نتيجة لتصدي الشعوب لهبيته المفقودة .حيث خرج أكثر من مسؤول يتغنى بالإجهزة الأمنية والإستخباراتية القمعية التي تستمد حسب العقلية الحاكمة قوتها ممن وُصِفوا “بجنود الامام الزمان السريين”.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد حيث دفعت نشوة الإنتصار المزيفة ،الحكام المستبدين إلى عرض العضلات من خلال مسرحيةٍ حاولوا الإيحاء عبرها بانهم يتمتعون بالسيطرة اللازمة على البلاد.
ورأينا وزير الأمن الإيراني حيدر مُصلحي كيف يعربد أمام وسائل الإعلام ويُوعد بإنتزاع إعترافات من عبدالمالك ريغي وذلك بعد مرور ساعات على إعتقال زعيم جندالله و شاهدنا كيف يُهَوّل من قوة الجهاز الامني متناسيا الجهة التي دعمت السلطات الإيرانية على تحقيق غايتها.
ولكن من سوء حظه خرج بعد ذلك السفير الباكستاني في طهران ليقول بالقلم العريض بأن تعاون بلاده مع السلطات الحاكمة في إيران هو الذي أوقع بريغي في فخ النظام.
نحن لسنا بصدد تقييم الحدث ونجدد رفضنا القاطع لإستخدام العنف لتحقيق مطالب الشعوب العادلة ونؤكد بأن هذه الوسيلة ستمنح النظام شتى الذرائع للهروب من مسؤولياته والظهور بمظهر المظلوم .
كما نشدد بأن اللجوء إلى العنف في إطار القضايا القومية الحقة يجعل التنظيمات التي تؤمن بذلك أن تصبح وحيدة ولا حليف لها في صراعها مع النظام الظالم مما لاتجرؤ اي جهة دولية أو اقليمية على الدفاع عن تلك التنظيمات و مصير ريغي خير دليل على ذلك .
و بالرغم من ذلك نعتقد بكل يقين بان العنف المستخدم من قبل المظلوم هو ردة فعل تجاه ممارسة الظلم من قبل الظالم ولكن نرى بان العمل السياسي لايجوز ان يلجأ إلى ردود الافعال بل هو فعل مدروس ومتقن يجب ان يحترم الحياة .
اما المسالة الاهم في هذا الحادث هي قضايا الشعوب التي لايمكن لاي سلطة حاكمة إخمادها بإعتقال هذا الزعيم أو ذاك ، وبالعكس من ذلك فتح هذا الحدث باب حقوق الشعوب مُشرِعا على مصراعيه.
مما لا شك فيه فان التعاطي الامني مع المطالبات العادلة للشعوب في ايران أثبت فشله منذ تكوين دولة القومية الواحدة قبل ثمانية عقود ونيف .
ونحن على ثقة تامة بان الشعب البلوشي مثله مثل سائر الشعوب في ايران كالكرد والعرب والترك والتركمان واللور و الگیلک لن يهدأ له بال إلا أن يحتضن الحرية المنشودة ويعانق حقوقه المسلوبة ويستعيد خيراته المنهوبة .
ونؤكد مرة أخرى تضامن الشعب العربي الأهوازي مع الشعب البلوشي البطل و بقية الشعوب المضطهدة التي تعاني من نفس الظلم وتعيش مثله مرارة الحرمان .
ونمد يدنا نحو مناضلي الشعب الفارسي الذين يقفون بوجه الإستبداد الديني والعسكري الحاكم في طهران بهدف تحقيق الحرية والديمقراطية و العدالة الإجتماعية التي لن تكتمل إلا عبر الإعتراف الكامل وغير المنتقص بالحقوق الكاملة للقوميات وبدورها الحقيقي في تقرير مصيرها و مشاركتها الفعالة في الحكم على قدم المساواة مع الشعب الفارسي.
حزب التضامن الديمقراطي الاهوازي