حوار خاص مع كاظم مجدم بمناسبة الذكرى التاسعة للانتفاضة النيسانية

مركز دراسات الاهواز يجري حوار حول الانتفاضة والظروف التي سبقتها وتلتها والاسباب التي أدت الى اندلاع الانتفاضة والنتائج التي آلت إليها، مع ذكر دور الاشخاص والتنظيمات السياسية في حينها وردود فعل السلطة والقمع الذي مارسته إضافة الى قضايا سياسية وفكرية تتعلق بحزبي الوفاق والافاق ودورهما ونشاطهما في تلك الحقبة.

أجرى الحوار : صالح الحميد بتاريخ 15 نيسان /ابريل 2014

كيف تقيمون الوضع الاهوازي بعد مرور تسع سنوات على الانتفاضة النيسانية؟

جواب: على الرغم من الانقطاع الذي حصل عقب عسكرة الانتفاضة في النشاط السياسي العلني الذي بدأ في أواخر التسعينات من القرن المنصرم لكن الوعي القومي والوطني الأهوازي في تزايد مستمر ويبشر بالخير ومستقبل يوحي بالامل والدليل على ذلك حضور ونشاط مكثف للشباب في مناسبات عديدة مثل الانتخابات والمناسبات الاجتماعية والانشطة الثقافية الكثيرة التي حصلت في الاونة لاخيرة والتي مازالت مستمرة مثل حضور الاف الجماهير في مراسم تشييع الشاعر ملا فاضل السكراني والاحتجاجات السلمية للاعتراض على تجفيف الانهر وتلوث البيئة وتهديم الآثار العربية وأخيرا حضور آلاف الشباب في الملاعب يهتفون للهوية العربية الأهوازية ويعبرون عن احاسيسهم في حبهم لوطنهم وشعبهم وهويتهم.

هل كانت الانتفاضة اعتباطية عفوية ام كان مخطط لها مسبقا؟

جواب: خلافا للكثير من الناشطين والكتاب الاهوازيين الذين اعتبروا الانتفاضة حدثا عفويا وردة فعل تجاه قمع النظام الهمجي إلّا إنني أؤكد كما ذكرت عدة مرات بان الانتفاضة كانت منسقا لها مسبقا وأن الفكرة طرحت من قبل محمد نواصري علي مجموعة من الشباب حوالي عدة أشهر قبل اندلاعها وتحديدا في اواخر عام 2004 بعد ما وصل النشاط العلني للاحزاب الاهوازية الفاعلة على الساحة الى طريق مسدود يسودها التشتت ويستولي على معظمها الانتهازيين مما أدى إلى إنشقاق حزب الوفاق.

هل كان خيار الرجوع الى الشارع بديلا عن استمرار العمل السياسي؟

في فترة ما بين اواخر 2004 وبدايات 2005 سافر محمد نواصري (ابو وائل) الى الاهواز عدة مرات وعقدنا جلسات نناقش فيها الاوضاع السياسية بالنسبة للاحزاب وتعاملنا مع الاصلاحيين ومع وضع الانشقاقات وكذلك التغيرات الحاصلة في الوضع الدولي والاقليمي بعد احتلال العراق. كان المرحوم محمد يردد باستمرار بأنه “لاينبغي علينا أن نقف مكتوفي الايدي أمام تخاذل الاصلاحيين ويجب علينا أن نقف ضد استغلال الوضع الراهن من قبل الانتهازيين الاهوازيين الذين استحوذوا على الاحزاب السياسية لصالح مكاسبهم الفردية من اجل الحصول على المناصب والوظائف الحكومية على حساب اهداف الحركة الوطنية ومطالب الشعب، فلو استمر الوضع على ما هو عليه سوف تفقد الشعارات الوطنية مفعولها ومصداقيتها وسنخسر ثقة الناس تماما، ولابد من قلب الطاولة على رؤوس هؤلاء الانتهازيين وأيضا بنفس الوقت إرسال رسالة قوية الى الاصلاحيين بان الناس بدات تفقد الثقة بهم وبوعودهم! هذه النقاشات دفعتنا الى التفكير بالتخطيط للبدء بنشر الوثيقة المسربة من مكتب رئاسة الجمهورية التي تنص على خطة التغيير الديمغرافي للاهواز التي كان قد حصل عليها محمد نواصري منذ عام 2001 عندما كان طالبا في جامعة علامة في طهران و كان يرى بان الوقت قد حان لاعطاء الفرصة للشعب لكي يعبر عن رأيه .

ذكرت ان محمد نواصري حصل على الوثيقة عام 2001 ، كيف حصل عليها ولماذا لم تنشروها في وقتها؟

جواب: فی فترة الانتخابات الرئاسية عام 2001 كان الصراع محتدما على أشده بين المحافظين والاصلاحيين وكان الجناح اليميني المتشدد يسعى بكل الوسائل لمنع فوز خاتمي بولاية ثانية مما حدى بهذا التيار أن يقوم ببعض الخطوات لتقليل نسبة الناخبين الذين يؤيدون خاتمي خاصة في المناطق التى تقطنها شعوب غير فارسية. فقام مجلس صيانة الدستور لاول مرة يقبل طلبات ترشيح عشرة مرشحين لمنافسة خاتمي ومن بينهم شخصيات تنتمي للقوميات غيرالفارسية حيث ترشح شمخاني من منطقة الاهواز. لم يكتف اليمين المتشدد الذي كان يهيمن على مراكز حساسة في النظام بهذه الخطوة، بل قام بخطوات أخرى من بينها تسريب الوثيقة الصادرة عن مكتب رئاسة الجمهورية بخصوص مشروع التغيير الديمغرافي للسكان العرب في الاهواز. فتم تسريب الوثيقة عن طريق أحد أزلام إستخبارات النظام و وصلت بطريق غير مباشر بيد محمد نواصري، كما أشار نفس الشخص الاستخباراتي في اجتماعات ومهرجانات انتخابية عديدة في الاهواز بانه يمتلك هكذا وثيقة من مكتب خاتمي محاولة منه ضرب شعبية خاتمي والاصلاحيين في الاهواز.

جوابا على الشق الثاني للسؤال أقول نحن جميعنا حينها لم نكترث باهمية هذه الوثيقة لعدة أسباب: السبب الأول هو أننا كنا نشاهد ماهو موجود في فحوى الرسالة ينفذ على ارض الواقع، فكنا نعتقد بانه وجود هكذا رسالة او عدم وجودها سيان، و يجب ان نبحث عن سبل وقف عمليات التفريس والتهجير وغيرها من صنوف التمييز العنصري،هذا في حين أن محمد نواصري لم يكشف عن مضمون الرسالة لقيادة حزب الوفاق كي يقنعهم بوجود هكذا مشروع واكتفى فقط ببعض الاشارات والتلميحات في حينها. والسبب الثاني هو أن الوفاق كان يعتقد بان هذه مجرد اشاعة يبثها اليمين من اجل ضرب شعبية الاصلاحيين وثالثا هو أننا كنا نرى وجود الاصلاحيين في السلطة وصراعهم مع المحافظين واليمين المتشدد يخدم القضية الاهوازية حيث بالامكان استمرار النشاط في ظل هذا الانفتاح النسبي الذي احدثه الاصلاحيين. والبديل عن الاصلاحيين كان الاسوأ مثلما رأينا في عهد احمدي نجاد، ورابعا، كانت علاقتي انا شخصيا مقطوعة تماما مع المرحوم محمد لاسباب سوف اذكرها لاحقا.

لماذا انقطعت علاقتك مع المرحوم محمد في تلك الفترة؟

جواب: استقرار محمد نواصري وسائر الاخوة في طهران لفترة طويلة بسبب دراستهم في جامعات طهران وعمله مع احد الاخوة في السفارة السعودية أدى الى انقطاعهم عن التطورات السريعة والدراماتيكية الحاصلة على الارض في الاهواز وهذا بدوره أدى الى حدوث توتر وخلافات كثيرة حول بعض سياسات الوفاق وتعاملها مع الاوضاع الجديدة مع الاخوة المقيمين في طهران خاصة بعد فوز حزب الوفاق بارسال مندوب عربي الى البرلمان سنة 2000م.

ما هي اسباب الخلافات بينكم؟

السبب الاول هو ان الاخوة كانوا غير راضين بعلاقاتنا مع الاصلاحيين وكانوا يتهمون حزب الوفاق بالتبعية التامة لسياسات حزب جبهة المشاركة الاصلاحي والسبب الثاني كان الاخوة في طهران يريدون التدخل في سياسات الحزب الذي تحول من لجنة الوفاق الى حزب الوفاق دون ان يدخلوا الحزب ويشاركوا بصياغة قراراته وسياساته من الداخل. هذه الامور خلقت المشاجرات وسوء التفاهم بيننا فأدت الى انقطاع علاقتي مع محمد نواصري لغاية عام 2003 عندما تم اعتقالنا سويا بسبب ملف مشترك كنا قد اشتغلنا عليه سوية، وعادت علاقاتنا من جديد بعد خروجنا من السجن. وفي الواقع لقائنا داخل السجن أزال الكثير من سوء التفاهم والالتبالس.

ما هي الأسباب والعوامل التي ساعدت على حصول انشقاق في حزب الوقاق؟

إن النجاحات الكبيرة التي حققها الوفاق بخلق مرجعية سياسية لكل الاهوازيين والفوز الباهر بانتخابات مجالس البلديات جعلت الاخوة في طهران ان يعيديوا حساباتهم من جديد كما فعلت الكثير من المجموعات التي بدأت تتوافد على الوفاق من كل حدب وصوب. لكن هذه المجموعات للاسف الشديد لم تاتي من اجل اكمال المسيرة، إنما كل فئة كانت لديها أجندة خاصة بها وتريد ان تستغل شعبية الوفاق للوصول الى اهدافها. هذا ما أدى الى تفكك الحزب إثر دخول العناصر الانتهازية. وخلال سنتين حصلت انشقاقات في الحزب وانحرف عن مساره واهدافه المرسومة. هذه الامور وايضا ظهور مجاميع يراسها شخصيات مشكوك في امرها على الساحة ما حدى بنا ان نوافق على أطروحة محمد نواصري بضرورة قلب الطاولة على الانتهازيين والضغط على الاصلاحيين ليوفو بوعودهم السابقة. ونشر الوثيقة ودعوة الناس الى المظاهرات والخروج الى الشارع كان بهدف ان نعطي الفرصة للشعب كي يعبر عن رأيه.

كيف استطاعت هذه المجموعات الدخول الى الحزب؟

جواب: بعد الفوز الباهر والساحق الذي حققه الحزب في انتخابات مجالس شورى البلدية في دورتها الثانية (فبراير 2003) حدث تباين حاد في مواقف مؤسسيه وعناصره الأساسيين حول الإستراتيجية المعلنة والمتبعة من قبل الحزب على ضوء المستجدات الساحة السياسية الإيرانية وخاصة افول نجم الحركة الإصلاحية وفشل المشروع الإصلاحي لسيد خاتمي وانصاره. الواقع ان الازمة التى حدث بسبب هذه الاختلافات تحولت إلى نزاع بين الجانبين وهذا ما فسح المجال لدخول هذه المجموعات الى الحزب. وهنا كانت بداية الانشقاقات الفكرية والسياسية والتي تحولت الى انشقاقات حزبية وتنظيمية وتشكيل احزاب جديدة.

ماذا كانت مواقفكم انتم؟

جواب: بعد ما اطلق سراحنا( أنا والمرحوم محمد ) من السجن من اجل قضية اعتقلنا بها سوية بكفالة مالية قدرها ميليارد ريال (مئة الف دولار) لكل واحد منا سنة 2003، اقترح عليّ الانضمام الي تنظيم سياسي كان يسعي الى تشكيله وأراد من خلاله ان يجمع اكبر عدد من النشطاء – على رغم الخلافات الموجودة بينهم – تحت مظلة واحدة تستطيع استيعاب وحشد جهودهم في اتجاه واحد واهداف عليا مشتركة ولهذا سمي هذا المشروع السياسي في ما بعد بالتيار الديمقراطي اي انه تيار من بين الناشطين الذين يؤمنون بالديمقراطية ويسعون لتحقيق آمال وطموح عرب الاهواز وتخلصهم من ظلم النظام الايراني العنصري. عرض عليّ المرحوم حينها مسودة هذا المشروع واقترح عليّ المساهمة باكماله واضافة اية افكار ومقترحات اخرى. لا ننسي ان توقيت طرح هذا المشروع جاء بعد التشتت الذي عم الساحة السياسية والانشقاق الذي حصل في حزب الوفاق واستحواذ الانتهازيين علي بقاياه وظهور مجموعات جديدة لا تعي مستلزمات المرحلة. واما بالنسبة لي فقد ذكرت في مقالات سابقة مكتوبة باللغة العربية والفارسية اسباب انشقاق حزب الوفاق بإسهاب وكلها منشورة.

كيف انتشرت وثيقة مكتب رئاسة الجمهورية التي تنص على مخطط التغيير الديمغرافي في الاهواز؟

جواب: في شهر مارس 2005 عقدنا آخر اجتماع مع محمد نواصري (ابووائل) الذي جاءنا من طهران يحمل مسودة البيان الاول من اجل تنظيم المظاهرات. في البداية عقدنا عدة اجتماعات مع مجموعات مختلفة من اجل جمع التبرعات لطباعة الوثيقة ونشرها على اوسع نطاق وتم تكليفي ان اعمل على إكمال صياغة البيان الاول وبدات مع أحد الاخوة بإكمال البيان الاول. من ثم فكرنا كيف ننشر الوثيقة ولابد لي أن أذكر هنا هذه الحقيقة بأن نسخة من الوثيقة أرسلت أول مرة الى الإخوة في منظمة حقوق الانسان الاهوازية من قبل محمد نواصري فسارع الاستاذ جابر احمد (ابومنار) بترجمتها الى العربية والنسخة المترجمة التي وزعت في الاهواز كان مصدرها موقع المنظمة وموقع مركز دراسات الاهواز ونحن اعتمدنا في التوزيع هذه النسخة بالذات والتي نشرت في تاريخ 1-4-2005 م على موقعي منظمة حقوق الانسان الاهوازية و مركز دراسات الاهواز وذلك لدواعي أمنية بحت كي لا تتم كشف المصدر الداخلي. وفيما بعد عمل تلفزيون الاهواز على دعاية واسعة لترويج هذه الوثيقة وحث الشعب للاحتجاج عليها في سياق الدعوة التي اطلقاناها في الداخل.

كيف تمت الدعوة الي المظاهرات؟

جواب: الدعوة للتظاهر کانت قد طرحت بشكل علني من قبل مجموعات مختلفه بعد ما قمنا بطباعة ونشر وتوزيع الوثيقة في الداخل وعقدت جلسات عديدة للتنسيق للخروج بمظاهرات من جانب آخر قام بعض الشخصيات السياسية والناشطين بالاتصال ومراجعة بمندوبي مدينة الاهواز في مجلس الشورى لحث الحكومة على اتخاذ موقف من فحوى الوثيقة. كما أن شباب حزب الآفاق أرسلوا نسخة للمحافظية مطالبين باتخاذ موقف واضح مما جاء بهذه الرسالة. عاد محمد الى طهران وإتفقنا أن أقوم أنا شخصیاٌ بإعداد ونشر البيان الاول والاعلان عن التوقیت الدقیق لأول مظاهرة وهو کان یوم الجمعة المصادف 15 نیسان 2005 الی موقع عربستان حيث تلقيت خبر الدعوة للتظاهر من هذه المجموعات الشبابیة التی کنت على صلة بها وتاتی الی محل عملی بغیة طبع ونسخ الكتب العربية الممنوعة كما تكثفت المراجعات هذه في الايام التي سبقت الانتفاضة من اجل الحصول علي الوثیقة وتوزیعها بین الناس. فقمت بارسال خبر موعد المظاهرة الى موقع عربستان قبل خمسة أيام من اندلاع الانتفاضة ومن ثم أرسلت البيان الاول لموقع عربستان وانتشر يوم 12 نيسان 2005 . وانتشر البيان الاول باسم التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاهواز حسبما اتفقنا كي يمثل كل المجموعات التي كان المرحوم ابوائل حلقة الوصل فيما بينها. لمزيد من الاطلاع يرجى مراجعة هذا الرابط:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=35676

هل التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاهواز هو نفس التنظيم الموجود الأن تحت هذا العنوان؟

كما قلت سابقا و في مرات عديدة ان التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاهواز كان من ابداعات محمد نواصري ابووائل و كان يريد من وراء ذلك ان ينشأ مظلة لحشد اكبر عدد من الناشطين في الساحة كي تمثل كل الاطياف والافكار و قد كان المرحوم ابوائل حلقة الوصل فيما بين هذه المجموعات من الشباب. هذا وضع التيار كان حتى وفاة ابي وائل. ولكن بعد وفاته بتنا نسمع عن ان هذا التيار تحول الى حزب يحمل خطاب يختلف جملة و تفصيلا مع ما كان يدعو له محمد نواصري و يتناقض كليا مع مباديء الميثاق السياسي الذي تم تدوينه. وأضع هنا فقرات من هذا الميثاق لاطلاع القراء الكرام عليه الذي و سأكتفي حاليا بفقرات المبادئ من الميثاق ونترك التفاصيل لمناسبة أخرى و على القراء و المتابعين و المهتمين أن يقارنوها بخطاب من يدعون انهم ورثة المرحوم محمد نواصري و الذين حولوا التيار الى حزب.

المبــــــــادئ:

1- الانطلاق السياسي والحضاري هو من مبدأ اعتبار العرب الاهوازيين في ايران بأنهم جزء من الأمة العربية والمجتمع الإيراني في آن واحد.

2- الانسجام بين القيم الانسانية العليا والعدالة الاجتماعية والقيم الوطنية والنهج الديمقراطي في العمل والسلوك والتعددية الفكرية والالتزام بحقوق الانسان وحقوق الشعوب الايرانية ورفض كافة أشكال التمييز العرقي والجنسي والديني والطائفي والقومي .

3- الايمان بدولة ديموقراطية، دولة تمثل كل مواطنيها من مختلف الشعوب والقوميات والايمان بالديموقراطية كشرط للتطور ووسيلة التي تفسح المجال أمام مشاركة القوى الفاعلة والجديدة في المجتمع.

4- الاعتراف بالجماهير العربية الأهوازية كشعب يمتلك جميع مقومات الشعب(الوحدة الجغرافية، الثقافة، اللغة، التأريخ المشترك و التطلعات المستقبلية المشتركة) ويحق له التمتع بكافة الحقوق التي كفلتها الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة بهذا الشأن.

5- العمل من أجل تطوير الدستور الايراني بشكل يتجاوب مع تطلعات الشعوب الايرانية آخذاً بعين الاعتبار التركيبة السكانية والفسيفساء القومية واللامركزية التقليدية السياسية والإدارية والثقافية والاقتصادية.

6- العمل من اجل ازدهار المجتمع العربي الأهوازي على أسس وبرامج تقدمية وتطوير الأنشطة والمجالات للدفاع عن الحقوق الإنسانية والقومية في مختلف جوانب الحياة السياسة والاقتصادية و الاجتماعية والثقافية والمهنية.

7- التعاون والتعامل مع كافة القوي الايرانية التقدمية التي تشاركنا التطلع إلي مستقبل مزدهر، تتحقق فيه العدالة والمساواة والاحترام المتبادل والديموقراطية.

8- النضال من أجل الغاء السياسات العنصرية التعسفية التي تبناها مؤسس دولة ايران الحديثة (رضاشاه) وابنه (محمد رضا شاه) والتي لا تزال تعاني منها الشعوب الايرانية بشكل عام والشعب العربي الأهوازي بشكل خاص والعمل من أجل منع تلك الممارسات ووقف مضاعفاتها وكذلك إزالة جميع نتائجها وآثارها المدمّرة.

9- السعي من أجل إزالة الخطاب العنصري السائد لتعارضه بل وتناقضه مع واقع المجتمع الايراني المتكثر والتصدي لنتائجه التي تؤدي إلي الممارسات غير الانسانية والتمييز العنصري.

لماذا بقيت عضوا في حزب الآفاق على رغم تباين وجهات نظرك مع قادة هذا الحزب ؟

في بداية عام 2004 تشكل حزب الافاق من قبل ما كان يطلق عليهم التكتل الديمقراطي في الحزب وكنت انا من ضمنهم ومن ثم في اواخر 2004 حصلت خلافات داخل حزب الآفاق وعقد الحزب مؤتمرا استثنائيا وتم استبعادي من اللجنة المركزية ومما حدى بي على ان اقدم استقالتي من الحزب ولكن المرحوم ابووائل نصحني أن لا انشق لوحدي من حزب الآفاق بل أن أقنع مجموعة أكبر من الشباب للانشقاق معي وهذا ما أجل أمر الاستقالة حتى اندلاع الانتفاضة.

كيف تقيم رد فعل السلطات تجاه الانتفاضة؟

أريد أن استغل الفرصة هنا و اتحدث عن موضوع هام حول نتائج الانتفاضة السلمية وسلبيات عسكرة الانتفاضة والاعمال العسكرية غير المحسوبة على الحراك المدني السلمي الاهوازي، فأقول بان السلطات فإنها رغم التعامل الامني والقمع االعنيف والاستعمال المفرط للقوة تجاه المتظاهرين السلميين فإنها بنفس الوقت اتخذت خطوات عديدة من اجل احتواء قضية الاحتجاجات السلمية والى حدما رضخت لبعض مطالب الشعب ومن هذه الخطوات كانت:

الخطوة الاولى: في ثاني يوم الانتفاضة (16 نيسان / ابريل 2005) بدأت السلطات بحملة اعتقالات ومداهمات عشوائية وقد اشتركت اجهزة الامن والاستخبارات والشرطة والحرس الثوري وميليشيات البسيج في هذه العملية. وتم اعتقالي في هذا اليوم. وفي نفس اليوم استدعت الاستخبارات ناشطين آخرين من حزبي الوفاق والافاق والمجموعات السياسية الاخرى وبعض شيوخ العشائر ممن لديهم سوابق سياسية وطالت الاعتقالات اعداد كبيرة من المواطنين حتى من الذين لم يكونوا مشاركين في المظاهرات والاحتجاجات. من جهة اخرى بدأت مداهمة منازل المواطنين في مدية الاهواز تتزايد بعد اشتداد وتيرة الاحتجاجات واتساع رقعتها. المناطق الساخنة كحي الدائرة وصياحي وكيان وكوت عبدالله وغيرها تم تطويقها من قبل قوات مكافحة الشغب المجهزة بكافة الاسلحة الحديثة واجهزة الاتصالات والتي نقلت جوا من طهران حيث قامت هذه القوات بانشاء مخافر مؤقتة في مداخل ومخارج الاحياء التي تندلع فيها المظاهرات.

الخطوة الثانية: استدعت الاستخبارات في مدينة الاهواز كافة الاحزاب والشخصيات السياسية وتحدث پناهي مدير الاستخبارات اليهم وطلب منهم التدخل لوقف الاحتجاجات ومعالجة الامر وطلب من الاحزاب اصدار بيانات تدعو الجماهير الى الامتناع عن الخروج في المظاهرات.

الخطوة الثالثة :استدعى مندوب ولي الفقيه في الاقليم (موسوي جزايري) شيوخ العشائر وطلب منهم التدخل بضبط ابناء عشائرهم ومنعهم من المشاركة في الاحتجاجات.

الخطوة الرابعة: ارسلت الحكومة وفدا برئاسة علي شمخاني وزير الدفاع آنذاك تحت عنوان محقق خاص لرئاسة الجمهورية ( بازرس ويژه رئيس جمهور) فامر أن يطلق سراح الشباب الصغار السن ولكن ما استطاع ان يتفق مع وجهاء العرب لوقف الاحتجاجات.

الخطوة الخامسة :وفود أخرى من البرلمان (مجلس الشورى الاسلامي) ووفد من القضاء وهيئات حكومية مختلفة جاءت لتقصي الحقائق ومعالجة الازمة.

الخطوة السابعة: تم تعيين ميزانية لاعمار الاقليم بهدف احتواء الاضطرابات وتلبية مطلب الحرمان ودعم التنمية. حصل كل هذا الضغط على السلطة بسبب الحراك السلمي ولكن عندما تعسكرت الانتفاضة كل خطوات الايجابية تغيرت والميزانية التى خصصت للاعمار ذهبت الى الاستخبارات والقضايا الامنية.

ما اريد أن اقوله بان سلمية الانتفاضة والحراك المدني أدى الى ايصال صوت الشعب للداخل والخارج، وللسلطات وللعالم الخارجي ولو استمرت الاحتجاجات السلمية بوجود قيادة ميدانية تتحمل المسؤولية ودون حدوث العسكرة لحصدنا نتائج اكثر.

ماذا ترد على من يدعون بان حزب الآفاق كان تابعا للاصلاحيين في كل سياساته؟

للأسف من يقولون هذا الكلام لا يعرفون شيئا عن تفاصيل الامور وتطورات الوفاق والآفاق واغلبهم لم يمارس العمل الحزبي والتنظيمي بتاتا. والعض الآخر ينظر للامور من خارج بوتقة العمل السياسي في الاهواز في تلك الفترة حيث كانت اغلب الاحزاب تعمل تحت غطاء المشروع الاصلاحي.

إن حزب الآفاق تشكل من مجموعة من الشباب الوطنيين الديمقراطيين في حزب الوفاق والتي كان يطلق عليها بالكتلة الديمقراطية ( طيف دمكراتيك) .هولاء الشباب كانوا من المبادرين في طرح الأفكار والسياسات التحديثية في حقبة الوفاق( لجنة الوفاق – حزب الوفاق) وكانوا يوكدون دوما على ضرورة التجديد والتطور في العمل السياسي والنشاط الحزبي. كانوا يركزون على مواجهة “ظاهرة الانتهازية السياسية” والتقلب والتأرجح والتذبذب في المواقف السياسية من اجل مكاسب شخصية” رافضين مبدأ الوصول الى السلطة على حساب مطالب الشعب. وعلى هذا الاساس كانوا يرفضون رفع الشعارات القومية بهدف كسب الأصوات الانتخابية فقط وركوب موجة المد القومي في سبيل الوصول الى السلطة وكانوا يعتقدون بان هذه السياسة تعد استهانة واستخفافا بعقول الجماهير حيث تؤدي هذه التوجهات الى استغلال بشع للحقوق القومية والمشاعر والأحاسيس الصادقة للمواطنين. و كان شباب الآفاق يرون بأن هذه المتاجرة بالشعارات القومية تتناقض مع المصلحة الحزبية والمصلحة القومية العليا لعرب الأهواز المتمثلة في تحقيق المطالب المرحلية من خلال المشاركة االتنموية واستلام الأمور تدريجيا من خلال انخراط كل فئات الشعب في العملية السياسية وبناء مرجعية سياسية لعرب الاهواز تستطيع ان تسحب البساط من تحت اقدام المنتفعين (من العرب وغير العرب) وعناصرالأقليات غير العربية المسيطرة بدون حق على مقاليد الأمور في الإقليم .

اما الاصلاحيين فمشروعهم كان يتبنى في احد جوانبه قضية الديمقراطية والعمل على دمقرطة ايران من خلال مشاريع التنمية الشاملة على الصعد السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، ولكنهم فشلوا في تحقيق هذه المشاريع بسبب تراجعهم عن شعاراتهم ووعودهم، ورغم انهم كانوا يحظون بدعم شعبي واسع فكانوا يبررون تراجعهم وفشلهم برفض اليمين المتشدد لهذه المشاريع وكانوا يقولون بان اصرارهم على مواقفهم وتعنت اليمين المتشدد سيجر البلاد نحو الهاوية والتفكك وبالتالي الحرب الاهلية، فكان منظريهم يقولون بان تأجيل مطلب الديمقراطية يأتي من اجل الحفاظ على السلم الاهلي ووحدة البلاد. و هكذا الحال كان بالنسبة لباقي شعاراتهم الاصلاحية كحقوق القوميات والاقليات.

بالنسبة للآفاق كانت قضية الحقوق القومية للعرب الاهوازيين من النقاط الخلافية في نقاشاتهم مع الاصلاحيين حيث أن معظم الاصلاحيين كانوا يرون بان حقوق المواطنة كفيلة بتلبية مطالب وحقوق المواطنين العرب بينما كان الآفاقيون (وفي حقبة الوفاق ايضا) يرون بان مطالب العرب لا يمكن اختزالها بحقوق المواطنة، وكانوا يطالبون بالاعتراف بالشعب العربي الاهوازي وحقوقه الجمعية، إضافة الى الاعتراف بحقوقه الفردية في اطار المواطنة. ومن جهة أخرى كان الآفاق يرى بانه في ظل نظام سياسي ديمقراطي من الاسهل طرح المطالب القومية ومناقشتها والضغط على الحكومة لتلبية مطالب وحقوق القوميات. وعلى صعيد المجتمع الاهوازي كان الآفاق يركز على دمقرطة المجتمع الاهوازي خلافا للتيار التقليدي في الوفاق الذي كان يعزف على الشعارات القومية وحتى القبلية والمناطقية من اجل مكاسب آنية من قبيل المناصب الحكومية او الاستثمارت الاقتصادية وماشابه.

في الختام ماذا تقول في الذكرى التاسعة للانتفاضة النيسانية للجيل الجديد المتطلع والمتشوق للعمل السياسي والنشاط الثقافي والمدني ؟

جواب: مما لاشك فيه ان الحديث عن الانتفاضة يتطلب الكثير من الوقت ولا يتسع المجال هنا لطرح كل المواضيع المتعلقة بها ولكن هنا اريد ان اشير الى مسالة على غاية من الاهمية وهي تتلخص في أن مـَن يريد أن يحمّـل الانتفاضة اكثر من طاقاتها ويسقط عليها شعارات من بناة خياله ويصورها على أنها جاءت لتنفيذ مشاريع التحرير والاستقلال فانه بهذا يسلك مسلكا خطيرا جدا. ان الانتفاضة جاءت احتجاجا ورفضا لسياسات النظام في احداث التغيير الديمغرافي في الاقليم. إن من يكتبون احداث الانتفاضة وفقا لرؤيتهم السياسية لا كما حدثت فعلا ويزورون بعض الوقائع والحقائق يرتكبون خطأ كبيرا. إنني أوكد مرة اخرى ان الانتفاضة جاءت ردا على سياسة الاستيطان الهادفة الى تغيير النسيج السكاني لابناء شعبنا ولايقاف هذه السياسة. فحناجر المنتفضين ومطالبهم وشعاراتهم والبيانات الصادرة عن القيادات الميدانية للانتفاضة تؤكد على هذا الامر بوضوح، وإن قضية التحرير ومشاريع طوبائية أخرى من هذا القبيل لم تكن في أجندة مخططي الانتفاضة ومنفذيها وهذه القضاياعلى غاية كبيرة من التعقيد ولابد من تظافر عدة عوامل سواء على الصعد الذاتية و الاوضاع الداخلية و الخارجية لتحقيقها.

شاهد أيضاً

رفيقنا المناضل مهدي ابو هيام الأحوازي

تلقينا في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي التغييرات الإيجابية في المكتب السياسي لحزبكم الموقر و الذي …