.
وفي زمن ليس ببعيد فأن السيدة الفرنسية ديولافواي في رحلاتها الثلاث عن طريق هذا النهر زينت آلبومها برسوم الاسود التي تعيش في الغابات الملاصقة لنهر كارون.
لم يمض زمن طويل عن الاتفاقية التجارية الضخمة في حينها التي ابرمها البريطانيين “الاخوة لينج سنة 1888” بهدف نقل البضائع عن طريق نهر كارون بعد ما قطعوا آلاف الاميال في رحلة بحرية .
ذرات الطين التي تعطي لمياه كارون لونا احمرعند طغيانه والمروج الزاهية والسكينة التي تغمر الغابات المنتشرة على ضفافه بالاضافة الى كونه ينبوعا لحياة الناس عبر العصور، كان حافزا قويا للشعراء والمطربين إذ جعلهم ينظموا اجمل القصائد الملحمية ويلحنوا اعذب الاغاني فكان ملهما لظهور اروع القصص الخيالية التي تناقلت عبر الاجيال بيد أن هذا النهر المعطاء بدأ في العقدين الاخيرين يجفّ تدريجيا حتى وصلت حالته الى الاحتضار.
ان بناء المشاريع الاقتصادية مثل مشروع قصب السكر وانحراف المنابع المائية لنهر كارون وانتقالها الى المناطق المركزية بالاضافة الى انشاء السدود المتعددة الغير مدروسة والفاقدة للرؤية المستقبلة للبيئة والتلويث البيئي أدت الى كارثة حلت بهذا النهر العظيم نتيجة منع مجرى المياه الباعثة لحيويته .
اما اليوم فكارون اصبح ملجئا لصرف المياه الصحية للمدن والمستشفيات والمياه الضارة التي تفرزها المبازل من اراضي قصب السكر. اليوم لم يبق هناك أدنى شك ان طرح وتنفيذ مثل هذه المشاريع بغض النظر عن العوامل المعلنة اوغير المعلنة او اسباب المنافسة الجارية داخل الحكومة فيما بين السطات في المركز، لم تقتصر على الاضرار المادية فحسب وانما يجب تسمية مثل هذه التطلعات البليدة بالتطهير العرقي المبرمج.
وفي الوقت الراهن الذي نرى فيه شباب الاهواز الابطال المسلحين بالوعي عوضا من ان يفرحوا ويحتفلوا بالعيد قاموا بتشكيل حزام بشري ليتصدوا ل” قتل ” هذا النهر الباعث للحياة، لهذا نعلن عن وقوفنا وتضامننا معهم، كما ندعوا جميع الاحرار ومحبي الحياة في جميع انحاء العالم ان يعلنوا عن تضامنهم ووقوفهم الى جانب هذه الحركة الانسانية.
مركز مشداخ الثقافي