منظمة حقوق الانسان الأهوازية تحضر اجتماعات الدورة 23 لمجلس حقوق الانسان في جنيف

حضرت منظمة حقوق الانسان الاهوازية اجتماعات الدورة 23 لمجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة و ضمن فعاليات هذه الدورة انعقد يوم امس 11 يونيو / حزيران 2013   في مقر هيئة الأمم المتحدة  في جنيف مؤتمرا هاما  حول ” مستقبل الشعوب في ايران بعد انتهاء فترة حكم احمدي نجاد و ” قد شاركت في هذا المؤتمر  منظمة  حقوق الأنسان الاهوازية ممثلة  بالسيد  كريم  بني سعيد عبديان رئيس منظمة حقوق الأنسان الاهوازية .

كما شارك في هذا المؤتمر  مندوبين من باقي الشعوب غير الفارسية في ايران كالأكراد و البلوش و الترك الأذريين بالإضافة  إلى المدير التنفيذي  لمنظمة  (يوين واتش ) لمراقبة حالة  حقوق الأنسان  السيد” هيلل نوير”  .  كما شارك في الاجتماع كل من ممثلي منظمة الشعوب غير الممثلة (UNPO)  ومؤسسة إيطالية تطلق على نفسها “الاتحاد المناهض للعنف” وعدد من الخبراء الدوليين.

ونبّه هيلل نوير رئيس منظمة “يوين واتش” إلى الظروف التي تعيشها الشعوب الإيرانية المختلفة وأكد أن السياسات التي تتخذها السلطات الإيرانية تجاههم تتعارض مع المعايير و المواصفات الدولية لحقوق الانسان .

وتطرق  الدكتور  كريم عبديان في كلمة له في هذا المؤتمر  إلى معاناة شعبنا  العربي الاهوازي    المستمرة على يد  نظام   الجمهورية الإسلامية   والتي  تضاعفت عدة مرات  في فترة حكم  احمدي نجاد ، كما تطرق  إلى  موضوع  الانتخابات التي من المتوقع  أجراءها في   الرابع عشر من  هذا الشهر   واصفا اياه   بانها  انتخابات صورية غير حقيقية لأنها تفتقد  للشفافية  و  الحرية  وفقدان  المعايير العادلة  حيث تتجلى عدم العدالة  في  حرمان المرأة  من  الترشيح لمنصب الرئاسة و أيضا  حرمان القوميات  غير الفارسية و الأثنيات الدينية كالمسلمين السنة  و اليهود و البهائيين و  الصابئة المندائيون  ، و اضاف : ان من بين أكثر من 700 مرشح تم أقصاء الغالبية  و الإبقاء على  ثمان مرشحين أي 1% من كل المرشحين و هم من المؤيدين و الموالين للنظام . بالإضافة إلى أقصاء المرشح هاشمي رفسنجاني الذي يمثل طبقة التجار “البازار” في ايران و المرشح “اسفنديار مشائي” الموالي للرئيس الحالي أحمدي نجاد و الذي يمثل القوميين الفرس  وخلاصة القول  أن  ما يجري هنا وهناك من تغيرات ما هي ألا  مناورات فاشلة لإعادة تنشيط  لعبة الانتخابات و من اجل  إطالة عمر  نظام  الجمهورية الإسلامية التي نبذته  الجماهير في ايران  . كما ان  أقصاء هاشمي رفسنجاني  و مشائي برهن مما لا يقبل الشك أن المرشد خامنئي عزز سيطرته على  الحكم عبر التحالف  بينه وبين  الحرس الثوري و الجيش و  أن الرئيس  المقبل  سيبقى  قراره مرهون   بهاتين المؤسستين   حيث لا نتوقع وخلال  السنوات  الأربعة  سنوات المقبلة حدوث أي تغيرات جوهرية على  هيكلية النظام الحالي  و لا نتوقع  أن يسمح للمعارضة و حتى و لو كانت من داخل  النظام  نفسه .

و قال عبديان بان الحكومات الماضية  التي رفعت شعارات  تطوير التنمية الاقتصادية و العدالة  و حل ازمه البطالة   والاهتمام  الديمقراطية و حقوق الأنسان و العدالة ، لم تف  باي  من وعودها هذه و من  هنا  تعتبر  الانتخابات الرئاسية القادمة  هي من  أسوء  الانتخابات   منذ  قيام  الجمهورية الإسلامية وحتى اليوم   ، كما  أننا  نتوقع  عسكرة  البلاد وسيطرة  الحرس  على  معظم  مفاصل الحياة السياسية و الاقتصادية والاجتماعية  . و لم  تقاطع  هذه المرة الانتخابات  من قبل المعارضة في الداخل والخارج، وحسب و أنما  تمت  مقاطعتها  من  قبل “الحركة الخضرا” ايضا وبالتالي فإن الرئيس المقبل سيواجه مشاكل حادة على  المستوى  الدولي و الإقليمي . دوليا سيكون و سيشهد النظام عزلة دولية تامة،  وسوف تزداد العقوبات الاقتصادية على النظام  و يمكن القول  أن  الأوضاع الاقتصادية  على وشك الانهيار وذلك بسبب  تشديد العقوبات ناهيك  عن  البطالة  بين خريجين الجامعات، وانخفاض شديد في قيمة العملة  الوطنية  مقابل العملات الأجنبية  .

و تحدث  الدكتور  بني سعيد  حول  موضوع  القوميات في  ايران و قال   أن  من  اهم  التحديات  التي تواجه  النظام الإيراني هو موضوع  القوميات  غير الفارسية   التي  أخذت  تتنامى يوما بعد يوم ، الأمر  الذي سوف يؤدي  إلى ” بلقنة ”  ايران   وتقسيمها على أساس قومي ؛ إذ ليس من المعقول   أن  يهمش اكثر من نصف  السكان  و هم الأتراك والعرب والأكراد والبلوش و اللور و يحرمون من حقوقهم  القومية  المشروعة . و اضاف :  ان من إيجابيات   العولمة   تطور وظهور  وسائل الاتصال  و بخاصة  الأنترنيت و الفضاء المجازي حيث أدى ذلك الى تنامي  الوعي القومي لدى أبناء القوميات مما يؤهلها  مستقبلا  ان تطالب و بقوة المشاركة في الحكم حيث  ستلعب  القوميات  غير الفارسية دورا مهما  في تشكيل مستقبل إيران.
وقال  السيد  عبديان :  لقد مر اكثر  من اربع سنوات  على الأحداث التي أعقبت   الانتخابات الرئاسية الأخيرة ولكن  لا أحد يتسأل لماذا فشلت  الحركة الخضراء”؟ و هنا أريد  أوكد أن هذه الحركة فشلت بسبب  امتناع القوميات  كالعرب و الأكراد و الأذريين و البلوش و غيرهم الانضمام  اليها لأنها  تجاهلتهم   ولم تكلف  نفسها  حتى بتبني  ولو الشيء اليسير من حقوقهم  . لا قيمة  لأي تنمية اجتماعية  أو سياسية  أو الديمقراطية   في ايران دون  حل معضلة القوميات .

و أضاف  عبديان  بأن  ايران هي من اكبر  البلدان   ذات التنوع  القومي  في منطقة الشرق الأوسط و هي اليوم  تضم   ست قوميات  رئيسية  وهما الفرس و العرب و البلوش و الأكراد و الأتراك و التركمان  بالإضافة إلى  قوميات   الأخرى. وكانت حالة التنوع القومي هذه معترف بها   حتى العهود القاجارية   ولكن   في  عام  1925  الغي  هذه التنوع القومي   و قد تم فرض  اللغة و الثقافة  الفارسيتين  على  هذه القوميات  و لقد  لعبت   النخب القومية   الفارسية  في العهد البهلوي   دورا  مهما في تكريس هذا الواقع  المرير الذي استمر في ظل الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

و بفضل  ممارسات  الجمهورية الاسلامية  الإجرامية  فان  إقليم الأهواز العربي  يعد  من اكثر أقاليم القوميات  غيرالفارسية في ايران  اضطهادا  حيث يعاني  شعبنا  من  سياسة  التطهير العرقي  و  التمييز العنصري و الاضطهاد المستمر  وبشكل يومي ضد ما يقارب 5-7 مليون عربي  من سكان هذا الإقليم.

هذا النظام، كالانظمة التي سبقته في إيران يمتنع حتى عن ذكر احصائيات لعدد نفوس القومية العربية في الأهواز و يفرض التعتيم الاعلامي والحصار في الأخبار في وسائل الإعلام الداخلية والدولية ضد وجود العرب في إيران.

و أضاف عبديان بأن أحكاما بالإعدام صدرت خلال الأشهر الماضية بحق خمسة من الناشطين والمثقفين الأهوازيين  الأعضاء في مؤسسة “الحوار” و مؤسسات المجتمع المدني و هم “هاشم شعباني” و هو مدرس و ” محمد علي عموري” و “هادي راشدي” و الأخوين “البو شوكه”  ، كما  اعدم النظام  في  العام  الماضي  الأخوة طه وعباس وعبد الرحمن الحيدري، و زميلهم علي نعامي الشريفي ، كما  أصدرت محكمة الثورة الاسلامية  أحكام إعدام أحد عشر آخرين من النشطاء الأهوازيين العرب من  بينهم  معلمين و أكاديميين وطلاب الجامعات ومن فئات مختلفة من الشعب .

و خلال  السنوات الأربع الماضية كثفت السلطات  الإيرانية  حملات  القمع ضد المناضلين العرب الذين   يناضلون  من  أجل الحرية وحقوق الإنسان  و قد تم خلال  تلك السنوات إعدام اكثر من 80 ناشطا و تم سجن أكثر من 1000 ناشط سياسي من العرب.

و في ختام كلمته اكد الدكتور كريم عبديان على أن  الحكومة  الإيرانية مستمرة في استخدام  سياسة القبضة الحديدية  كرد  على المطالب المشروعة  لشعبنا العربي الأهوازي في حقه بتقرير مصيره  أو حتى استخدام جزء من عائدات النفط  التي تأتي من أراضيهه من أجل تحسين حياة الناس و تنمية  إقليمهم ، ولم يكتفي النظام  بذلك  بل  مازال يشن  حملات منظمة  عبر وسائل  الأعلام   تعتمد ترويج الكراهية والسخرية ضد العرب  مما تشكل هذه السياسات العنصرية القاسم المشترك بين النظام السابق والنظام الحالي و على الرغم من كل هذا القمع،  ألا أننا نشهد  صحوة وطنية   تأثرت برياح الربيع العربي حيث نشهد  مسيرات وتظاهرات مستمرة في جميع المدن العربية في إقليم  عربستان  التي  تسميه ايران بخوزستان .

١٢ يونيو / حزيران ٢٠١٣

شاهد أيضاً

المعلمون النقابيون أمام محكمة الثورة الإسلامية في الأهواز

المعلمون النقابيون أمام محكمة الثورة الإسلامية في الأهواز جابر احمد 2024 / 11 / 3 …