صرح منتظري في لقاء مع جريدة النهار اللبنانية قبل وفاته انه لم يكن مبدأ تصدير الثورة اثر نجاحها بمعنى الهجوم على البلاد وقتل النفوس في اشارة واضحة الى الحرب
العراقية الايرانية التي دامت ثماني سنوات مؤكدا في هذا اللقاء أن الولاية المطلقة هي خاصة بالله اما الباقون حتى الانبياء المعصومين لهم الولاية في اطار احكام الله.
ففي ضل التدهور المتزايد والازمة المستعصية التي تشهدها ايران هذه الايام لايزال الحديث جاريا حول المواقف الجريئة التي كان يتحلى بها المرجع الشيعي حسين علي منتظري الذي سبب في مماته كما في حياته احراجا كبيرا للنظام حيث اصتدمت قوات البسيج يوم تشييع جثمانه قبل ايام مع مريديه ومقلديه المشيعين كما كانت حياته مملوئة من الحوادث المثيرة بدأت برفضه لمواقف الخميني تجاه السياسيين واعدامهم في السجون مما ادى آنذاك الى عزله عن نيابة الخميني وانتهت بمواقفه الصريحة تجاه الثورة الحالية وتأييده لها ليصبح بذلك المرجع الشرعي والأب الروحي لها.
وقد اجرت جريدة النهار اللبنانية حوارا قبل وفاته و نشرته يوم امس حيث اجاب في هذه المقابلة على اسئلة حول ولاية الفقيه وغيره من الامور الساخنة في ايران
وعكس منتظري في هذه المقابلة الصحفية مواقفه تجاه الكثير من الحوادث ذات الشأن الايراني منها نظرية ولاية الفقيه وشعار تصدير الثورة الشعار الذي لايزال مثيرا لقلق دول المنطقة لاسيما الدول العربية.
ففي سؤال حول الادلة التي جعلته رافضا لمبدأ ولاية الفقيه قال منتظري : نفي الولاية المطلقة للفقيه لا يستدعى دليلاً إذ الأصل الأولي يقتضي عدم ولاية أحد على أحد، بل إثباتها يستدعى دليلا قاطعا، مضيفا : انني لم اعثر على ذلك في الكتاب والسنّة ولا في حكم العقل.
واتى منتظري بمثال على ذلك حيث قال : حاكمية رسول الله وعلي ابن ابي طالب (عليهما السلام) أيضا قد حصلت ببيعة الناس لهما. ومدّة حاكمية غير المعصوم وحدود اختياراته تابعتان لانتخاب الناس حدوثا وبقاءً مذكّرا :
بانّ الولاية المطلقة خاصّةٌ بالله. (إن الحكم إلا لله) والباقون حتى الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) موظّفون بإجراء أحكام الله ولهم الولاية في إطار أحكام الله تعالى.
وحول الولاية المطلقة لغير المعصوم وضح منتظري : ان الولاية المطلقة للفرد غير المعصوم ربما توجب استبداده في أعماله وأحكامه ويمكن أن يتدخّل في ما ليس متخصصا فيه ويتعقبه أضرار كثيرة على الأمة مذكرا ان ولاية الفقيه المطلقة لم تكن في الدستور الأول كلمة (المطلقة) ولكن أضافوها في إعادة النظر فيه.
وفي سؤال حول مبدأتصدير الثورة الذي تبنته ايران بعد نجاح ثورتها قال منتظري :
لم يكن تصدير الثورة بمعنى الهجوم على البلاد وقتل النفوس بل بمعنى الحماية الثقافية والسّياسيّة والإعلامية عن المظلومين في البلاد والدفاع عنهم في تحصيل حقوقهم الاجتماعية.