لقد حضر الندوة التي ترعاها مؤسسات من الامم المتحدة لاسيما مجلس حقوق الانسان و منظمة الشعوب غير الممثلة في الامم المتحدة (UNPO) و العديد من منظمات حقوق الانسان و المجتمع المدني و تستمر الخدوة لمدة 3 ايام من 6 لغاية 8 أغسطس في جامعة وسترن .
و قد القى هادي المطيري كلمة تحدث فيها عن وضع حقوق الانسان و اوضاع السجناء السياسيين في الاحواز و اليكم نص الكلمة :
ايتها السيدات ايها السادة
انا هادي بتيلي المطيري سجين سياسي سابق من عرب الاحواز ، لقد حكم علي ًّ بالاعدام من قبل محاكم الثورة الايرانية عام 1994 و من ثم تم تقليل حكمي الى سنوات سجن طويلة تعرضت خلالها لانواع التعذيب الجسدي و النفسي حتى انني وصلت لحد الموت مما اضطر السلطات الى ان تقوم بنقلي للمستشفى و لازلت الى الآن اعاني من تبعات التعذيب حيث اتلقى العلاج في مؤسسة centrum 45 لمساعدة ضحايا التعذيب هنا في مدينة لايدن بشكل مستمر .
ايها الحضور المحترمون : اريد ان اتحدث عن معاناة المعتقلين و السجناء السياسيين العرب الاحوازيين على يد رجال المخابرات الايرانية .
لقد شاهدت بام عيني عمليات القتل و التعذيب و التنكيل في السجن بحق المعتقلين و السجناء السياسيين العرب الاحوازيين على ايدي رجال المخابرات الايرانية حيث كان يموت العديد من المعتقلين من شدة التعذيب من خلال الضرب المبرح بالاسلاك الكهربائية و التعليق لمدة ساعات و احيانا ايام عديدة . كانت احد الطرق المعمول بها في التعذيب هي الايحاء بالاعدام و هي ان عناصر الاستخبارات يضعون حبل المشنقة حول رقابنا و يزيحون الكراسي من تحت ارجلنا ، و لبرهة يظن المعتقل انه فقد حياته و هذه كانت ابشع الطرق في التعذيب النفسي و الجسدي و الطريقة الاخرى التي لا تقل بشاعة ، هي اطلاق النار الوهمي حيث انهم كانوا يعصبون اعيننا و يقومون باطلاق النار بطلقات فارغة حتى يظن المرء انه سيتقل رميا بالرصاص .
لقد شاهدت الكثير من رفاقي يموتون تحت التعذيب ، كما شاهدت بام عيني الاعدامات بحق العديد من المناضلين العرب الاحوازيين المطالبين بحرية و حقوق شعبهم و رأيت كيف أن السلطات الايرانية تلفق التهم الباطلة ضد هولاء الشباب و تتهمهم بالعمالة للخارج و تنفيذ اجندة اجنبية و ارغامهم تحت التعذيب على الاعترافات القسرية التي تنتزع منهم بالقوة ليتفوهوا بما لم يرتكبوه لكي يتسنى للسلطات القضائية ان تحكم عليهم بالاعدام تحت ذريعة تهم واهية كمحاربة الله و الفساد في الارض و تهديد الامن القومي .
سيداتي سادتي
ان الحكومة الايرانية بدل الانصياع لمطالب شعبنا في العدالة الاجتماعية و الحرية و حقه في تقرير المصير ، تجابه هذه المطالب بالحديد و النار و حملات الاعدام و الترويع و التهجير . يعيش شعبنا على اغنى ارض و لكنه يعاني الفقر و الحرمان و انتشار المخدرات و الامراض و الاوبئة .
ان الشباب المناضلين من عرب الاحواز الذين يقبع الآلاف منهم في السجون و المعتقلات لم يطالبوا الا بحق مشروع انسانيا و قانونيا و دوليا و على المجتمع الدولي اتخاذ مواقف جادة و مبدئية تجاه الانتهاكات الواسعة بحق السجناء و المعتقلين و وقف حملات الاعدام بحقهم . ان وقفتكم الجادة و صوتكم المندد سيكون له اثرا كبيرا في التخفيف عن معاناة هولاء السجناء و المعتقلين و سيساهم في ايصال صوت معاناة الشعب العربي الاحوازي المضطهد الى العالم .
من هذا المنبر احييكم و اطالبكم بمواقف انسانية حازمة ضد مايجري على ارضنا من حملة ابادة جماعية و تطهير عرقي على يد النظام الايراني الشوفيني .
و قد القى ممثل منظمة حقوق الانسان الاهوازية صالح حميد كلمة تحدث فيها حول الاعدامات المستمرة في اقليم الاهواز و تدهور اوضاع حقوق الانسان في ايران في الآونة الاخيرة بشكل واسع و هذا نص الكلمة :
أسعدتم صباحا سيداتي سادتي ، اسمى صالح حميد من منظمة حقوق الانسان الاهوازية
بداية اود ان ارحب المشاركين في هذا اعمال هذا الندوة و اريد ان اقدم شكري لمنظمي هذا البرنامج التريبي للناشطين الشباب في مجال حقوق الانسان
كما تعلمون ايتها السيدات ، ايها السادة .. ان حالة حقوق في الانسان في ايران تعد اليوم هي الأسوأ على الاطلاق من حيث تصاعد عمليات القمع و ارتكاب ابشع الممارسات اللاانسانية بحق المعارضين السياسيين و الصحفيين و ناشطي حقوق الانسان و المجتمع المدني ، كما ازداد في السنوات الاخيرة الاضطهاد الممنهج ضد القوميات و الاقليات لا سيما بحق شعبنا العربي الاهوازي حيث كان له حصة الأسد في القمع و انتهاكات حقوق الانسان على يد السطلات الايرانية في السنوات الاخيرة حيث تزايدت موجات الاعدامات و التنكيل و الاعتقالات بحق الناشطين و المثقفين و لدينا الآن تسعة من نشطاء المجتمع المدني بينهم مدوّنين و شعراء و كتّاب يواجهون خطر الموت بالاعدام شنقا و قد وجهوا رسائل من داخل السجن للضمير الانساني العالمي و منظمات حقوق الانسان من اجل التدخل لانقاذهم من الموت .
سيداتي سادتي ..
لم يرتكب هولاء الناشطين المحكومون بالاعدام جريمة يعاقب عليها القانون ، بل ان كل نشاطاتهم كانت من اجل الحفاظ على ثقافتهم القومية و لغتهم الأم المحرومون من تعلمها و تعليمها في المدارس و المناهج و الدوائر الرسمية و اقامة جلسات شعرية و ندوات فكرية للتعريف بمعاناة الشعب .
ان السلطات القمعية تواجه المطالب السلمية لشعبنا في العدالة الاجتماعية و المساواة و التنمية بحملات الاعدام و القمع و التعذيب و بدل تلبية مطالب الشعب في القضاء على البطالة المتفشية و انتشار المخدرات و تلوث البيئة و المياه و حرف مياه الأنهر و القضاء على الزراعة و لقمة عيش الفلاحين تقوم باتهام من يطالبون بهذه الحقوق الاساسية المشروعة بتهم واهية كتهديد الامن القومي و محاربة الله و الدعاية ضد النظام و غيرها من التهم الخطيرة التي يعاقب عليها القانون القمعي بالاعدام او السجن الطويل .
منذ 14 يونيو/حزيران الماضي وهو موعد الانتخابات الرئاسية أعدم ما لا يقل عن 71 شخص . وفي 2012 وقفت إيران في صدارة جلادي العالم، مع شنق أكثر من 500 سجين إما داخل السجون أو على الملأ.
تقوم السلطات بتعذيب المعتقلين العرب الاهوازيين و ارغامهم على الاعترافات القسرية بارتكاب اعمال منافية للقانون و بينما تحظر المادة 38 من الدستور الإيراني أي شكل من أشكال التعذيب و ذلك من اجل اخذ “الاعترافات القسرية” من المتهمين التي تبث على التلفاز حتى قبل انتهاء المحاكمة، وتعد مقبولة بصفة عامة كأدلة في المحاكم الإيرانية. وينتهك مثل هذا البث التزامات إيران المتعلقة بالمحاكمة العادلة، بما فيها افتراض البراءة بموجب المادة 14 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية .
ايتها السيدات ايها السادة
ان منطقة الاهواز توفر أكثرمن 90 في المائة من إنتاج النفط الإيراني و مايقارب الثلث المياه في البلاد ، ولكن الغالبية من سكانها العرب الأصليين يعيشون في فقر مدقع و يعانون نقصا حادا في الخدمات الصحية و توفير و السكن و التعليم بلغتهم الأم العربية . أضف الى ذلك ان السلطات تستمر في حمة التغيير الديمغرافي و تهجير السكان العرب و جلب المواطنين غير العرب من كافة المناطق و اسكانهم و بناء المستوطنات لهم و اعطاءهم كافة الوظائف و الامتيازات مقابل حرمان السكان الاصليين من العمل و الخدمات و الامكانيات لارغامهم على الهجرة و تغيير الخارطة السكانة للاقليم . و منذ الكشف عن هذا المشروع العنصري الذي يستهدف كيان الشعب العربي الاهوازي عام 2005 تنطلق كل عام مسيرات سلمية تجابه بالعنف و اطلاق النار و الاعتقالات من قبل السلطات و في نيسان الماضي تم اعتقال ما يقارب 200 شخص من المتظاهرين السلميين لم يعرف مصيرهم لحد الان و يمارس ضدهم صنوف التعذيب في زنزانات الاستخبارت السرية دون محاكمة او معرفة عن مصيرهم او مكان وجودهم .
ايتها السيدات ايها السادة
ان شعبنا يتعرض لحملة ابادة جماعية و تصل الممارسات العنصرية و اللاانسانية لحد التطهير العرقي مما يتطلب تدخلا دوليا لوقف موجات الاعدام و التعذيب و تدمير الانسان و البيئة و القضاء على كيان و هوية و وجود شعب باكمله .
منظمة حقوق الانسان الاهوازية- هلندا
7 آب/ أغسطس 2013