مواقف و أراء

 

مواقف و أراء

 

تتجلى كل يوم في الساحة الإيرانية مظاهر شعبية متشكلة  من أطياف مختلفة  تجمعهم  فكرة معينة. أن هذا النظام كان قد أساء إلى كل الأعراف و القوانين و أخرها سرقة إرادة الشعب التي أرادت أن تصوت للحرية و العدالة و ترفض هيمنة ولاية الفقيه  المفروضة على رقابهم طيلة ثلاثة عقود الماضية. 

 

فهذه الهتافات التي خرجت من حناجر الشباب  في شوارع طهران و المدن الأخرى قد  صنعت واقعاً آخر  في الداخل و الخارج و تجل الكثير من صور هذا الجلاد و بشاعته و ازدادت أعداد الضحايا من هذا النظام الإرهابي. 

فلم تمضي الا سنوات قليلة التي ارتكب فيها النظام الإيراني جريمته بحق المتظاهرين العرب في الأهواز الذين ثاروا ضد ظلم السلطة  و سياساتها الغير إنسانية حتى شهدت مدن أخرى في كردستان و اذربايجان و بلوشستان مجازر من صنع أزلام نظام ولاية الفقيه الديكتاتوري و أخيرا جرائمه في طهران حيث تندى لها جبين البشرية .و بهذه الجرائم و غيرها أصبحت  الكثير من دول العالم تقترب في مواقفها الداعمة للنهوض الشعبي و الرافضة لهمجية و سلوك هذا النظام. 

و نرى إن هذه الإحداث جعلت من الصعب تعامل تلك الدول مع هذا النظام حتى على قاعدة العلاقات الدولية في ريب و تحفظ لأن  معظم دول العالم مازال في مخيلتها تلك الصور المرعبة التي قتل فيه الشباب في شوارع طهران و منها صورة تلك الفتاة التي صنعت تاريخاً لنفسها و للحركة الشعبية  في إيران الهادفة إلى نيل الحرية و العدالة .

كما ان هذه الدول لا تعول على استقرار الأوضاع في إيران بعد هذا السخط الشعبي وبعد ما تتجلى كل يوم مواقف  جديدة  من حركات دينية و سياسية تدعم حركة الشارع  و تزيد من معنوياته. 

و حتى بعض الدول القليلة التي أسرعت في إرسال تهانيها للرئيس( المفروض و لا المنتخب) احمدي نجاد لا تتعدى من كونها حليفة لهذا النظام و شخص احمدي نجاد.فمثلاً الشقيقة! الجمهورية العربية السورية لا يمكن لها التخلي من حصتها من النفط الاهوازي المسروق أو مثلاً دولة قطر العظمى( العضو الجديد في نادي الخناجر الممانعة في ظهر العرب) التي تبحث عن مكانة للتخلص من عقدة التقزيم بين الدول لاسيما تنافسها مع المملكة العربية السعودية فإنها سرعان ما اعتبرت فوز احمدي نجاد المزيف بأنه نجاح ديمقراطي لشعوب المنطقة . 

 و هذه المواقف سجلت لهذه الدول رصيد سيء عند الشعوب الإيرانية قد ينعكس سلباً في المستقبل في بناء العلاقة بينهما خصوصاً إن الرهان على الأنظمة لا يمكن له أن ينجح..

و في حديث هذه الجرائم و غيرها لا نجد من يتلذذ بقتل الأبرياء من الضحايا سوى نظام ولي الفقيه الجلاد الذي أصبح رمزاً بعداوته للإنسانية و القيم الأخلاقية. 

و من الخطاء اعتبار التعاطف مع ضحايا هذا السفاك الذي لا يهمنا منه الا إضعافه وكسر هيبته  بمثابة الدفاع عن النظام كما يزعم احد الإخوة الذي كتب مؤخراً عن تشخيصه لبروز نوع من انفلونزا و كأنما التعاطف مع ضحايا الإجرام الإيراني  يمكن مقارنتها مثلاً بالتعامل أو التودد مع جهاز مخابرات  تلك الدولة اللعين الذي لا يختلف عليه اثنان انه من أبشع المخابرات في العالم و أصبح قدوة للأنظمة المستبدة مثل النظام الإيراني. 

لا أريد الخوض في هذا المضمار و الرد على كتاب هذا الأخ الفاضل الذي كنت أتمنى منه إذا يسمح له الوقت أن يكتب عن أساليب التقدم في الحركة الاهوازية  أو على الأقل عدم الإسراع في اتخاذ موقف من شأنه أن يضر بحركته و شعبه و لكن للأسف تمضي شهور و تغييب عنا كل ملامحه حتى يظهر بخبر فيه الكثير من المغالطات و يبدو لي انه مختص في كيل التهم.و ليت شعري يدرك هذا الرجل انه لا يمكن التلاعب بعبارات و مسميات لتبيض الملف الأسود الذي انطوى اسمه فيه و سيبقى  في ذاكرة الاهوازيين . 

و بهذه الثورة الشعبية نشهد يوماً بعد يوم إن حبل المشنقة يلتف و يضيق حول نظام ولي الفقيه و ما تبقى له من الحرس الإرهابي . و ما يخشاه النظام هو  أن تتحد كل القوى و الأطياف في إيران و تعيد الملحمة التي خلقتها هذه القوى في عام 1978 حتى انتهت بإزالة طاغوت العصر في عام 1979 بأصوات “الله اكبر” المنددة كل مساء في أعلى المنازل في طهران.

 

 

 

ياسر الاسدي

شاهد أيضاً

رفيقنا المناضل مهدي ابو هيام الأحوازي

تلقينا في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي التغييرات الإيجابية في المكتب السياسي لحزبكم الموقر و الذي …