اثار تقريرايران امام “آلية المراجعة الدورية” لمجلس الامن حفيظة الدول الغربيةو منظمات حقوق الانسان الايرانية و العالمية معتبرين ان التقرير الحكومي تجنب تناول
المشاكل الحقيقية التي ساهمت في تدهور حالة حقوق الانسان في ايران.
انعقد في قصر الامم المتحدة في جنيف يوم امس الاجتماع الدوري “المراجعة الدورية الشاملة ” الذي انطلق من ال8من فبراير الجاري و ينتهي في ال17 عشر من هذا الشهر ويناقش مجلس حقوق الانسان المؤلف من 47عضوا لأجراء مراجعة في حالة حقوق الانسان في 16 دولة من بين الدول الاعضاء 193 في الامم المتحدة و تاتي هذه الاجتماعات في سياق سياسات الجمعية العامة للأمم المتحدة الرامية الى ترسيخ الديمقراطية في العالم والحد من انتهاكات حقوق الانسان من قبل الحكومات الرسمية.
و أخضعت “آلية الاستعراض الدوري الشامل” التابعة لمجلس حقوق الإنسان، يوم امس الاثنين النظام الايراني لأول مرة لعملية تقييم شامل عن حالة حقوق الإنسان في هذا البلد الذي تتصدر أحداثه هذه الايام الأنباء العالمية يوميا بسبب ما تشهده من اضطرابات واحتجاجات. وحضر ت ايران بوفد تكون من 30 شخصا ترأسه محمد جواد لاريجاني “الامين العام لمجلس حقوق الانسان في ايران”وممثلون في البرلمان الايراني واستهل لاريجاني كلامه بان “ايران تشهد تنمية مستمرة في مجال حقوق الانسان” ولفت الى ان ايران بلد متنوع من اثنيات وعرقيات مختلفة يتمتعون بثقافاتهم و التحدث بلغاتهم المحلية مدعيا “ان ايران مثال للتعايش السلمي واضاف “ان نظام حقوق الانسان قد تم استخدامه كادات للضغط على الجمهورية الاسلامية واستطرق في كلامه نحن كنا ولازلنا ضحية الارهاب وآخرها اغتيال استاذ جامعي واضاف ان الاحكام التي تصدرها المحاكم هي ضد الارهاب والخارجين عن القانون وجاء بمثل عن الاحكام الصادرة ضد الاتجار بالمخدرات بعدها تحدثت “عليا” وهي مندوبة في البرلمان الايراني حيث جائت بذكر بعض من المواد الدستورية في ايران التي تكفل على حد قولها حقوق الاطفال والنساء والاقليات
بعدها اراد رئيس الجلسة من مندوبي الدول التي طلبت المداخلات ابداء آراءهم ودعاهم الى مراعات الوقت المخصص وهو دقيقتان.
وكان مندوب الولايات المتحدة هو اول المتحدثين حيث قال ” من شهر حزيران الماضي وايران مستمرة بقمع المواطنين نحن ندين هذه الاعمال .لقد تم تقييد الصحافة الداخلية والخارجية في الاشهر الاخيرة ونشعر بقلق تجاه ما يتعرض له البهائيين والاقليات الدينية والعرقية واضاف نوصي ايران بأحترام حرية التعبير والاجتماعات وان تقبل بزيارة مقرر خاص لتقصي ما يدور في ايران من انتهاكات .
اما مندوب كندا فقال نحن نشهد تدهورا مستمرا في حالة حقوق الانسان في ايران حيث يتم قمع الحريات ففي الفترة الاخيرة شهدنا اعتقالات كبيرة . و اوصي ايران بتطبيق المعايير الدولية الخاصة بحقوق الانسان كما اوصي بالتحقيق مع المسؤلين عن ارتكاب جرائم السجون الاخيرة و اطلاق صراح سجناء البهائيين والاقليات الدينية والعرقية كما طلب ايقاف احكام اعدام الصغار.
وقال ممثل فرانسا في هذا الاجتماع نحن نشهد قمعا دمويا منذ انتخابات الرئاسة في ايران فأن العشرات قد قتلوا والالاف قد سجنوا واوصى بان تقبل ايران فريقا عاملا يوصى بتقصي الحقائق حول الانتهاكات في هذا البلد كما ندعو ايران بان تؤمن استقلال السلطة القضائية كما اوصى ان تكف ايران من اعدام الاحداث .
اما مندوب بريطانيا فاوصا بان تبادر ايران بارسال دعوة الى امين عام الامم المتحدة لاتخاذ تدابير بناءة حول حقوق الانسان في ايران كما ندد في الاعتقالات الاخيرة التي اعقبت الانتخابات الرئاسية
اما ممثل استراليا فاوصى ايران الغاء قوانيين التمييز بالنسبة للاقليات الدينية والعرقية.
بعدها جاء الدور الى ممثل اسرائيل وبدأ بانتقاد ايران لقمعها مواطنيها وقال ان ايران تمنع حرية التعبير و ان الموطنين العرب والبهائيين والمسيحيين يتعرضون للتمييز .
اما ممثلو الدول العربية فاجتمعوا في مداخلاتهم على نقطة وهي المدح والثناء للنظام الايراني لما اعتبروه تطورا في مجال حقوق الانسان ومن بينها قطر والسودان وليبيا والجزائر والكويت وسورية والبحرين حيث قال ممثل الوفد السوري ان دستور الجمهورية الاسلامية يرسخ الحريات للشعب الايراني واضاف ان هناك اعتراف من اليونيسف يقر بازدياد التنمية في مجال التعليم والصحة . اما ممثل الجزائر فانتقد الاجتماع الدوري القائم وقال لا يمكن التوقع ان ما حدث في البلدان الغربية خلال ثلاثة قرون أن يحدث في غضون ثلاثة عقود في بلدان العالم الثالث. وقال مادحا ايران “ان هناك 20 منظمة غير حكومية في ايران اصبح لها دورا استشاريا” في اتخاذ القرارات .وطلب من ايران ان تبادر الى تبادل خبراتها مع البلدان الاخرى .
وردا على هذه المداخلات قال لاريجاني كانت هناك مداخلات قيمة واضاف” ان ايران اصبحت من اكبر الدول ديمقراطية في المنطقة و وصف مداخلات الدول الغربية بانها لاذعة. وقال لايصح اطلاق وابل من الاتهامات باسم التوصيات. وادعا ان عدد الزيارات التي قامت بها المنظمات المستقلة العالمية هي اكثر من المتوسط قياسا بالدول الاخرى وقال نحن نخوض تجربة ديمقراطية تستند الى الثقافة الايرانية.واضاف في هكذا اجتماعات يجب ان ننطر الى البعد الثقافي والديني للدول المعنية فليس من االمعقول ان تكون الطريقة الوحيدة للحياة هي التي تعيشعها لندن او باريس او واشنطن نحن نخوض تجربة تستند الى الثقافة الايرانية لكن لم نتجاهل الثقافات الاخرى فاذا نظرتم الى الدستور الايراني ترون اننا استخدمنا دستور المجتمعات الغربية فضلا عن المنهاجية والمنطق الاسلامي ايضا .
في اثناء ذلك اجتمع المئات من المتظاهرين خارج مبنى الامم المتحدة في جنيف يحملون لافتات تندد في الانتهاكات الاخيرة في ايران كما حضر بين المتظاهرين عدد من الشعوب غير الفارسية مرددين شعارات.
ويشكل قانون “آلية الاستعراض الدوري الشامل” الذي تم إنشاؤها بموجب قرار من الجمعية العامة في15 مارس 2006 و ياتي في سياق سياسات الجمعية العامة للأمم المتحدة الرامية الى ترسيخ الديمقراطية في العالم والحد من انتهاكات حقوق الانسان من قبل الحكومات الرسمية يشكل ادات مهمة لاستعراض ومناقشة وضع حقوق الانسان في كل الدول الاعضاء في الامم المتحدة .
وسيقدم مجلس حقوق الإنسان يوم الاربعاء السابع عشر من فبراير توصياته النهائية بشأن هذا النقاش التفاعلي الذي استغرق 3 ساعات وتدخلت فيه اكثر من 24 عشرين دولة .
وفد اللجنة الاعلامية لحزب التضامن المشارك في مؤتمر جنيف
