هذه أسئلة تخطر في بالي فتؤرقني, تكاد تقلقني في منامي, فأقول رباه لماذا هؤلاء تحرروا من كل موروث ونحن إلى الآن نساؤنا يدنسن وجوههن من الوحل عندما يفقدن أحد أقاربهن.
عندما تسلم الألمان بلادهم بعد الحرب العالمية الثانية كانت شبه قرية خاوية على عروشها.
إذن كيف وصل الألمان إلى هذا النمو الفكري والاقتصادي بعد أن كانوا مستبدين يحلمون باحتلال العالم. فعدوا العدة لغزو بولندا في (عام1939) حيث آنذاك كانت نقطة انطلاق لحرب عالمية ثانية وأصبحت ألمانيا نتيجة الحرب شبة قرية خاوية على عروشها ومن ثم انتهت بسيطرة الاتحاد السوفيتي على برلين.
فتسلموا بلادهم بعد الحرب العالمية الثانية وأوضاعها المالية مدمرة تماماً, نتيجة الدمار الجسيم الذي أصاب البنية التحتية, فيرافق هذا الدمار الالتزام الذي تعهدت به ألمانيا تدفعه كتعويضات حرب لدول الحلفاء.
الهدف من هذا الشرح مقارنة ما بين حكومة رحيمة في ما بينها, شديدة على من يهدد حياة شعبها وحكومة تفرض سياستها علينا, ولا تكتفي بتجفيف الشطوط وإرسالها إلى مدن أخرى بل أصبحت سبباً لمرض السرطان ونشره في هذا البلد.
يقول أحد الباحثين: سبب انتشار السرطان هو الفسفور الأبيض بعدما انتقل إلينا إبان الحرب العراقية الأميركية من ثم تغلغل في الأهوار الجافة, ويذكر أن المنطقة مهددة بعواصف ترابية ذلك يعود لتجفيف الأنهار وحرق الغابات والنخيل.
لماذا تصمت الحكومة أمام هذه المشكلات التي باتت مرئية وأمسينا نراها في المكتوب? من المسؤول عن هذه الأمراض التي باتت تهدد حياتنا, أليس من شأن حكومتنا أن تكف عن سلب ونهب الأموال وتتجه إلى شعبها? هل من المعقول نقترض رئيس جمهورية من الغرب لكي يعالج مشكلاتنا? هل عقمت أمهاتنا ولم تنجب رجالاً يكشفون للعالم كيف نموت سريريا, لماذا في قرية واحدة يولد ثلاثة مئة جنين من دون رأس والسبب الفسفور الأبيض كما جاء في تقرير أحد الأطباء, من المسؤول عن كل هذا? لماذا مدينة الأهواز بين ألف ومئتي مدينة هي الأكثر تلوثاً? فالفرق شاسع بين الدولتين دولة تتدخل في حكومتها المنتخبة من شعبها وتسلب 40% من حقها فتفرض عليها ثوابت وخطوط حمراء ولهم الأولوية في نهب ثروات الشعب وتخطط كيف تقتل شعبها سريرياً ولا تبالي, ودولة تمنح المواطنين أن يختاروا سلطتهم التنفيذية والتشريعية والقضائية وتعطيهم حق النقد وحرية الصحف والفكر حتى يصبح البشر إنساناً.
الحكومة المنتخبة من صلب شعبها لها البيعة من شعبها وعليها السمع والطاعة, إن كانت أهلاً لها فيعينوها, وإن أساءت لهم فيقومونها, فالضعيف عندها قوي حتى تأخذ حقه والقوي أو الشقي عندها ضعيف ومجرم. وإن لم تكن من الشعب فهي تنظر للشعب شزراً وتضربهم بالذل وتنشر الكذب والفساد والفقر حيث إن الفقر عندها غنيمة.
نقلا عن صحيفة السياسة الكويتية