وفاة حسان الكزار رائد الاغنية العربية في الأهواز

دبي- عبدالهادي طرفي – توفي حسان الكزار رائد الأغنية الشعبية العربية في إيران عن عمر ناهز الـ 75 إثر نوبة قلبية طبقا لما hasan
أعلنته وسائل إعلام إيرانية الثلاثاء 9 – 3 – 2010 و ذلك خلال مشاركته في مهرجان الموسيقى السنوي في طهران الذي اختتم أعماله في السادس من آذار (مارس) الحالي .

وكان حسان شاعرا وعازفا على الرباب وفنانا مخضرما يستعيد غنائه الحزين إلى الذاكرة الماضي القديم والفرسان العرب و الصهاوي وبيوت الشعر في الأهواز وأمضى الفنان الراحل سنين عمره في بيت من طين في قرية “الخويس” على الطريق الواصل بين الأهواز والشوش في جنوب إيران.

وعندما التقيت بحسان الكزار خلال مشاركته في مهرجان للموسيقى بطهران قال لي “عندما تهطل الأمطار يحاصرنا الوحل حتى في داخل البيت.”

وكان الفنان يصنع آلة الرباب التي يعزف عليها بيده وقد ورث فنه من أبيه وجده حيث عرف الأهوازيون جده بـ ” جبار الأديب ” لإلمامه بالأدب والشعر الشعبي العربي كما كان أبوه سلمان شاعرا و فنانا كبيرا وقد تلقى منه أبجديات الفن والعزف منذ نعومة أظافره في الـ 12 من عمره و ذاع صيته رويدا رويدا ليس بين العرب في الأهواز فحسب بل حتى في العراق أيضا فكانت تربطه علاقات حميمة مع القدامى من الفنانيين الشعبيين العراقيين أمثال عبادي العماري وسلمان المنكوب وعبدالواحد جمعة و يونس العبادي.

وخلال ذكرى تتويج الملك فيصل في العراق دعي حسان الكزار إلى الغناء هناك مع كبار الفنانين العرب وبعد مشاركته في المهرجان منحته السلطات سيارة آنذاك لكنه وهبها لاخوته في بغداد وعاد ممتطيا صهوة فرسه الى الأهواز مفضلا حياة الريف على العيش في المدينة.

كان الفنان استاذا في أداء طور” العلوانية” وهو من أطوار الغناء الشعبي الحزين حيث يتضمن معاني العتاب والحب و الحماس و في الواقع كان حسان أحد أعمدة هذا النمط من الغناء الشعبي العربي الذي تنفرد به الأهواز.

ورأى حسان أن ” أبناء قبائل العمور هم أول من غنى هذا الطور من الغناء في الأهواز وقد طوره كبير الفنانين الشعبيين الأهوازيين “علوان بن شايع” ليطلق عليه اسمه لاحقا فعرف بـ ” العلوانية “.

كما كان حسان الكزار استاذا في أطوار الهليلاوي والشطراوي و المحمداوي و المكصوصي والجوبي وكلها من أطوار الغناء الشعبي التي تتشارك فيها الأهواز مع جنوب العراق.

وفضلا عن الغناء والعزف كان حسان قاصا للروايات الشعبية التي يطلق عليها الاهوازيون “السوالف” وكان يقيم سهرات في مضايف شيوخ القبائل في الجنوب يحضرها المعجبون من مختلف الأعمار وتتضمن هذه السوالف أشعارا كانت تبكي المستمعين تارة وتثير الحماس فيهم تارة أخرى.

ومن أشهر السوالف هي قصة ” شيخة بنت ناصر” التي دارت أحداثها في ” هور الحويزة ” غربي الأهواز والمتعانق مع هور العظيم الممتد في العمق العراقي فأقدم الفنان على إحياءها في فترة حكم الشاه الذي لم يدخر جهدا إلا وبذله لطمس هوية العرب والقضاء على معالم وجودهم في الأهواز ولازال الاهوازيون يحتفظون بأشرطة صوتية لهذه الرواية وأغاني أخرى لحسان و قصصه الشعبية.

ورغم العراقة التي كان يتسم به فنه والقيمة العالية للموروث الموسيقي الذي حمله في صدره لعشرات السنين لم تهتم السلطات الايرانية بحسان بالشكل الذي يليق بمكانته إلا في السنوات الاخيرة من عمره ولولا إهتمام المثقفين العرب به لما عرف المعنيون بالموسيقى في إيران حسان الكزار.

عندما سألته عن كيفية مشاركته في مهرجان الموسيقى قال الفنان ” قرع غريب ذات يوم باب بيتنا وطلبني , فإعتراني الخوف, ظننت انه من منتسبي الأمن وما أن قابلته حتى صافحني واوضح أنه سمع عني من الباحث الاهوازي يوسف عزيزي فرحبت به وتبين لي انه من مسؤولي الموسيقى في البلاد.”

وعندما طلب المسؤول منه ان يعزف ويغني تأثر كثيرا وكشف بأنه يملك استعدادا هائلا في العزف والغناء لكنه يعيش في قرية نائية وفي بيت من طين.

وفي نفس العام شارك حسان في المهرجان الموسيقي الذي ينظم في طهران كل سنة وخلال مهرجان هذا العام الذي أنهى اعماله في 6 مارس الماضي توفي حسان إثر نوبة قلبية ونقل الى بيته في قريته النائية في الأهواز ليدفن جثمانه هناك ويبقى فنه في قلوب وصدور ابناء جلدته العرب.

للرجوع الى المصدر -العربية نت

Check Also

المعلمون النقابيون أمام محكمة الثورة الإسلامية في الأهواز

المعلمون النقابيون أمام محكمة الثورة الإسلامية في الأهواز جابر احمد 2024 / 11 / 3 …