انشغل الرأي العام الايراني بحادثة قيل إنها قضية ” تحرش ضابطين من الشرطة السعودية بشابين من الحجاج الإيرانيين بمطار جدة أثناء التفتيش” والتي حدثت يوم 29 مارس الماضي وقامت اغلب وسائل الاعلام الايرانية والمواقع والصحف الفارسية بشن حملة عنصرية شعواء ضد العرب وأنهالت بالسب والشتم بابشع وأقذر العبارات ضد كل ما هو عربي.
وتوسع هذا الخطاب العنصري بشكل جنوني حتى طال مسؤولين حكوميين وصحف ووسائل اعلام رسمية والتي بدأت تغذي هذا الخطاب العنصري المعادي للعرب والذي له جذور تاريخية في ايران.
وشاهدنا خلال السنوات القليلةالماضية تصاعد وتيرة الموجة العنصرية المعادية للعرب لدى بعض وسائل الاعلام وحتى مشجعي مباريات كرة القدم وكذلك لدى بعض الشعراء القوميين الفرس أمثال إسماعيل خوئي ومحمد علي جلالي ( م سحر) ومصطفى بادكوبئي وهالو وأخرين.
وخلال الموجة الاخيرة توسعت هذه الحملة حتى شملت مطربا يدعى ” بهزاد بكس ” الى إمام مدينة اصفهان، محمد تقي رهبر، حيث حرض المطرب على قتل العرب بينما وجه الامام إساءات قبيحة للمواطنين العرب.
أما القنوات التلفزيونية الناطقة بالفارسية في الخارج، خاصة تلك التي تبث من ولاية لوس أنجلس الامريكية وكذلك وسائل الاعلام الايرانية الداخلية والصحف وناشطي مواقع التواصل الاجتماعي لم يتركوا أي إساءات واطلقوها ضد العرب.
وشهدنا للمرة الأولى تضامن رجال الدين الشعوبيين مع العنصريين الذين يوصفون بالتيار القومي الفارسي حيث حمل متظاهرون منهم صورا للجنرال قاسم سليماني وأشادوا بقوات الباسيج التابعة للحرس الثوري، ما يكشف عن وجود ظاهرة جديدة في التاريخ الايراني المعاصر وهي” اتحاد المتدينين الشعوبيين والقوميين العنصريين الفرس”.
إننا في مركز مناهضة العنصرية ومعاداةالعرب في إيران نرى بأن الخطاب العنصري المعادي للعرب والذي جمع عدة فئات عنصرية داخل وخارج إيران حوله، لم يأتي كردة فعل تجاه عمليات “عاصفة الحزم “التي شنتها السعودية ضد الحوثيين حلفاء طهران فحسب، بل إنها كشفت عن مدى استياء العنصريين من نمو الوعي القومي وتقدم نضال الشعب العربي الاهوازي وسائرالشعوب غير الفارسية التي تُحرم من أبسط حقوقها الإنسانية في ايران والتي تهدد الهيمنة الفارسية على الشعوب في إيران وتوسع نظام ولاية الفقيه في منطقة الشرق الاوسط والدول العربية.
كما أن الاحتجاجات المتواصلة للعمال والنساء والمعلمين وباقي الطبقات المضطهدة في المجتمع الإيراني تعد سببا آخر لحكام الجمهورية الاسلامية وأئمة الجمعة وأنصارهم من العنصريين لكي يعزفوا على وترالعنصرية ومعاداة العرب.
وما يثير الدهشة والأسف في نفس الوقت إننا لم نشاهد لحد الان وفي مثل هذا الظروف أية ردود فعل من جانب المثقفين والمؤسسات السياسية والحقوقية للمواطنين الفرس، عدا أصوات فردية تقف أمام هذه الظاهرة التي تنذر بوقع مجازر ضد العرب في ايران وتوحي هذه الأجواء بأن الغالبية في المجتمع الفارسي ترحب بمثل هذا الخطاب العنصري الفج.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل يكتفي ” اساتذة مجمع اللغة الفارسية “بالإهتمام بتماثيل الشاعر القومي الفارسي ابوالقاسم الفردوسي فقط ؟ أم أن مصير المواطنين العرب، ضحايا الخطاب العنصري والكم الهائل من الاساءات الآرية لا يهمهم بتاتا؟
ويجب أن نذكر هنا بان قوات الأمن وبالتزامن مع هذه الموجة العنصرية القبيحة المعادية للعرب قامت بشن حملة اعتقالات ضد العشرات من المثقفين والنشطاء العرب في الأهواز خلال الايام الماضية من بينهم الشاعر أحمد الحزباوي الذي تم اعتقاله لمجرد أبيات شعر أنشدها للجماهير الاهوازية وهو يقبع الآن في سجن سري للاستخبارات ويواجه خطر الموت تحت التعذيب.
ولم تتخذ أي من الشخصيات والمؤسسات الثقافية المعارضة التي تدعي الدفاع عن حرية التعبير أي موقف تجاه هذه الاعتقالات العشوائية بينما توزع البيانات باستمرار لأحداث أخرى أقل أهمية، مما يوحي بأن حرية التعبير التي تتشدق بها هذه الفئة التي تصف نفسها بأنها وطنية إيرانية لاتشمل المواطنين العرب والشعراء الأهوازيين.
إننا في مركز مناهضة العنصرية ومعاداة العرب في إيران نطالب جميع المواطنين المتضررين من الخطاب العنصري في إيران – خاصةالعرب الاهوازيين والأتراك والأكراد والبلوش والتركمان وغيرهم – أن يطالبوا كخطوة أولى من نواب البرلمان تقديم مشروع قانون يجرم العنصرية ويمنع الإساءة للشعوب غيرالفارسية في إيران وأن يتم التصويت عليه كقانون للحد من الخطاب العنصري المعادي للعرب والشعوب غير الفارسية في إيران.
الى الامام من اجل إقامة جبهة موحدة ضد العنصرية في ايران
مركز مناهضة العنصرية ومعاداة العرب في ايران
بيان رقم 24/15/4/2015