يبدو النظام الايراني هو الرابح الأكبر في منطقة الشرق الأوسط في ظل الظروف الراهنة، وكل هذا الربح والإنجاز سواء أكان سياسياً أوجغرافياً، يسجّل على حساب الدول العربية، فألنظام الإيراني يسعى وراء الإنجاز الجغرافي أكثر ممّا يسعى لتحقيق المكاسب السياسيّة في المنطقة.
وبلا شك، حين تحقّق إيران الإنجازات الجعرافيّة وتتقدم في مشروعها التوسّعي على حساب العرب، ستتحقق الإنجازات السياسيّة هو الآخر، فإشعال نيران الفتن الطائفية في البلدان العربية وتأجيج الأزمات بالجملة من قبل النظام الايراني في الدول العربية خصوصاً والشرق الأوسط عموماً، يعتبر من أولويات وأساسيات النظام الايراني لأنجاح خطتة المرسومة للوصل إلى الغاية وهي إكمال برنامجه النووي المثير للجدل، ولن يتم ذلك إلا عبر إستنزاف طاقات الدول العربيّة وإلهائها بهذه الأزمات الحادة، وبالتالي يستغل النظام الايراني الوضع الملتهب، وعبر إلهاء الدول العربيّة بقضايا متشابكة وأزمات معقّدة، يصل النظام الإيراني بزعامة خامنئي إلي أهدافه المرجوّة، “أي إلى السلاح النووي”.
وبطبيعة الحال قد أنفق مليارات الدولارات على هذا المشروع الإستراتيجي العسكري من قبل عصابات الحرس الثوري التي تعمل تحت أمرة ما يسمّى بالمرشد الإيراني “علي خامنئي”.،فمن المستحيل أن تتخلّى إيران عن هذا المشروع، والمتابع اليومي والحصيف للشأن الإيراني ومن يرصد كل صغيرة وكبيرة، فبالتأكيد سوف تتبلور عنده الصورة الواضحة عن خطط وسياسات النظام الإيراني، وما يدور في أدمغة قياداته، خاصة أن أفعال النظام الإيراني وتدخلاتة السافرة في بلدان الشرق الأوسط، تعطي الدليل القاطع وبشكل واضح وصريح أن هذا النظام ليس لديه حسن نيّة تجاه المنطقة.
وقد تبيّن جليّاً للعالم العربي النوايا التوسعيّة الإيرانيّة وعمل الأخيرة على إستعادة الإمبراطوريّة الفارسيّة، في آن واحد، وحين يقول حسن روحاني الرئيس الإيراني ذو السياسة الناعمة والمبتسمة والخطيرة، بأننا سوف نتوصّل إلى حل نهائي فيما يتعلق بشأن ملف ايران النووي، فهو لا لم يكذب ولا يتكهّن، والدليل على ذلك هو تقديم النظام الايراني أكبر الخدمات خلف الكواليس للدول الكبرى النافذة في منطقة شرق الأوسط على مرّ السنين، وكل هذه الأمور تمّت أو تتم على حساب البلدان العربية.
ومن المعروف عن النظام الإيراني إتقانه الرقص على كل الحبال والألحان، بدءاً بدعم الإرهاب وتقويتة، ومروراً بإشعال نيران الفتن الطائفيّة والعرقيّة وزرع الخلايا النائمة في دول الخليج العربي خصوصاً وبقيّة الدول العربيّة بشكل عام والخ… ومن هنا تأتي النتائج كون الخاسر الأكبر في المعادلات الراهنة البلدان العربيّة، وبالمقابل فأن الرابح الأكبر هو نظام ملالي قم وطهران والذي يسعى لفرض قوتة العسكرية على المنطقة عبر حصوله على السلاح النووي، وكل هذه الأزمات التي يأججها النظام الايراني في الدول العربيّة، سواء أكان مباشرة أو غير مباشر، فالغرض منها تشتيت لإنتباه وإبعاد التركيز على الملف النووي المثير للجدل.
بقلم: كمال نواصر