اقر و اعترف باننى لم اكن من المؤيدين للحركات السياسية الاهوازية السياسية حتى عهد قريب فليس لى تاريخ نضالى اتشدق به و لم اقم بأي عمل يمكن ان يدرج في
خانة الجهاد في سبيل القضية و ان كنت قد عاشرت القضية بالكثير من شخوصها الذين يعيشون بالبد الخليجى الذي يستضيفنى و اياهم, القضية الاهوازية كما اذكرها دائما كانت عبارة عن صندوق مالى يضع فيه الاعضاء المدفوعون بحب ارضهم, نصيبهم الشهري ظنا منهم انها ستصل الى قيادات الميدانية الموجوده في مكان ما
بارض الوطن , و الغريب بأنني لم اشاهد يوما قائدا ميدانيا او من كان يرابط في داخل الاهواز بأنه يشكر الاطراف الا هوازية في الخارج لدعمهم المادي الغير محدود و على العكس من ذلك كنت ارى من كانوا يرئسون الصناديق يركبون افخم السيارات و يسكنون البيوت التى لا يمكن للاهوازي البسيط ان يحلم بطرق بابها دون ان يتكمن اى شخص من سوالهم عن مصدر هذا الثراء الغير مبرر.
مع حداثة سنى استطعت ان استوعب ان ما يجري ماهو الا زوبعة ستختفى ليس لان القضية ليست حقه بل لان القائمين عليها ليسوا امناء فحتى الدعم البسيط الذي كان يقدمه النظام البعثى في العراق بقيادة رئيسه المعدوم للحركة لم تستطع ان تتقدم بما فيه الكفاية ليس لعدم رغبتنا بل لعدم رغبة ذلك النظام بان ناخذ دورا اكبر مما رسموه لنا ,فاغلب الحركات الاهوازية كانت رهينة القرار العراقي و رغباته و من كان يعارض نعرف اليوم ما اصبح مصيره فمنهم من حبس و منهم من ابعد عن العراق و ذلك غير الذين استشهدوا بواسطة النظام العراقى نفسه.
هذه الذكريات واكبت مخيلتى بأن القضية الاهوازية هى قضيه خاسره و ان الرهان عليها حتى بشخوصها الجدد الذي ظهروا في زمن الانترنت هو رهان خاسر فاللغه نفسها و المطالب نفسها ,التحرير ولا شى غير التحرير و الخطابات السياسية التى نسمعها منذ سنين عن جماهير الشعب التى يجب ان تخرج الى الشارع و تسقط الاحتلال حتى يعود بطل التحرير صاحب اجمل بيان سياسي اخرج الشعب من سباته الى الشارع حتى يتحرر و ان يعود الابطال الموهومون للاهواز على طائره تابعة للجامعة العربية بمعية الامين العام للجامعة العربية حتى نثبت للمجتمع العربي ان الاهواز عربية و ستكون سندا لقضايا الامة العربية, و ستخرج جماهير الشعب عن بكرة ابيها لاستقبال بطلنا الهمام الذي حرر الاهواز ببديع بياناته السياسية شاكرة له راكعة فلولاه لما تحرر الوطن .
اول بدايات الوعي و اكتشاف الجانب الاخر من القضية الاهوازية كان معرفتى بالمرحوم منصور الاهوازي فكنت و بعض الاخوة و بالصدفة على موعد مع صوته في احدى غرف البالتوك التى دعى اليها بواسطة احد الاخوة الذين ارادو كما قال فضحه و فضح افكارة على الساحة حتى يكون عبره لغيره ممن لا يؤمنون بالتحرير, فيومها اكتشفت الجانب الاخر في القضية الاهوازية جانب من مروا بما مررت به من ايمان ان البيانات و الشعارات الجوفاء لن تحرر ارضنا و ان هذا الشعب لن يخرج للشارع ليحرر الاهواز ما دام لم تهيئ له الظروف لذلك و واقع اننا بحاجه لمؤسسات المجتمع المدنى حتى ينخرط ابناء شعبنا في العمل السياسي قبل ان نفكر بالطلب منه الخروج و ان قضيتنا ما زالت تعيش الفقرين ,المادى و المعنوي و باننا نحتاج ان نجعل النظام يدفع ثمن دم كل شهيد اهوازي يقع على ارض الوطن عبر المؤسسات الدولية كمنظمات العدل الدوليه و مجالس حقوق الانسان و اننا بحاجه لاثبات وجودنا للعالم قبل ان نذهب للمطالبة بالتحرير.
المرحوم منصور الاهوازي كان صوت العقل الاهوازي الاول الذي استمعت اليه و منه اكتشفت حزب التضامن الديمقراطى الاهوازي الذي كان سينشأ بالقريب العاجل بذلك الوقت و منه تعرفت على باقى الاخوة الذين اجلهم و احترمهم و اقدرهم و كان لى الشرف بأن يقبلوا انضمامي اليهم لاكون عونا في ما استطيع ان اقدمه في مساعدتهم في ما يقومون به من ايصال صوت مظلومية شعبنا للعالم و ان يحققوا انتصارا تلو الانتصار و ان يتقدموا خطوة تلو الخطوة و للاسف الشديد لم تجد هذه الانتصارات اى صدى في الكثير من المواقع الاهوازية بسبب الفقر المعنوي الذي يعيشه الكثير من ابناء شعبنا الذين يدعون النضال و من يريدون التحرير ببيانات سياسية.
ان ما تحقق على مستوى القضية الاهوازية في الشهور الماضية بواسطة حزب التضامن جعلنى اتيقن بأن يوم النصر قادم لا محالة و ان الظلم لا يستطيع ان يعيش في هذا القرن من الزمان و ان ايام هذا النظام الحاكم في ايران اصبحت معدوده .
فبالأصالة عن نفسي و بالنيابة عن كل اهوازي قد اصابه اليأس في يوم ما بأننا لن نشهد الوعى السياسي الاهوازي اشكر حزب التضامن الديمقراطي الاهوازي بجميع كوادره على اعادتهم الروح لجسد القضية الاهوازية و على الانتصارات التى تحققت بوجودهم على المستوى الدولى و على امل ان نعود يوما ما لارض الوطن لنشارك ابناء شعبنا افراحه الكبرى.
ابو محمد الكعبي