قضية الاهوازية من اكثر القضايا التي تعرضت للظلم والتعسف وعدم الانصاف والتهميش في الوطن العربي خاصة وذلك خلال العقود المنصرمة من القرن العشرين لاسباب سياسية ومصلحية واوضاع اقليمية شديدة التعقيد .
والمراقب للوضع العربي يدرك ذلك التهميش والتعتيم من خلال الشارع العربي بحيث تجد قلة قليلة من الشعوب العربية لديها معلومات ضئيلة عن الاهواز وذلك بحد ذاته جريمة ارتكبتها الانظمة العربية تجاه شعوبها وتجاه الشعب العربي الاهوازي والتاريخ صريح لايرحم المذنبين ابدا وكان الحري بالانظمة العربية التعريف بكل شبر يقع تحت الاحتلال حتى يلقوا الحجة ويكونوا احرارا وليسوا عبيدا للكرسي على حساب الوطن والارض والشعب المظلوم ومن اشد الشعوب العربية المظلومة الشعب الاهوازي المسالم المغلوب على امره والمكشوف ظهره حيث ينتمي لامة من الخليج الى المحيط ولا يجد من يشد من ازره او يضمد جرحه ،وهكذا بقيت القضية الاهوازية منسية مهمشه اللهم الا من بعض الحركات هنا وهناك من قبل بعض الدول العربية لمصالحها الانية , حتى جات الوثيقة المهربة من مكتب خاتمي التي تنص على التطهير العرقي وتغيير التركيبة السكانية لعرب الاهواز عام 2005م واستفزت تلك الوثيقة الشعب الاهوازي وفي يوم 15 ابريل 2005 بدأت اولى شرارة الانتفاضة الباسلة وبدأ العصيان المدني بشكل سلمي لكن النظام لم يرق له ذلك وقام بمهاجمة الجماهير بشكل وحشي سقط المئات من الشهداء من شباب وشيوخ واطفال ونساء وقام باعتقالات واسعة في صفوف المتظاهرين حيث اعدم من اعدم وسجن من سجن والعالم العربي في سبات ماعدا الصحف الكويتية مشكورة وقناة الجزيرة التى قام النظام باغلاق مكتبها في طهران آنذاك بسبب تغطيتها لاحداث الاهواز.
نحن نطالب النظام الايراني الاعتراف بحقنا في تقرير المصير واننا لا نتبنى العنف ونناضل بشكل سلمي ومن خلال المؤسسات الدولية والقانون الدولي وان الانجازات الاخيرة التى تحققت للشعب الاهوازي والتعاطف الدولي مع القضية الاهوازية يرد الى النهج السلمي التي تتبناه المعارضة الاهوازية في الخارج ،ايها الاخوة في العالم العربي نحن نطالبكم ان لم تكونوا معنا فلا تكونوا ضدنا وكونوا مناصرين للحق والانسانية ولاتكونوا مع الجزار ضد الضحية ودينوا النظام الايراني كما يفعل الغرب تجاهنا.
المراقب للاحداث المتسارعة الجارية في الشرق الاوسط يدرك بأن المنطقة في حالة مخاض لولادة جديدة ربما تغيير وجه المنطقة ككل وترسم خريطة جغرافية وسياسية جديدة ولاضير في ان تكون لنا مصالح مشتركة مع العالم الجديد يحقق اهدافنا التي خذلنا الشقيق وبخل علينا بالنصرة فيها طيلة ثماني وثمانون عاما ونيف من الظلم والاضطهاد والجور الايراني الظالم.
في ظل هذه المستجدات المتسارعة نحن كأهوازيين علينا ان نكون اكثر وعيا ويقظة لنستفيد اكثر الاستفادة من هذا المنعطف التاريخي وان لانفوت الفرصة السانحة لتحقيق حلمنا الكبير لتحرير ارضنا واقامة دولتنا الاهوازية المستقلة وازاحة الظلم والاضطهاد الواقع علينا, من هنا على كافة الفصائل الاهوازية المناضلة في الداخل والمنفى العمل معا يداً واحدة وصفا مرصوصا وصلبا يتجسد بالتصميم والارادة والايمان للوصول لاهدافنا المشروعة .
ان النظام الايراني يعي تماما ماعليه من استحقاقات تجاه المجتمع الدولي ومن ناحية اخرى يريد التمسك ببرنامجه النووي لارضاء طموحه السلطوي التوسعي وتحقيق اهدافه بابتلاع الخليج العربي واخضاعه للسيطرة الايرانية , لكن في الوقت الحالي يعرف مدى قوته ولايستطيع مواجهة الولايات المتحدة والعالم الغربي اذا ما عرفنا ان جميع دول الخليج العربي العربية مرتبطة بمعاهدات دفاعية مع الولايات المتحدة وبريطانيا و فرنسا لحمايتها من اي تهديد خارجي لذا فان النظام الايراني مستميت للحصول على السلاح النووي ليقلب المعادلة ويفرض شروطه بثقه وقوة هنا يكمن الخطر الايراني وما يشكله من تهديد لامن وسيادة العرب جميعا بغير استثناء ، على مر التاريخ لم نرى الجيوش الايرانية تتجه شرقا او شمالا بل ان كل حروب فارس تتجه غربا تجاه العرب وتستهدف حضارة العرب في كل الحقب التاريخية .
من هنا على العرب الاستفاده واخذ العبر من التاريخ للحيلولة دون الغفلة والاسترخاء والاطمئنان وان يكون لهم اهداف استراتيجية لاضعاف العدو ودفن مخططاته في المهد والاستفاده كل الاستفادة من الظروف الدولية للخلاص من التهديد الايراني الى الابد لينعموا بالأمن والاستقرار الدائم.
اما نحن في الاهواز فقد تجرعنا من مرارة بني فارس الكثير الكثير وطبعا يشاركنا في المرارة الكرد والبلوش والآذريون والتركمان ممن اضطهدهم الشوفينيون من الفرس وسلبوا حقوقهم القومية, وكل الشعوب الايرانية اليوم تواقه للخلاص وكسر قيود السجان الايراني ومن اهم الشعوب الحية شعبنا العربي الاهوازي الذي اعطى الشهداء وضحى بالغالي والنفيس ولم يسكت يوما على ضيم لكن التعتيم الاعلامي الايراني يحول دون وصول اكثر الحقائق للعالم ومن هنا نحن نرحب بزوال هذا الكابوس كما رحبنا بزوال الشاه على امل ان ياتي اليوم الذي ننشد ونتمنى ولا يلومنا احد اذا ما طالبنا بالاستقلال بعد المعاناة مع الانظمة الملكية والاسلامية المتتالية .
نرى هذه الايام بدء النظام الايراني معركته خارج حدوده وتحديدا في اليمن قرب حدود المملكة العربية السعودية رمز العرب والاسلام ، والنتيجة ان النظام الايراني يدير حروبا بالوكالة في اراضي الغير خدمه لمصالحة القومية الفارسية وليس لخدمة الاسلام والشيعة كما يدعي وان النظام الايراني خطر على الشيعة و الاسلام والعرب ويستعمل السذج من الاحزاب في الدول العربية لخدمة مشروعه التوسعي القومي , والكل يعرف ان النظام لم يكن بهذا السخاء لولا ثروات الاهواز من نفط وغاز ليزرع لنفسه اذرعا في كل مكان ليثير القلاقل في وقت الحاجة ويدعم الارهاب والديكتاتورية والانظمة الشمولية .
ان النظام الحاكم في طهران يتدخل في شؤون الدول من افغانستان الى القرن الافريقي ولا يكاد يخلو مكان من ذلك التدخل وحشر الانف الايراني وماهو اخطر تدخله في العراق ولبنان وفلسطين واليمن ليشيع الفوضى والفتن ليخفف الضغط على ملفه النووي ويشغل العالم بعيدا عن حدوده ويشعل حروبا بالوكالة على حساب استقرار وامن الشعوب والدول العربية .
اننا ندق ناقوس الخطر ان العالم لن يستقر بوجود هذا النظام الدموي وبالذات عند امتلاك القنبلة الذرية و الكل يعرف ان القرار في ايران ليس في يد واحدة والتيارات الراديكالية المتشدده لها سلطة مطلقة وكل الخطر عندما تجعل السكين بيد مجنون ستكون العواقب وخيمة.
من هنا نحن نقول ان القضاء على الافعى ليس بقطع ذيلها بل قطع الرأس وحينئذ ستموت الذيول والمرتزقة الذين عاثوا في العراق والاهواز ولبنان وفلسطين واليمن فسادا ويرتاح العالم من شرورهم واحقادهم المريضة.
هنا اقول لاخواننا في الاحزاب الاهوازية لاتنخدعوا بالانظمة الشمولية والقومجية امثال النظام السوري الذي سلم ابناءكم الى دور الاعدام الايرانية بكل صلف ووقاحة ولا تنخدعوا بحزب الله فهو الذي قمع انتفاضة الاهواز في 15 ابريل 2005 جنبا الى جنب مع جلاوزة النظام الاسلامي!!! ولا تنخدعو بحماس التي اصبحت تطلب السلطة وماعادت تهتم الا بها والنظام الايراني يدعمها لجعلها حصان طروادة لمآربه في ايجاد الفتن والانقسام بين الشعب الفلسطيني ويغدق عليها من اموالكم ونفطكم ونقول لحماس أليست الاهواز عربية وأليست جزر الامارات عربية? لماذا لا تطالبون ايران بالخروج من تلك الاراضي المحتلة كما تطالبون اسرائيل بالخروج من فلسطين.
ان الشعارات الرنانة ما عادت تجدي نفعا وان الشعوب ما عادت قاصرة ومغفلة وان التخوين والعمالة هما من اساليب الذين لا يحترمون شعوبهم وانسانيتهم .
ومن هذا المنطلق نحن في الاهواز نرحب باي جهد يصب في تخليص شعبنا من هذا الاضطهاد والجور وثقتنا بقدرات شعبنا على تحقيق ذلك كبيرة ولنكن صفا واحدا صلبا تتحطم عليه كل الطغات والجبابره والمفسدين الذين استحلوا دماءنا الزكية ولنكن اوفياء لدماء الاكرم منا جميعا شهداءنا الابرار ولاستكمال طريقهم طريق الفخر والعزة والرفعة والكرامة.
علي الأهوازي
كاتب من الأهواز