جابر أحمد: اعتمدت هيئة الامم المتحدة يوم 21 فبراير من كل عام يوما عالميا للغة الام، وبهذه المناسبة فإن بعضا من شعوب العالم والتي رأت ان لغة الام لديها ونتيجة لظروف سياسية او اقتصادية او اجتماعية معرضة للخطر
طرحت في مثل هذا اليوم شعاراتها ومطالباتها، مناشدة شعوب العالم للتضامن معها، في سبيل الحفاظ على لغاتها ود يمومة استمراريتها .
وفي ايران مع اعلان اللغة الفارسية ومنذ ما يقارب القرن “كلغة رسمية” في عموم البلاد واجهت اللغات القومية الاخرى الكثير من المضايقات و الحرمان .
وفي كل الاحوال لا تتوقف حرمان الاقليات القومية في ايران في حدود لغة الام وحسب ، وانما وانما توسع الاهمال و تشعب ليشمل الكثير من حقوقهم الاجتماعية و السياسية الاخرى .
وفي ايران اذا اعتبرنا الحركة الخضراء حركة سياسية اجتماعية شاملة ، تحمل وزر المطالب العامة ، يمكن طرح السؤالات التالية : وهو ما هي المعايير التي تنظر اليها فميا بخص الاحتياجات و مطالب القوميات التي اصبحت ضحية التمييز في ايران ؟ .وهل الفرضية التي تقول ان الاقليات القومية خلال الاشهر الماضية لم يكن لها دور فعال ومهم في الحركة الخضراء ؟ وهل هذا صحيح ان القاعدة الاجتماعية للحركة الخضراء تمركزت في طهران وعدد من مدن البلاد الكبرى ؟ ، واخيرا هل استطاعت القوميات غير الفارسية طرح مطالبها و التعريف بها في اطار الحركة الخضراء .
وبمناسبة اليوم العالمي 21 فبراير اليوم العالمي للغة الام عقد ندوة تحت عنوان “الحركة الخضراء وضرورة كسب ثقة القوميالت غير الفارسية” ، ضمت كل من المفكرو الكاتب العربي الاهوازي السيد يوسف بني طرف و النشاط السياسي الكردي السيد محمد على توفيقي ـمدير تحرير موقع سيروان الالكتروني و السيد انصاف على هدايت ، الصحفي الاذري المقيم حاليا في كندا وذلك من اجل الاجابة على تلك الاسئلة وغيرها، وفيما يلي خلاصة لما دار في هذه الندوة .
الاستاذ يوسف عزيزي و في معرض حديثه عن عدم اشتراك من ابناء القوميات في ايران في الحركة الخضراء ، قال: ان طيفا واسعا من قوى القوميات في ايران يشتكون من انهم عندما تعرضوا للقمع لم يدافع عنهم اي منالقائمين على الحركة الخضراء حاليا ، واضاف ان عدم الثقة بين الطرفين من اهم الدلائل التي حالت دون مشاركة الشعوب غير الفارسية في هذه الحركة الاحتجاجية .
اما السيد على توفيقي فقد قيم الحركة الخضراء على انها حركة اجتماعية عامة ، مقرونة بحوار وطني ، وان القوميات غير الفارسية لها دور فعال في هذه الحركة ، على سبيل المثال لا الحصر ، في كردستان فان المواطنيين الذين اشتركوا في الانتخابات الرئاسية الاخيرة كان 100% ، اما عدم اشتراك المواطنين الاكراد في المظاهرات و الاحداث التي اعقبت الانتخابات الرئاسية الاخيرة ،سببه ان الثمن هذه المظاهرات في مدينة مثل مدينة سنندج غاليا جدا وهو اكثر مما يحدث في طهران . و اضاف توفيقي اذا قمنا باحصاء شامل للسجناء في السجون الايرانية ، نرى ان سجون النظام تعج في الوقت الراهن بمناضلي الشعوب الايرانية ، من بينهم الاتراك ، العرب ، و الاكراد وغيرهم .
اما انصاف علي هدايت فقد قال : في الحقيقة ان الحركة الخضراء انحسرت في حدود طهران فقط ، وقد سعت الحكومة ان تعطي بعض الامتيازات الجزئية في المقطعات الايرانية الاخرى و ان تشغلهم بذلك ، حتى تستطيع التفرغ الى قمع القوى المنتفضة في العاصمة .
هذا ومن الجدير بالذكر ان الاحتفال باليوم العالمي للغة الام اصبح تقليدا يحتفل به سنويا من قبل ابناء الشعوب الايرانية من كرد وعرب وبلوش وتركمان و اتراك اذريين وغيرهم. وقد جرى اول احتفال لليوم العالمي للغة الام في ايران من قبل المواطنين الاتراك الايرانيين الذين احتفلوا بهذه المناسبة في قلعة بابك الشهيرة عام 2004 و قد اشترك في هذا الاحتفال انذاك وفد مثل الشعب العربي الاهوازي ممثلا ببعض الشخصيات الادبية والسياسية الاهوازية .
وانعقد المؤتمر الثاني للاحتفال بهذا اليوم وبالتنسيق مع قوى القوميات في ايران في اقليم الاهواز وذلك في يوم 21 من فبراير اشباط من 2005 الموافق 18 اسفند 1383 حيث احيت جماهيرنا العربية العربستانية هذا الاحتفال على مدرج كلية العلوم الانسانية في جامعة الاهواز وقد شارك فيه ممثلون عن القوميتين التركية -الاذرية والكردية اللتان تعتبران من اكبر القوميات في ايران ، واثتاءها اعرب المشاركين عن تضامنهم مع بعضهم البعض وذلك عبر الحديث عن معاناتهم القومية وعن خيبة املهم تجاه نوايا السلطة الايرانية التي سكرت اذنيها واحده من طين واخرى من عجين تجاه مطالبهم العادلة ، و قد جاء في البيان الختامي الصادر عن ذلك الاجتماع ما يلي :
نحن المشاركون في هذا المؤتمر للاحتفال باليوم العالمي للغة الام والذي ينعقد لاول مرة في مدينة الاهواز والمؤتمر الثاني الذي ينعقد على مستوى البلاد نعلن ان المطالب التي نطالب بها ونناضل من اجلها هي مطالب عادلة تنسجم وتتماشى مع الاعلان العالمي لحقوق الانسان ، وهى المعاهدة الدولية للحقوق المدنية -المعاهدة السياسة ،المعاهدة الدولية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي اقرتها هيئة الامم المتحدة تحت رقم 153| 74 وبتاريخ 1992 مع الاخذ بعين الاعتبار ان اكثر من 70% من سكان البلاد في ايران يتمتعون بخصوصيات ثقافية ولغوية تختلف عن الفرس كالعرب في الاهواز – عربستان -، الاتراك في اذربايجان ، والعاصمة ، الاكراد فى اقليم كوردستان وخراسان، اللر في لرستان والبولش في سيستان وبلوشستان والتركمان فى تركمن صحراء .واكد المؤتمر في بيانه الختامي على عدة نقاط رئيسية نذكر منها :
1- التدريس بلغة الام واعتبارها اللغة الاولى في الاقاليم الايرانية القومية .
2- تقديم الدعم والمساندة المادية من اجل اشاعة لغة الام وترويجها بين جميع القوميات الايرانية .
3- السماح بتاسيس المؤسسات الحكومية والخاصة بهدف الحفاظ علي احياء وازدهار لغات الام .
4- حرية التعبير لجميع القوميات .
5- اعادة اسماء جميع المدن والمناطق الى اسمائها الاصلية والتاريخية .
6- حرية اختيار اسماء المواليد .
7- مكافحة السياسات العنصرية المنظمة التي تسعى الى صهر واذابة القوميات في بوتقة اللغة والثقافة الفارسية .
وياتي 21 من فبرايرمن هذا العام وشعبنا العربي الاهوازي يمر باصعب مرحلة من تاريخه السياسي منذ الاطاحة بنظام الشاه وحتى يومنا هذا حيث قامت الحكومة الايرانية و منذ انتفاضته في الخامس عشر من نيسان عام 2005 وحتى اليوم باعلان حالة الطوارئ وممارسة الحصار الاعلامي وقيامها بالتعتيم كامل على ما يجري من خلال عسكرة المنطقة وفرض الاحكام العرفية ، كما اصدرت احكاما جائرة باعدام عدد كبير من نشاطئنا السياسين بالاضافة الى اعتقال العديد واصدار احكام جائرة بحقهم .