بالمقابل صحيفة كيهان الايرانية التي غالباً ما تعكس توجهات المرشد في القضايا السياسية اشارات الى ان الشارع الإيراني يخطأ في التقدير والتحليل عندما يظن ان الامور اصبحت خارجة عن يد الاصوليين وانهم أي الاصوليين لن يسمحوا بان تسير البلاد على طريق الاعتدال والاصلاح. جدير بالذكر ان المرشد خامنئي هو الذي يعين رئيس تحرير صحيفة كيهان والمعروف عن هذه الصحيفة انها تابعة لمؤسسة المرشد . ويدير الصحيفة حسين شريعتمداري بعد ان عينه المرشد خامنئي عام 1993 رئيساً لها .
وحسب بعض التقارير الصحفية الايرانية فإن حسين شريعتمداري (65 عام) من عائلة متدينة ولد في بلدة دماوند في محافظة طهران كان جده عالم دين يدعى شيخ “سيف الله شريعتمداري دماوندي” ونقل عنه ان حسين كان ذكياً في الدراسة يتكلم الانجليزية افضل من غيره في المدرسة وكان يحب المرشد الاول للثورة الايرانية آية الله الخميني الى درجة يفخر بانه شرب فضالة كوب الشاي المتبقي من الخميني في يوم ما. حكم نظام نظام الشاه السابق في ايران على حسين شريعتمداري حكما مؤبداً بعد اعتقاله عندما كان في الثامنة والعشرين من عمره لكن افرج عنه بعد انتصار الثورة عام 1979 . وبعد انتصار الثورة اصبح من المقربين الى اصحاب القرار في الحكومة من خلال الرئيس الاسبق هاشمي رفسنجاني والرئيس السابق لسجن افين والنائب العام في العقد الاول من الثورة الايرانية اسد الله لاجوردي. دخل شريعتمداري في استخبارات الحرس الثوري واصبح رئيس القسم الاجتماعي في وزارة الاستخارات في الفترة التي كان فيها رفسنجاني رئيساً لإيران . في تلك الفترة عرف شريعتمداري ب ” حسین المحقق” بعدما عينه رئيس السجون في البلاد آنذاك “مجيد انصاري” مصلحاً اجتماعياً وسياسياً في السجون. وکتب شريعتمداري فی مقال انه یفخر فی الفترة التي عمل فيها في السجون التي كان يقابل فيها السجناء السياسيين ويحثهم على الرجوع الى الطريق الصواب على حد قوله. ,وبعد اربع سنوات من تولي علي خامنئي زمام الامور في إيران اي في عام 1993 عين المرشد خامنئي, حسين شريعتمداري رئيس تحرير لصحيفة كيهان . ويرى شريعتمداري ان مهنة الصحافة هي عبارة عن حرب نفسية حيث قال في احدى لقائاته مع التلفزيون الرسمي الايراني ان الصحفي الذي لايعلم عن الحرب النفسية عليه ان يترك هذه المهنة. ومن الجدير بالاهتمام ان شريعتمداري هو الذي حرض وزراة الثقافة والنشر على تعطيل صحيفتي الاصلاحيين ” صبح امروز” و ” خرداد” عام 2008 بعد ان اتهمهما في مقال بانهما يعكسان خطابات السيدة “جيل لابيداس” استاذة جامعة بركلي في كليفورنيا الامريكية والمتخصصة في شؤون روسيا والاتحاد السوفيتي السابق. ويعتقد المحللون الايرانيون ان مقالات حسين شريعتمداري التي يكتبها وافتتاحيات صحيفة كيهان غالباً ما تكون مصادرها اما القوات الامنية النافذة أو بيت المرشد خامنئي وباعتقاد بعض الممحللين الايرانيين ان كيهان على عكس المرسوم في الصحافة وهي الكتابة عما حدث فصحيفة كيهان تكتب غالبا عما سيحدث وذلك بسبب قربه لبيت المرشد والمسؤولين الامنيين. و يعترف شريعتمداري في احدى لقائاته مع التلفزيون الرسمي الايراني ان الصحيفة التي يشرف عليها اي كيهان لديها جواسيسها في كل مكان وعندما سئله مقدم التلفزيون وماذا عن الخارج ؟ اجاب شريعتمداري نعم وفي الخارج ايضا لدينا جواسيسنا التي توصل الينا الاخبار. وان قبلنا تصريح المرشد بعيد الانتخابات الذي قال فيه بانه يؤيد نتيجتها فان تصريحات كيهان في مقالها الافتتاحي الذي هاجم مؤيدي روحاني يعارض توجهات المرشد وهذا يعني انه حان الوقت لازاحة حسين شريعتمداري بعد ما يقارب عشرين عام و المعروف بانه احد اكبر المتطرفين في الاعلام الايراني وان بادر المرشد بذلك فانه يعني ان خامنئي عازم على سلك طريق الاعتدال لتهدئة الاوضاع داخلياً وخارجياً بغية الاستمرار في مشروع صنع القنبلة النووية.