بين المحطات التلفزيونية العملاقة والقنوات العربية المتعددة التي تظهر بين الفينة والأخرى في الساحةالاعلامية على مختلف الاقمار الصناعية، يغزو اصغر تلفزيون عربي – تجاهله العرب فتبناه أكراد إيران، بيوت متابعيه من الأهواز ببرامجه المتواضعة التي تبث ساعتين كل أسبوع.
معدو البرامج والمذيعون في هذا التلفزيون الذي بدأ البث عام 2004 في العاصمة البريطانية لندن لإلقاء الضوء على قضايا عرب الاهواز في جنوب غربي إيران، يوفرون النفقات بجهود ذاتية من بعض المثقفين والسياسيين والنشطاء المدنيين من عرب ايران في المهجر .ويقول موسى الشريفي، مدير تلفزيون الأهواز، لـ”العربية.نت” إنه “بالرغم من التطور الذي تشهده الساحة الاعلامية في العالم ومع وجود التقنيات الحديثة في هذا المجال وكثرة القنوات العربية والعالمية وأهمية الإعلام ودوره المتعاظم في النشاط السياسي والثقافي، لا يزال الاهوازيون يشكون من التعتيم الاعلامي على قضيتهم وقلة الامكانيات لايصال صوتهم الى العالم”.
وأوضح أن “مجموعة من عرب الأهواز في المهجر ساهمت في تأسيس تلفزيون الأهواز” مضيفا أن “الصحفي الراحل منصور الاهوازي كان له الأثر الاول في تأسيس التلفزيون واستمرار بثه”.
وقال الشريفي إن “هذا المشروع الاعلامي واجه مشاكل عدة في مجال توفير نفقات التلفزيون” ولم يفلح القائمون عليه “في توفير مساعدات التي تكفل استمرار المشروع” معتبرا ان تلفزيون الأهواز “واجهت تجاهلا عربيا رغم ان البرامج التي تبثها تخدم الثقافة واللغة العربيتين بعيدا عن التحريض او اثارة الكراهية ضد الأخرين”.
بدوره، يقول وجدان عبدالرحمن أحد مذيعي التلفزيون “بعدما واجهنا الفشل في استقطاب الدعم لمشروعنا الصغير لم نجد بداً الا الاعتماد على امكانياتنا المتواضعة وتوفير نفقات التلفزيون بانفسنا وبمساعدة اصدقائنا”.
وأشار وجدان الى ضغوطات السلطات الايرانية لمنع التلفزيون وأوضح ان “فضائية بنت النهرين، التي كنا نبث برامجنا عبرها امتنعت عن الاستمرار في التعاون معنا بضغط من السلطات الايرانية التي صارت تشوش على بث القناة في المناطق التي يقطنها عرب الاهواز”.
واكد أن البث انتقل بعدها الى فضائية “تيشك” الكردية الناشطة في مجال حقوق اكراد ايران ولازال التعاون مستمرا معها منذ سنوات.
ويقول ياسر الاسدي، مذيع في تلفزيون الأهواز، إنه “خلال السنوات الماضية وبالتعاون الثقافي والفني مع الأكراد الإيرانيين سلطنا الاضواء على قضايا حقوق الانسان وايضا ظروف الجاليات العربية الاهوازية التي تنتشر من منطقة الخليج الى مختلف العواصم الأوروبية، لا سيما أنها أخذت تكبر في السنوات الأخيرة نتيجة الهجرة لاسباب سياسية وانسانية ومعيشية”.
ويروي ناهي الساعدي، يعمل مذيعا، ان برامج التلفزيون يبدأ بأغنية “الارض بتتكلم عربي” للفنان المصري الراحل سيد مكاوي وهذه الاغنية “تركت اثرا وجدانيا في الشارع الاهوازي الذي لايسمح له بتلقي التعليم بلغته العربية او امتلاك وسائل اعلام ناطقة بلغته القومية”.
ويقول نادر الفرحاني، منتج برامج، إن “البرامج تعد بإمكانيات بدائية حيث يتم تسجيلها في البيوت وليس في استوديوهات فخمة ونعكف على انتاجها وتنقيحها لساعات طويلة بسبب قلة الامكانيات”.
ويؤيده في الرأي المسؤول الفني عبد الحسين نيسي مؤكدا أن قلة الإمكانيات “لم تقف حائلا بيننا وبين المهمة التي أخذناها على عاتقنا لايصال الكلمة الحرة والدفاع عن الحريات والحقوق القومية والانسانية للعرب في ايران”.
أما سعيد حلفي، مذيع في التلفزيون، فيقول “إننا نحاول مد الجسور مع الشعب العربي الاهوازي عبر تقديم برامج سياسية موضوعية و ثقافية ولاسيما التركيز على الشعر الشعبي الذي له اهمية بالغة بين العرب في اقليم الاهواز.
http://www.alarabiya.net/articles/2009/10/26/89313.html