عندما انتهت مسيرة قافلة الحرية بقيادة الرمز البشري معلم الشهادة الاول ابى عبدالله, الحسين ابن علي بارض كربلاء في اليوم
العاشر من محرم وقف يخاطب من جاء يطالب بدمه بكلمات بسيطه و هى “ان لم يكن لكم دين فكونوا احرارا في دنياكم “, فسيد الشهداء لخص ما تطلبه النفس البشرية و هى اسمى حالات الكمال الانساني اي
الحرية, وقد ظن طالبو راسه بأن امره سينتهى ولكنهم لم يعلموا ان الرموز لا تموت بل تنتقل من مرحلة الوجود المادي الى مرحلة الرمز البشري ليكونوا نبراسا لكل البشر بجميع اديانهم و مذاهبهم.
على مدى السنوات الاربع الماضية حمل الينا محرم اضافة الى الحزن الذي يحمله بفقد سيد شهداء اهل الجنة اخبارا تضيف حزنا شخصيا على حزنه الاول ,فبالاول فقدنا الشهيد محمد النواصري بعدها الشهيد منصور الاهوازي و في بداية محرم هذا العام التحق بهما الشهيد المناضل ناصرالعوده او كما اسماه احد المواقع اللاجئ ناصر العوده.
عندما انتقلت روح المرحوم منصور الاهوازى الى بارئها نعاه موقع اهوازي بنفس النص ,المواطن اللاجئ منصور الاهوازى و عندها لم اجد ترديدا من نقد فقرنا المعنوى , فنحن شعب نعانى في كل شى, ومنها اصرارنا على العداوة حتى مع الاموات فحينما تبحث الشعوب في دفاتر تاريخها عن موقف مشرف لاحد ابنائها لتكبره و تمجده حتى تتباها به امام الامم الاخرى لكن نجدنا اول من يطعن في شرعية شهادة موتانا, و مناضلينا ليسوا الا لاجئين استهواهم المقام بالعواصم الاروبية .
في اخر لقاء لى مع الاخ الشهيد المرحوم منصور الاهوازي في زياته لنا لم استطع ان اجالسه كثيرا لمرض والدتى فأصر ان اتي اليه حتى لو متاخرا فجلست معه في اخر ليله لسفره حتى الفجر،تدثنا في امور الدنيا فشكيت له ان الطبيب اخبرنى ان المرض الذي تعانى منه والدتى سيؤدى الى وفاتها . بعد فتره قصيره لا تتعدى الشهور تحدث الشهيد منصور عن ما يحرق قلبه منذ سنين عن حلم كان يرادوه و لم يستطع تحقيقه و هو ان يزور قبر والدته و يبكى عليه فكان يوميا يمنى النفس انه سيجلس يوما على قبر والدته يبكيها, و بعدها توفى والده فاصبح بحسرتين ان يزور قبر امه و اباه و دمعت عيناه, و انه كيف انتهى غريبا لاجل هذه القضية بعيدا عن امه و اباه حتى في موتهما و لم نعلم ليلتها ان منصور سيدفن في بلاد غريبه بعيدا عن قبر والديه بعد شهر من هذا الحديث , فلم يبكهما منصور و لم يزر قبرهما, و هكذا هم الشهداء فكل غريب هو شهيد و كل من خرج يوما متغربا عن ارضه هربا من ظالم هو شهيد .
اخى المرحوم الشهيد ناصر العوده نعتذر اليك و لعائلتك عن من استكثر عليك اى لقب غير انك كنت لاجئا فنحن اعلم منك بهم و اعلم اخى الشهيد أننا على يقين بأنك في الدرجات العلى من الجنة مع الانبياء و الصديقين كما سبقك اخويك بالغربة الشهيدين محمد شريف النواصري و منصور الاهوازي.
اخى الشهيد ناصر العودة ,و إن وري جثمانك الثري بديار الغربة بعيدا عن اهلك و عشيرتك و ابناء وطنك فأننا على يقين ان روحك الطاهرة ترفرف في سماء الوطن و ان كنا على يقين بأن والديك يفتقدون قبرك ليبكوا عليه فأننا نعدك بأن يوما ما قريب انشاء الله سنعود الى ارض الوطن منصورين حاملينكم على اكتافنا نزفكم الى ارض الوطن التى ستحتضنكم كما حضنت قوافل الشهداء من قبلكم.
اخى الشهيد ناصر العودة طريق الحرية طويل و على القافلة ان تسير و الكثير من بعدك سيلحق بك و ببقية شهداء القضية الاهوازية و نحتسبك عند الله شهيدا و رمزا بشريا من ركب قافلة الحرية التى كتب الله عليها ان تسير و ان كان القاعدون كثر ,يظنونك لاجئ مات و نحسبك رمزا سما و على كما اخويك محمد شريف نواصري و منصور الاهوازي و بقية الذين سيلحقونكم و الذين سبقوكم .
اخى الشهيد ناصر العوده ,لا راد لقضاء الله, و امام سلطان قضائه نحنى رؤسنا محتسبينك فى الشهداء و الصديقين في الدرجات العلى من الجنة معاهدينك على اكمال المسيرة و الملتقى في الاهواز انشاء الله عن قريب.
لا اله الا الله هذا ما وعد الله هذا ما وعد رسول الله ما وعد ربي الا حقا
ابومحمد الكعبي