ماذا استحقت خوزستان( الاهواز) حتي ابتليت بمشروع قصب السكر الحاقد و الذي اعتبر كطلقة الرحمة الأخيرة علي قواعد اقتصاد الشعب العربي بالتحديد.
تعتبر خوزستان( الاهواز) محافظة ذات ثروات باذخة و مؤهلات لمناورات اقتصادية رهيبة بحيث ان العديد من المسئولين ينعتونها بخوزستان الذهبية.
ان ما تجود به خوزستان ( الاهواز) من الثروات النفطية و الزراعية يفوق حتي ما يدور بمخيلة القارئ. و ما تقدمه مخلصة الي الوطن هذا شيئ نسمع بقرقعته في بلاد بعيدة كسوريا و غير سوريا ناهيك عن بنات الترف و النعومة في الوطن اللواتي يرفلن بالغالي و النفيس و تروح الثروات بدارا و اسرافا علي شواطئ دوبي الحالمة و جزر هاواي الوادعة دونما وعي بسيط حول مصدر هذا الرخاء.
هذا و غيره من العطاء لا يزال يسيل كالسيل الزابي من خوزستان( الاهواز) و لكن دون اي جدوى و طائل من هذا العطاء و البذل اللذان تقوم بهما خوزستان ( الاهواز) تجاه عزة الوطن السياسية و الاقتصادية و كذلك سعادة امته الكريمة.
فلما ياتي دور خوزستان( الاهواز) لاستيفاء بعض حقوقه التي تستمد من خلالها طاقتها و حيويتها كمردود طبيعي و انساني تبدو علي ملامح المتربعين علي الثروات علائم الشقاء و التعاسة تخالهم لوهلة اناسا متسولين مساكين فقد ينغر البسيط و لكن باعادة نظرة سريعة علي مدخول ايران الاقتصادي قياسا بما يجنيه من خوزستان( الاهواز) ستجد الفارق الكبير بين الامرين بحيث يعد مدخول الشهر الواحد من خوزستان( الاهواز) ما يعادل العشر سنوات من المدخول من سائر الوطن بشكل عام.
نري و بشكل سافر و وقيح اجراء مشاريع لا تخدم المحافظة بل علي العكس تماما فكأنها اجريت من اجل القضاء علي روح الزراعة التي تعد العصب الاقتصادي لدي المواطنين في الجنوب كمشروع قصب السكر في خوزستان( الاهواز) و لم يستغرق هذا المشروع وقتا طويلا و تقريبا اثناء تدشينه حتي نزلت ويلاته علي اصحاب النخيل في اقصي المدن جنوبا.
فقد اصبحت خضرة النخيل الذي كان يعد زمانا جزئا من هوية الشعب العربي اين ما حلو و قطنوا تزول شيئا فشيئا و تترك مكانها الي لون باهت و ماحل و باتت الثمرة الحالية الجنية تنقص يوما بعد يوم (علي الرغم من انات و آهات اصحابه و المزارعين لغير النخيل ايضا) و كل ذلك بسبب مصيبة الري بمياه القصب السكري الذي غسل مايزيد علي ٨٤ الف هكتار من الاراضي المالحة.
فقد اعلن معاون اعمار المحافظية في خوزستان ( الاهواز) في جريدة كارون العدد ٣٠٧٨ ان الاراضي المتضررة جراء ملوحة المياه التي استغلت لاجل تحلية مزارع القصب بحاجة الي اكثر من ٢٠٠ عام حتي تستعيد عافيتها هذا اذا تم التخلي عن اعمال مشروع قصب السكر حالا و قامت الحكومة بتخصيص ميزانية لا يستهان بها لمعالجة هذه الاراضي.
و لم يقتصر الامر علي النخيل و انما بات يهدد باقي صنوف الزراعة بشكل جدي و اضف الي ذلك الثروة السمكية التي هجرت موائد صائدي الاسماك فباتوا يبحثون عن اعمال لا ينتمون اليها بصلة كما ان الكارثة هذه اخذت تجرف كل ما و من علي طريقها حتي اننا اخذنا نسمع هذه الايام انين الدول المجاورة كالعراق و انهم استدعوا اخيرا مسئولي هذه الجريمة النكراء لوضع الحد لها.
تري ماذا يجب علي خوزستان( الاهواز) و الخوزستانيين ( الاهوازيين) ان يقدموا و لم يقدموه حتي اخذت الحكومة تنزل مثل هذا المشروع الذي اشبه الابادة ان لم نغال في ذلك و ماذا بقيت من واجبات بعد الذي جري ابان الحرب المفروضة و ما بعد ها من القتل و الاستشهاد و التشرد من اجل الذود عن حياض الوطن و بعد كل هذا العطاء الاقتصادي الذي جعل ايران امة عالمية بعد ما كان لها من النكوص و الخنوع زمن الشاه المقبور و قبله.
لاشك ان خوزستان (الاهواز) ملكا للوطن و ان له ما في السماوات و ما في الارض و ما تحت الثري لكن ما لم ينكره اي عاقل لبيب من ان من الحكمة ان نعيد الي مصدر جنينا و استحصالنا وقته و عافيته و هذا كما يفعل الفلاح بارضه برش الاسمدة عليها بعد كل حصاد و الا فان اثبات المالكية يظل مسئلة فيها نظر
المصدر موقع بروال