مير حسين موسوي: حصان طروادة في ساحة الحرية بطهران

محمد حسن فلاحية: السلطة القضائية: “سنعدم قريبا” 9 معارضين معادين للثورةادينوا بالسعي لقلب النظام الاسلاميرئيس السلطة القضائية: إعدام إثنين من مثيري الشغب كان بناءاً على قانون العقوبات الاسلامية.

mer_hoseen_mosave

زعيم المعارضة الخضراء مير حسين موسوي يؤكّد بأنّ جذور الظلم والدكتاتورية ما زالت موجودةفي ايران ويجب تعديل الدستور الحالي وأنّ الثورة الاسلامية لم تحقق اهدافهاوفشلت في الغاء الاستبدادمن البلاد وأنه بات لا يؤمن بأن الثورة قادرة على القضاء على الديكتاتورية. ويضيف موسوي قائلاً: يمكن اليوم في ايران رصد الاسس والعناصر التي تنبثق منها الديكتاتورية، وكذلك مقاومة عودة الديكتاتورية فاليوم أصبحت المقاومة الكبيرة للشعب الايراني بمثابة تراث عظيم يكافح (صناعة) الكذب و التزوير والفساد في شتى أنحاء البلاد. وفي ذكرى هذه الثورة ومنذ إنتصارها، عمل أبناء الشعب على مقارعة الديكتاتورية وإزالة رموز جميع مظاهر الديكتاتورية.

وفيما يلي ملخّص اللقاء الذي أجراه موقع كلمةمع مير حسين موسويوأجاب فيه على الاسئلة العشرة التي طرحها مراسل الموقع عليه:

موقع كلمة: نحن على أعتاب الذكرى الحادية والثلاثين لإنتصار الثورة الاسلامية في إيران؛ هل يمكننا إستخلاص العبر من هذا الانتصار في أيامنا هذه التي نمر بها؟

موسوي: في الايام الاخيرة من عمر الحكم الملكي البغيض في إيران لم يكن لدينا جماعتان الاولى تمثّل الغالبية والاخرى تمثّل الاقلية لكي تنزل في الشوارع وتعبّر عن معارضتها بمفهومها الإستقطابي، ولكن وبسبب أنّ الحكم الملكي البغيض فقد شرعيته، فقد تغلغلت المعارضة في هذا النظام عبر الجيش والمعسكرات وتحولت المعارضة الى معارضة جماهيرية عارمة.

هل يمكن القول أن سقوط الحكم الملكي كان لابدّ منه؟

موسوي: فقد النظام الملكي شرعيته بشكل كامل وذلك بسبب المجازر التي إرتكبها. ويمكن القول بأنّ الحكم الملكي الاب والإبنلو تمسّك بدستور الفترة الملكية الدستورية لتمكّن من البقاء الى فترة ما. ففي هذه الحالة كان يمكن تحاشي سقوط ذلك النظام.

هل إنّ أسباب عودة الدكتاتورية الى إيران قد تجاوزناها بقيام الجمهورية الاسلامية؟

موسوي: في بداية الثورة وصل الشعب الى هذه القناعة بتجاوز مرحلة الاستبداد. ولكن، اليوم، لا توجد مثل هذه القناعة. يجب تجفيف جذور الظلم والدكتاتورية فهي ما زالت موجودة في ايران ويجب تعديل الدستور الحالي والثورة الاسلامية لم تحقق اهدافها وفشلت في الغاء لاستبداد من البلاد وبتُّ لا أؤمن بأن الثورة قادرة على القضاء على الديكتاتورية.

ويمكن اليوم في ايران رصد الاسس والعناصر التي تنبثق منها الديكتاتورية، وكذلك مقاومة عودة الديكتاتورية. “فإاليوم أصبحت المقاومة الكبيرة للشعب الايراني بمثابة تراث عظيم يكافح (صناعة) الكذب والتزوير والفساد في شتى أنحاء البلاد.

ولأنّ الاستبداد والدكتاتورية الدينية هي من أسوأ الدكتاتوريات على الاطلاق، ولأنّ الثورة كانت نتيجة تضحيات جميع أبناء الشعب الايراني فلا يمكن مصادرة مطالبهم وتطلعاتهم بإسم الدين وتجاهل الأسس التي قامت من أجلها هذه الثورة ألا وهي العدل والمساواة. القراءة التي تصف الناس اليوم بـالزبد والقشوالعجلوالعنزة وتقوم على الفصل بين ابناء الشعب الواحد هي قراءة وخطاب متوّج بنظرة ملكية كانت تحكم إيران فيما سبق. وكما اشرت بأنني محبط بشكل كامل إزاء أداء السلطة القضائية.

هل يمكنك أن تأتي لنا بمثال عن نشأة وتجسيد الدكتاتورية لدى المسؤولين في إيران؟

موسوي: هذه الروح الدكتاتورية المتوارثة من الحكم الملكي موجودة يمكن ملاحظتها بشكل جلي. وأكثر دليل يمكن رؤيته هو الصدام الحقيقي بين رموز النظام وعلى شقيه المنطقي والقانوني والتوتر في هذه العلاقة. والنوذج الاخر علاقة السلطة القضائية بمحققي الأمن: يجب أن نعرف هل أنّ القضاة من يقرر ويصدر أحكاماً أم محققب المخابرات؟ وأين إستقلالية القضاء وفصل السلطات عن بعضها الاخر؟ والدكتاتورية تتجسد بالظلم الذي يمارس ضد السلطة القضائية والظلم المبرح بحق البرلمان.

تجسّدت مطالب الشعب في المظاهرات والمطالبة بالعدل الاجتماعي، خاصة العدل الاقتصادي.وفي بعض الاوقات اصبحت مواجهة بين الحرية والعدالة. هل يمكننا فهم توجّهات الحركة الخضراء ؟

موسوي: الشعب الايراني أثناء الثورة الملكية الدستورية طالب بالعدل والمساواة وأنجبت الحرية من رحم المطالبات المذكورة. ونرى الحركة البشرية برمتها تتجه نحو هذا المطلب ولا أرى ضرورة في إختيار واحد دون أخر من بين العدل والحرية. لنلق نظرة على التضخّم والبطالة وإرتفاع نسبتهما وسوف نصل الى نتيجة وهي أنّهما أثرتا سلبياً على الحرية. من هذا المنطلق تطفو على السطح مطالبات الشعب بالحرية والعدل الإقتصادي، واليوم في إيران هنالك عقد وثيق بين المطالبة بالعدل الاقتصادي والحرية بمفهومها الاساس.

ويجب على من أوصل الشعب الى إيراني الى هذا المستوى من التخلّف الاقتصادي والسياسي أن يلقي نظرة عما ترك للشعب من بؤس وتخلّف وطني ومن وقف لجميع نشاطات الحياة الاقتصادية.

يرى البعض أنّ تجاوز الدستور الحالي هو المفتاح الرئيس لمعالجة المشاكل الراهنة ماذا ترون أنتم؟

موسوي: نحن أتينا لإصلاح الامور وليس للثأر والحصول على كرسي السلطة. في تجاوز الدستور إشكاليات عديدة ولا يمكن تجاهل الشريحة المتدينة من الشعب الايراني ولايمكن إثارة مشاعرها وحفيظتها عبر تجاوز الدستور ولا يعني ذلك أننا نقبل الإنغلاقية والتحجّر في الفكر والمعتقد. ولكن الحل هو تعديل الدستور خدمة لجميع شرائح المجتمع.

ألا يغلق هذا الامر الطريق أمامنا نحو مستقبل زاهر بالاستناد على هذا الدستور؟

موسوي: أنا لم اقل بأن الدستور وحي منزل. وكما سبق وأن عُـدّل الستور في عام 1989، يمكن إجراء تعديلات أخرى عليه ليتلاءم والمطالبات الجماهيرية للشعب الايراني في الوقت الراهن.

بمثابة سؤال ما قبل ألاخير؛ ما هو رأيك حول المظاهرات الاحتجاجية؟

موسوي: المظاهرات السلمية والتجمهر حق من حقوق الشعب الايراني بكافة أطيالف وشرائحه كفله لهم الدستور الايراني الحالي. ونصيحتي لمناصري الحركة الخضراء أن يقلّصوا من المسافة التي تضع حواجز بينهم وبين بقية أبناء الشعب لان هذه الانتفاضة هي إنتفاضة شعبية ويعود درّها للشعب. ويجب إحترام عادات وطقوس الشعب ومقدساتهم ومعتقداتهم وأعراف المجتمع السائدة.

هل لديك متحدّث أو ممثل في خارج البلاد؟

موسوي: في الحركة الخضراء يقف كل مواطن موقف وسيلة إعلام، والطريق الاخضر ليس لديه أي متحدث في الخارج ومن فضاءات الحركة الخضراء بأن يدلي كل بدلوه ويتكلم. وأنا أيضاً بهذا الاعتبار ومن هذا المنطلق أطرح أفكاري ومقترحاتي في هذا الفضاء.

في بعض الاحيان تنقل عنكم في المواقع والفيس بوككلمات وخطابات فما مدى صحة ذلك؟

موسوي: لا يوجد لدي مدوّنة خاصة وإنما اتعامل مع عدة مواقع حصرياً وما نقلتموه هو أمر صحي وطبيعي في فضاء الاعلام الحديث.

*

*ما سبق هو أحدث مقابلة أجراها موقع كلمة الاصلاحي يوم الثلاثاء الموافق 09/02/2010 مع زعيم الحركة الخضراء مير حسين موسوي“. فهل أنّ موسوي ، كما يرى المتشددون في إيران، نزل ساحة الحرية في طهران عبر حصان طروادة ليحتلّ الساحة ومن ثم ليسقط النظام بثورة مخمليةلونها أخضرذات طابع وصبغة دينية، ولكن ضد الحكم الديني هذه المرة ولو أن شعارها ولونها الاخضر مستوحى من رموز دينية، وأنه سينزل، في ذكرى إنتصار الثورة في11 فبراير هذه الساحة، من على حصان طروادة من الجهة الغربية للساحة وعكس ما نزلت به طائرة أية الله الخوميني وهي طائرة تعود للخطوط الجوية الفرنسية؟ أم أنّ الامر يختلف اليوم في إيران وإنّ الاثنين جاءا بنفس الاهداف؟ أم أنّ أية الله الخوميني الذي أسقط النظام بفعل ثورة جماهيرية يختلف كثيراً عن موسوي الذي جاء بانتفاضة شعبية ويريد الاصلاح دون ثورة ودون إسقاط للنظام الحالي؟

falahiya25@yahoo.com

محمد حسن فلاحية صحفي ومعتقل سياسي قضى ثلاث سنوات في سجن إفين بطهران*

 شفاف الشرق الأوسط

شاهد أيضاً

رفيقنا المناضل مهدي ابو هيام الأحوازي

تلقينا في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي التغييرات الإيجابية في المكتب السياسي لحزبكم الموقر و الذي …