدوين الأحداث السياسية وأرشفتها بهدف تقديمها كتاريخ يراجع من قبل الأجيال القادمة، له أهمية كبرى في عمل أي سياسي يود استمرار رسالته ونضاله ورفاقه في سلك الطريق الذي بدء فيه، أن كان متيقناً، ومؤمناً أيماناً راسخاً، بأهميته الاجتماعية، والسياسية، والقانونية. وأجزم بأن من هذا المنطلق، قام السياسي الأهوازي المخضرم، السيد جابر أحمد، بتقديم عمل على هيئة كتاب يحتوي على مذكراته الشخصية، سارداً وأحياناً محللاً أهم الأحداث السياسية في مسيرته ورفاقه، النضالية، بطريقة تاريخية ناجعة وممتعة في ذات الوقت.

مذكرات جابر أحمد، تعتبر ثمينة جداً أن لم أقل لا ثمن ولا مثيل لها حتى الآن، لنا كأهوازيين، كونها تسرد بدقة شاهد أمين، أحداث حقبة زمنية جللة تبدأ من بداية الأربعينيات وحتى نهاية السبعينيات، وهي فترة زمنية لها أثر بالغ علينا بسبب نتائج أحداثها ومآسيها. هذه الفترة الزمنية واحداثها السياسية المؤثرة، كانت ولازالت بحاجة ماسة إلى المراجعة والتدقيق والتعلم منها. خصوصاً وأننا كشعب يعاني ويناضل من أجل، البقاء، أصبحنا نعيش أحداث اجتماعية وسياسية، مشابهة في طبيعتها وخصائصها، لما حصل قبل ما تعرف، وما كان يجب ان تكون طبقاً للوعود، بالثورة الإسلامية في إيران. وبناء على تجربة الأحداث السابقة ومقارنتها بالأحداث الحالية، واحتمال توفر الظروف لتكرارها، يفرض علينا التدقيق في انشطتنا الاجتماعية قبل السياسية، إذا كنا نخطط ونأمل بالخلاص، من الأنظمة الإيرانية الغير عادلة، المتعاقبة، والجاثمة على صدورنا، قبل عقولنا، منذ ما يقارب القرن.

وبناء على ذلك، أرى في مذكرات السيد جابر، أحمد، المشار أليها في العنوان أعلاه، خير التدوين الذي يستحق المطالعة، والقراءة، والمراجعة، والتدقيق، والتمحيص، والنقد البناء، والتعلم منها، والتوصية بها لكافة الأهوازيين المهتمين بقضيتهم الحقه، وتدريسها للأجيال القادمة. ومن هذا الباب أرى من واجبي الديني، والأخلاقي، والوطني، والسياسي، القيام بتقديم مراجعة دقيقة قدر ما استطعت، لهذا الكتاب القيّم، معرفاً فيه القارئ الكريم، ومقترحاً عليه قراءته كاملاً، إلى جانب تحليل بعض الأحداث السياسية المذكورة فيه. لعل وعسى، أن أنجح في تسليط الضوء على بعض المشاكل التي نواجهها، على مستوى العمل التنظيمي، كأهوازيين، وضرورة حلها في أسرع وقت ممكن، بهدف مواكبة الأحداث المتسارعة، في إيران، والمنطقة، والعالم، وكذلك التخطيط بعد التفكير للقادم واحتمالاته.

يستهل الكاتب ذكرياته منذ أيام طفولته، ودخوله إلى الإعدادية، ليقدم لنا، صورة شبه كاملة، للأوضاع الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، السيئة حوله، مستخدماً الأسلوب الأكاديمي المعروف، حتى عند العامة، بالسهل المبسط، ليتمكن كل قارئ مهتم، بفهمها، دون الاضطرار للرجوع، إلى مصادر لغوية أو تاريخية، للتأكد من مغزاهاَ، أن وجد.

ولنا، يمكن التأكد من دقتها ببساطة، عبر مقارنتها بالأوضاع الثلاثة، التي عاشتها ثلاثة أجيال أهوازية متتالية حتى اليوم. وبسبب التشابه، لا خياراً آخراً لدي سوى التأكيد على أن سوء الأوضاع الاجتماعية، يعد سببا رئيسياً في تأخرنا على التعاطي المناسب مع الأحداث السياسية حولنا، واستمرار معاناتنا اثناء مطالبتنا بأبسط حقوقنا المكفولة لنا في كافة القوانين السماوية وفي مقدمتهم الإسلام، وكذلك الوضعية المنصوص عليها حتى في الدستور الإيراني.

أضافة إلى ذلك، فأن عنصر التنظيم السياسي، لعب دوراً هاماً في تنظيم صفوف فئة خيرة من أبناء شعبنا. ألا أن وللأسف، نظراً لعدم جدية الأشقاء وزيف شعاراتهم السياسية، بقي العمل السياسي للتنظيمات الأهوازية محدوداً. حيث تم احتكار قضية الشعب الأهوازي، لعقود، كورقة ضغط بيد النظام السياسي البعثي في العراق. كما عدم تعلم بعض أخوتنا الأهوازيين من أخطاء وخبرات غيرهم، وضعهم في ذات الكماشة السياسية حين قام بشار الأسد بتسليمهم إلى النظام الإيراني. وللأسف الشديد، رأينا حتى خلال الأشهر والسنوات القليلة السابقة، كيف أعتمد بعض أخوتنا ذات الأسلوب الخاطئ، والأسوأ منه، في تعاملهم مع الدول المجاورة محاولاً كسب العطف، لا الدعم الحقيقي الذي تفرضه عليها الأخوة العربية، على أقل تقدير. نظراً لذلك، أولاً وتكراراً لنداءات شهدائنا الأبرار، وذوي الخبرة من مناضلينا، والمنطق السياسي، فأن استقلال قرارانا السياسي كأهوازيين مهم جداً ولا خيار لدينا سوى البدء بالعمل على هذا الشيء.

ثانياً، كما هو واضح في الحصاد المر، فأن سوء الأوضاع الاجتماعية في الأهواز منذ القدم، منعت تنظيم صفوف شبابنا في الداخل بالشكل المناسب للأوضاع التي عاشوها وعايشوها، ألا أن هذا الأمر يجب النظر إليه كمشكلة فقط، ولكل مشكلة حل. وكلي اعتقاد، بأن لدينا الخبرات الكافية والمناسبة، التي بإمكانها التعاطي والتعامل مع هذه المشكلة بالتحديد.

ثالثاً مجبراً ذهنياً على ذلك، يظهر السيد أحمد، ضعف العمل السياسي في الداخل حتى في أشد وأفضل أوقاته وفرصه، التي أتيحت له. ضعف خبرات، ورؤية، وكما سبق، تنظيم. وهذا الأمر يظهر بوضوح بسبب استقرار العمل التنظيمي الأهوازي في الخارج، وعدمية الاتصال بالداخل. استقرار سياسي لا اجتماعي، تارة بعيداً ولكن في المنطقة، وأخرى أبعد بآلاف الكيلومترات في دول ضمنت حياة كريمة، لعدد لا يستحق حتى الذكر من الأهوازيين جمعاً. وبرأيي هذا شيء يستحق وقفه. بوضوح، لا يمكننا الاعتماد الغير محسوب على العمل التنظيمي بالخارج، كوسيلة للتعامل مع النظام الإيراني، لا في الخارج ولا في الداخل.

رابعاً، هناك صورة واضحة، بأن شبابنا حتى في الماضي، تمكنوا من أستلام زمام الأمور بأفضل الطرق الممكنة، والتي مكنتهم من تحقيق المستحيل لنا كأهوازيين. ألا أنهم اخطأوا، سهواً، بإهمال خبراتهم. والآن على أقل تقدير، علينا عدم اهمالهم. بل تعلم كل ما لديهم، لنتمكن من التدوين.

خامساً، تكراراً لما أعتقد بأنها كانت في البداية رؤية شخصية، لأحد الرموز الأهوازية العزيزة جداً حتى عند معارضيها. لنكن واقعيين في مطالبنا. إذ مطالب من سبقونا لم تكن في، توقيتها، المناسب. وبالنظر إلى ذلك، فقط. على مطالبنا، مناسبة توقيتنا. ليس فقط حولنا. بل في العالم أجمع. وهذا، أذا كنتم في أمل تحقيق آمالنا، بعد الانتهاء، من مرحلة البقاء.

سادساً، هذه دعوة صادقة من صميم قلبي. أقول فيها، بأن أسوِإ المشاكل والخلافات، قد تحصل داخل العائلة الواحدة. وتصل إلى مستوى، قد يشعر الشخص فيها، بواجب العزلة. ولكن في الأخير، يبقى ذلك الشخص، بنت أو أبن تلك العائلة.

سابعاً، لدينا أسطورة واحدة.

عقیل منیعاوی

2020/07/27

لندن

لشراء الكتاب من موقع نيل وفرات.كوم يرجى النقر على صورة الغلاف أدناه أو مراجعة الرابط التالي:

https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb330790-322535&search=books

الحصاد المر: صفحات منسية من التاريخ المعاصر لنضال الشعب العربي الأهوازي

الحصاد المر: صفحات منسية من نضال الشعب العربي الأهوازي المعاصر

شاهد أيضاً

رفيقنا المناضل مهدي ابو هيام الأحوازي

تلقينا في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي التغييرات الإيجابية في المكتب السياسي لحزبكم الموقر و الذي …