دون الاخذ بعين الأعتبار عن ان هل نستطيع تسمية صوت ذلك المواطن المتعطش للحد الأدنى من التغيير في حياته اليومية والذي ليس لديه بديل آخر بالأنتخاب؟ أم أختيار التصويت بأمل أبسط التغيرات لمرشح تم تعريفه في الداخل والخارج و ان كان ذلك بشكل خاطئ او متعمد بالإصلاحي؟ ويجب ان نعلم بأن التغيير الذي حصل في إيران ليس في النظام الحاكم بل فقط بالحكومة.
اما الآن شخصية سياسية من اركان النظام الحاكم في ايران باسم حسن فريدون روحاني, عضو و ممثل المرشد في مجلس الامن القومي مُنذ 1991 وعضو مجلس الخبراء المعين من قبل المرشد مُنذ 1999 أضافة لعضو ورئيس المركز الاستراتيجي في مجلس تشخيص مصلحة النظام مُنذ سنة 1991 حتى الآن و له مكانه ومناصب سياسية اكثر من سلفه احمدي نجاد, في طريقه لقيادة السلطة التنفيذية. نطرح هذا التساؤل نظراً لمكانته الحالية و الاهم من ذلك هو تأييد صلاحيته من قبل جهة تعتبر من اهم الأركان الامنية في النظام وهو مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يشرف عليه المرشد, هل يستطيع ان يفي بوعوده التي اطلقها اثناء حملته الانتخابية ؟
هل يستطيع و دون تدخل من قيادات الحرس الثوري والمرشد السير قدماً بالملف النووي؟ هل يستطيع ان يتجاوز فيلق القدس ويقوم بتغيير السياسة الخارجية للنظام الإيراني؟ هل بأمكانه الافراج عن النشطاء السياسيين المدنيين والمثقفين للقوميات في إيران ؟ هل لديه القدرة على رفع الأجواء الأمنية وحالات الأضطهاد في مناطق الأقليات العرقية ؟ والحد الأدنى من ذلك كيف وبأي برنامج يريد حل أو أصلاح مشاكل حقوق الأنسان ؟ وأما المسئلة الأهم والأكبر مشكلة الأقتصاد الناجمة عن الحصار المتجذر من البرنامج النووي للحرس الثوري والمرشد, كيف يريد حلها ؟ ومن أي مناطق يريد ان يبتدئ بذلك ؟
السيد حسن روحاني دخل الانتخابات بخلفية امنية وعسكرية, ولا يخفى على احد ان الموافقة على ثمانية أشخاص للترشح تمت بطريقة حيث لم يكن اي واحد من هؤلاء المرشحين ان يتسبب بتكاليف او متاعب للنظام الديكتاتوري الايراني. واما بالنسبة لروحاني وايام الدعايات الانتخابية وبحرية التصرف من النظام (طبقا لكلام اللواء جزائري) قام بشن حملة على المرشحين الاخرين المدعومين من قبل الحرس الثوري والمرشد مثل قاليباف وسعيد جليلي وهذا ما جلب انتباه واعجاب الشارع المتعطش للتغيير والراغب بالتصدي للحرس والمرشد. النظام علم بهذا الامر في الفترة الاخيرة للحملات الانتخابية وبما ان المرشحين الثمانية هم من قلب النظام ولا يشكلون خطراً عليه, لذلك لم يسمح بالتلاعب في الأصوات و ذلك للأسباب التالية:
1 – بأنتخاب حسن روحاني سيتم السيطرة على الغضب و اليأس في الشارع الايراني .
2 – كما أدى الحال في فترة خاتمي حينما وصل الشارع الايراني الى حد الانفجار، بهذا الأسلوب يمكن تخفيف موجة الغضب وعدم الرضى وخداع الشعب.
3 – من خلال عدم التلاعب بنتائج الانتخابات يشتري النظام لنفسه شرعية شکلیة مؤقتة ويصور للغرب والدول العربية في المنطقة ان الحكومة شرعية ( رغم ان كلً من الغرب والدول العربية يترقبون بحذر وشك بداية عمل حسن روحاني).
4 – كسب المزيد من الوقت في المفاوضات النووية والأستفاده منه في الأهداف التخريبة.
5 – روحاني يستطيع ومن خلال اسلوبه المبني على الخداع والتضليل ان يفتح الباب للمفاوضات الطويلة والماراثونية مع دول المنطقة ولربما لتحسين الوضع الاقتصادي وبالطبع رأينا ذلك تكراراً من خلال رفع شعارات التصالح اثناء تصريحاته في المؤتمرات الصحفية, الأدبيات السياسية الجديدة التي لم يجيدها أحمدي نجاد.
وحول سوريا ومُنذ البداية, بين حسن روحاني موقفه من المساعدات العسكرية وتدخل الحرس الثورى في أزمة هذا البلد. و مر على مسألة سوريا بنفس اسلوب الحكومة السابقة وهو اتباع سياسة الحرس الثوري والمرشد قائلاً ان الشعب السوري هو الوحيد الذي يختار ويقرر مصيره ونحن لن نتدخل ونرغب بحل سياسي للقضية. في الوقت الذي يِشهد فيه تدخل المرشد والحرس الثوري المدمر. ليس لديه تأثير ويعترف بشكل غير مباشر بأن ملف القضية السورية بيد أجهزة الأمن والمخابرات. أذن كيف يستطيع ان يقطع يد التدخل لهؤلاء في الأقتصاد والسياسة الداخلية والخارجية ؟
في المستقبل القريب و في فترة المائة يوم الاولى لحكومة روحاني ستتضح الرؤية و من خلال الحقائق المذكورة انفاً يمكن لروحاني ان يجبر المرشد على منحه بعض الأمتيازات في الداخل مثل الأفراج عن بعض المعتقلين السياسيين و اختيار بعض الاشخاص المعتدلين لحكومته, اما بالنسبة لوزراء الأستخبارات, الخارجية, الدفاع و الداخلية فيجب ان يتم اختيارهم بموافقة و مباركة المرشد و قادة الحرس الثوري .