جابر أحمد – علمت يوم الأحد المصادف 29/ 6/ 2020 وعن طريق أحد الأخوة أن المناضل الاهوازي علي ناصر العلوان آل ناصر قد توفي ،ولدى متابعتي للخبر تبين لي أن سبب الوفاة كان نتيجة حادث سير مؤلم. وقد أخذت تتوالى علي الأسئلة من قبل الجيل الشباب من هو علي آل ناصر وما هو تاريخه السياسي والنضالي ؟ وللإجابة على هذا الاسئلة و غيرها كان علي ان أكتب هذه السطور تخليدا للدور الذي اداه فقيدنا ضمن الحركة الوطنية الأهوازية ومن بينها الجبهة الشعبية لتحرير الاحواز – عربستان – التي تأسست في نهاية الستينات من القرن الماضي .
لقد سبق وان كتبت وتحدثت أكثر من مرة عن العوامل الداخلية والإقليمية التي استدعت تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الاحواز وقلت ان أعضائها المؤسسون هم من بين الرعيل الاهوازي من مناضلي شعبنا الذين سبق وأن خاضوا النضال في عدة حركات وجبهات اهوازية، لعل أهمها اللجنة القومية العليا جبهة تحرير عربستان والجبهة القومية لتحرير عربستان و جبهة التحرير الاهوازية.
ومع تنامي دور الجبهة الشعبية في الداخل و الخارج في الفترة الواقعة ما بين 1968 – 1975 وافتتاح مكتب للجبهة الشعبية في مدينة البصرة العراقية وفدت أعداد من الشباب العرب الاهوازيين إلى هذا المكتب منهم من جاء من الداخل لأغراض تنظيمية ثم العودة ومنهم من وفد من بلدان الخليج العربي وخاصة الكويت وأقام في العراق.
و بعد تنامي نشاط الجبهة الشعبية في العراق كما ونوعا، تم افتتاح مكتب لها في مدينة العمارة، كما أتيحت الفرصة لمنتسبي الجبهة آنذاك التدرب على السلاح سواء في العراق أو لدى المنظمات الفلسطينية في العراق او في لبنان أو في سورية، مما ادى الى تزايد عدد المناضلين الاهوازيين للالتحاق في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير الاحواز للتدرب على السلاح .
وفي معمعان تلك الإحداث ولدى زيارتي لمكتب الجبهة الشعبية لتحرير الأحواز في العمارة واقامتي هناك لفترة وجيزة تعرفت على الكثير من مناضلي شعبنا من هم من استشهد ومنهم من توفى ومنهم من لا يزال على قيد الحياة. ولعل من بين الأشخاص اللذين تعرفت عليهم هو المناضل علي آل ناصر الذي كان قد أنهى لتوه دورة عسكرية وينتظر الانضمام الى فدائي الجبهة الشعبية لتحرير الأحواز التي انتهجت آنذاك الكفاح المسلح كوسيلة لكسر هيبة النظام ومن اجل تأديب عناصره وإلحاق الخسائر في منشأته العسكرية والاقتصادية ولتأديب مرتزقته وعناصره الأمنية التي كانت آنذاك تعبث بأمن المواطن الاهوازي.
وفي تلك الفترة( عام 1971 ) تم تكليف على آل ناصر من قبل قيادة الجبهة بمهمة استطلاعية في داخل الإقليم وقد رافقه في تلك المهمة مناضل آخر يدعى صالح دكسن، حيث توجه الاثنان من مكتب العمارة إلى مكتب البصرة ومن هناك وعبر الحدود العراقية ( منطقة الشلامجة).دخلوا الوطن .
ومنذ ذلك الحين انقطعت علاقتي مع الاثنين ، ولكن بعد سقوط نظام الشاه وعودة قيادة الجبهة الشعبية لتحرير الاحواز إلى بلدهم، أتيحت لي الفرصة وذلك على هامش اللقاءات التي كنا نجريها في مكتب آية الله العظمى المرحوم الشيخ شبير الخاقاني و مع قيادي مقر المنظمة السياسية للشعب العربي الاهوازي والمركز الثقافي الاهوازي في مدينة المحمرة، حيث التقيت مجددا بالمناضل علي آل ناصر في مدينة المحمرة ، وقد جرى بيننا حديث طويل حيث تبادلنا الذكريات وأثناءها حدثني عن رحلته وكيف تم كشف أمرهم ومن ثم إلقاء القبض عليهم من قبل الأمن الإيراني ” السافاك” وكيف انه وزميله في الرحلة صالح دكسن تعرضا للتعذيب. كما قال لي انه صدر حكم بحقه يقضي بحبسه 9 سنوات إما صالح دكسن هو الأخر فقد صدر حكم بسجنه لمدة 7 سنوات و قد أطلق سراح المناضل علي ال ناصر بعد انهيار مؤسسات نظام الشاه.
كما علمت ايضا أن علي آل ناصر وصالح دكسن تم اعتقالهما في منزل رفيقهم جاسم محمد الحميد والد الناشط الاهوازي صالح الحميد حيث مكثا في منزله بقرية ” ربيخة” من ضواحي مدينة الأهواز، وذلك بعد مجيئهم من العراق. وكان جاسم وابن عمه عاصي ابوخضير علي علاقة تنظيمية مع علي آل ناصر وصالح دكسن منذ فترة اقامتها في الكويت في الستينات ضمن تنظيمات ” جبهة تحرير عربستان”. وقد داهمهم السافاك ليلا واعتقل الجميع هناك في منزل الشيخ محمد المسلم والد جاسم وتم تعذيب وسجن الجميع لمدد متفاوتة مع رفاق آخرين لهم تم كشفهم من قبل المخابرات الايرانية .
وبعد المجازر التي شهدتها مدينة المحمرة أواخر عام 1979 وما تلاها من إحداث مؤلمة راح ضحيتها المئات من المئات من الشهداء و المعتقلين انقطعت علاقتي مجددا مع علي آل ناصرولكني علمت من المقربين منه و من نزلائه في السجن انه كان من بين معتقلي مجازر الأربعاء السوداء و قد بقي رهن الاعتقال حتى انتهاء الحرب العراقية الإيرانية .
إما قصة وفاته فقد علمت بها بعد ان اتصل بي أحد الأخوة وأعلمني انه توفي نتيجة حادث سير ، حيث وكان هذا الخبر بالنسبة لي خبرا مؤلما للغاية .
لقد تم تشيع جثمان المناضل علي آل ناصر من قبل أهله وذويه وجمعا من المواطنين ودفن في مدافن العائلة الواقعة في مدينة الفلاحية وذلك يوم الاثنين المصادف 30 حزيران 2020
وفي الختام إذا اعزي نفسي، فإنني أتقدم بالعزاء لأسرته وذويه بهذا المصاب الجلل. كما اعزي أبناء الشعب العربي الاهوازي برحيل هذا المناضل البطل الذي قضى سنين من حياته في سجون نظام الشاه ومن ثم نظام الخميني الدكتاتوريين وذلك من أجل تحقيق أهداف شعبه المشروعة