صحيفة متشددة تثير غضب “أتراك إيران” بعد تهكمها على لغتهم
دبي- سعود الزاهد
أثارت صحيفة “كيهان” الإيرانية المتشددة المؤيدة للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد غضب الإيرانيين الأتراك الذين يتجاوز عددهم حسب بعض الإحصاءات أكثر من 20 مليون نسمة بعد نشرها موضوعاً تهكمياً بخصوص اللغة القومية لزعيم المعارضة ميرحسين موسوي، واعتبرته بعض الأوساط الإيرانيين إهانة غير مبررة لثاني أكبر قومية في البلاد بعد الفرس.
ولم يكتف كاتب المقال الفكاهي حسين قدياني بالسخرية من اللغة القومية للأتراك الإيرانيين بل تعاطى مع المرشح الرئاسي ميرحسن موسوي
في قالب شخصية مدمنة على المخدرات يحاور زوجته ثم يخاطب نفسه باللغة الفارسية باللكنة التركية الأذربيجانية.
وفي الوقت الذي شجبت مواقع تركية أذربيجانية إيرانية بشدة التهكم على لغتهم القومية تناقلت الكثير من المواقع الإيرانية الخبر على صفحاتها الأولى. حيث وضع موقع “بالاترين” الخبر على رأس قائمة الأخبار الأكثر سخونة على الساحة الإيرانية نظراً إلى مشاعر الأذربيجانيين البالغة الحساسية تجاه التقليل من شأن لغتهم وعاداتهم وتقاليدهم.
وتساءلت بعض الموقع الإيرانية عن أسباب صمت الأتراك الأذربيجانيين تجاه ما اعتبرته التزوير في الانتخابات الإيرانية وذكرتهم بدورهم في الثورة الدستورية عام 1906 وثورة عام 1979 حيث انطلقت الثورة من مدينة تبريز عاصمة إقليم أذربيجان الشرقية قبل أن تنتقل إلى مدينة قم وسائر المدن الأخرى.
وذهبت مواقع إيرانية أخرى إلى تذكير الأتراك الأذربيجانيين الإيرانيين بالمظاهرات الاحتجاجية التي عمت كافة المدن الأذربيجانية الإيرانية قبل 4 أعوام اعتراضاً على كاريكاتير لـ”مانا نیستاني” نشرته إحدى الصحف حيث شبهت الأتراك بالصرصار وخرجت على إثرها مظاهرات عمت كافة المدن في الأقاليم الناطقة باللغة التركية الأذربيجانية ودارت اشتباكات مع قوى الأمن الحكومية سقط خلالها عدد من القتلى والجرحى.
واتهمت حينها السلطات الإيرانية “التيارات القومية التركية” بإثارة النعرات القومية بإيعاز من اجهزة أمنية أجنبية لم تسمها.
وتساءل موقع إيراني ناطق بالفارسية هل يقف الأتراك هذه المرة مكتوفي الأيدي أمام هذه الإهانة للغتهم القومية ولا يلتحقون بالحركة الاحتجاجية بذريعة أنهم أتراك لا يهتمون بما يحدث في طهرا ن.
تجدر الإشارة إلى أن إيران تتكون من عدة قوميات رئيسية أخرى مثل الكرد والعرب والبلوش واللور والتركمان والجيلك، ويقطن أغلبية الأتراك الإيرانيين الذين حكموا البلاد مايزيد عن 900 عام بعد تراجع الخلافة العباسية في محافظات أذربيجان الشرقية وأذربيجان الغربية وأردبيل وزنجان وأجزاء من طهران وقزوين وهمدان وأن أغلبيتهم على المذهب الشيعي الاثنى عشري.
وحسب بعض الإحصاءات يبلغ عدد الأتراك الأذربيجانيين 20 مليون نسمة وبذلك يكون عددهم ثلاثة أضعاف سكان جمهورية أذربيجان المحاذية لأقاليم إيران الأذربيجانية.
ويؤكد دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية على المساواة بين كافة المواطنين الإيرانيين بغض النظر عن انتمائاتهم القومية والعرقية إلا أن نشطاء الحقوق القومية يتهمون السلطات بممارسة سياسية التفريس تجاه الترك والكرد والعرب والبلوش والتركمان. وفي الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل الأخيرة ركز الإصلاحيون في حملاتهم الانتخابية على تفعيل المواد المعطلة من الدستور الإيراني لا سيما المادة 15 التي تسمح للقوميات غير الفارسية بتعليم لغة الأم في المدارس واستخدامها في وسائل الإعلام إلى جانب اللغة الفارسية.