قتيل و20 جريح في مظاهرات احتجاجية ضد الاعدامات الأخيرة في الأهواز

أفادت مصادرمطلعة من الاهواز العاصمة بان عدد الذين نفذت فيهم عقوبة الاعدام بلغ ثلاثة اشخاص هم عبد الرضا النواصري و الشقيقين  جعفر السواري و محمدعلي السواري حيث تم شنقهم الساعة الخامسة فجر يوم 11 سبتمبر / ايلول

ونتيجة للتعتيم الاعلامي المشدد ومراقبة الهواتف والاتصالات كان من الصعوبة بمكان تحديد عدد الذين نفذت فيهم هذه العقوبة الوحشية الظالمة الامر الذي تسبب في تضارب الانباء حول عددهم وحتى اسمائهم .

واثر انتشار نبأ هذه الجريمة البشعة التي تشكل حلقة في مسلسل الاعدامات الجماعية التي بدأت في اعقاب انتفاضة نيسان 2005 خرجت مظاهرات في مناطق الغزاوية والدرويشية و كوت عبدالله في ضاحية الاهواز العاصمة احتجاجا على الاعدامات مما تعرض المتظاهرين الى هجوم قوات الامن الايرانية القمعية التي استخدمت الذخيرة الحية لتفريقهم فقتلت شخصا واحدا وجرحت عشرين آخرين .

وهناك اعداد كبيرة من السجناء العرب يقبعون في المعتقلات و تتعامل معهم السلطات كرهائن فتسلمهم على وجبات الى المشانق عند الضرورة الاستخباراتية التي تفرضها المناسبات الحساسة لارهاب الاهوازيين العرب فلا تحترم حتى احكام السجن الصادرة في محاكمها السرية ضد الاسرى فتحولها بجرة قلم الى احكام الاعدام عندما تبحث عن كبش فداء على مذبح هواجسها الامنية .

ان هذا التعامل الوحشي مع نشطاء الحقوق العربية في الاهواز لا يخضع لأي مباديء انسانية أو اسس اخلاقية اومعتقدات دينية وخير دليل على ذلك هو اعدام عبدالرضا النواصري الذي كانت قد حكمت عليه محكمة الثورة بالسجن 35 عاما بتهمة التحريض على المظاهرات ضد تنفيذ مشروع صناعي زراعي عرف في الاهواز باسم مشروع قصب السكروالذي تم بموجبه مصادرة مساحات شاسعة من الاراضي الزراعية للفلاحين العرب وهو في واقع الامر مشروعا امنيا لتفريغ البلدات والقرى العربية الواقعة بين الضفة الغربية لنهر كارون حتى الحدود العراقية من سكانها العرب وزرعها بمهاجرين من اثنيات اخرى ليشكلون حاجزا بين العرب في الاهواز وامتداداتهم القومية والقبلية  و الاسريةفي جنوب العراق .

فلم تغفر السلطات لعبد الرضا النواصري الدور الذي لعبه في المظاهرات الاحتجاجية ضد مشروع قصب السكر الامني الاستيطاني وعندما تحول تسريب وثيقة أبطحي الرامية الى تغيير التركيبة السكانية الى فتيل لتفجير الشارع الاهوازي احتجاجا على تراكمات الظلم والاستبداد ومحو الهوية الاهوازية وطمس معالم وجود شعب بأكمله جيء به من منفاه في طبس ليحاكم بتهمة الضلوع في تفجير المنشآت النفطية التي كان بعيدا عنها مايزيد عن 1500 كيلومترساعة حدوثها .

 

ويرى المراقبون للشان الاهوازي بان قيام السلطات الايرانية بتنفيذ عقوبة الاعدام في هذه الكوكبة من خيرة أبناء الشعب الأهوازي قبيل شهر رمضان المبارك ماهي الا محاولة لنشر الرعب والخوف في وسط المناضلين الاهوازيين الذين جرت العادة بينهم تحويل رمضان كل عام الى مناسبة سياسية للتعبير عن احتجاجاتهم على ممارسات النظام القمعية ورفضهم لمحاولات تفريس المنطقة وتصديهم لسعي السلطات المتمثل في جعل العرب امام الامر الواقع من خلال تطبيق الخطط الاستيطانية المضطردة .

وعلى صعيد آخرتفيد التقارير من الاهواز بان السلطات الايرانية كثفت من تواجدها العسكري والامني في الاقليم الذي تمت عسكرته اساسا منذ عامين بغية مواجهة أي حدث طاريء نتيجة للاحتقان الشعبي خاصة و ان الأهواز يؤمن 85% من النفط والغاز ويشكل العرب الأغلبية السكانية فيه.

يذكر بان منظمة حقوق الانسان الاهوازية سبق وان اطلعت كافة مؤسسات حقوق الانسان المحلية والعربية والدولية على ما يعاني منه أسرى الشعب العربي الاهوازي في المعتقلات والسجون وآخرها الرسالة الطارئة الموجهة الى المندوب السامي للمفوضية العليا لشؤون حقوق الانسان في الامم المتحدة السيدة لويز آربور التي تقوم بزيارة لايران ودعتها الى زيارة سجني كارون وسبيدار في مدينة الاهواز العاصمة للتحقيق في مسألة الاعتقالات والمحاكمات والاعدامات والتحدث الى السجناء واُسرِهم ومحاميهم وان تحث السلطات الايرانية على ضمان تطبيق الاجراءات القانونية وفقا للمعايير المعترف بها دوليا والالتزام بتعهداتها فيما يتعلق بالحقوق المدنية والسياسية بما في ذلك مراعاة الحقوق القومية والدينية للسكان الاصليين في ايران مثل العرب الاهوازيين .

ولكن أثبت النظام الايراني خلال تحديه للمؤسسات الانسانية بانه لا يكترث للقانون الدولي ولا قيمة لارواح الأبرياء في قاموسه فأقدم على تنفيذ جريمة اعدام هؤلاء الابرياء تزامنا مع زيارة مبعوث الامم المتحدة في شؤون حقوق الانسان الى ايران .

ان ظلم السلطات الحاكمة في ايران لا يقف عن حد فهي تمنع ذوي الشهداء من اقامة مراسم تأبين عامة لهم وتدفنهم في مقابر بلا معالم تقع في منطقة البرومي يحمل كل قبر فيه رقم محدد تطلق عليها اسم مقابر اللعنة وبهذا تتعمد في اهانة حرمة الموتى فهذا لا يثير استغرابنا لان من لا يحترم قدسية الحياة للاحياء ويزهق الأرواح بلارحمة او رأفة من المؤكد لا يمكنه أن يحترم كرامة الموتى .

 

اللجنة الاعلامية

حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي

شاهد أيضاً

رساله حزب كومله الكردستاني الايراني بمناسبة الموتمر الخامس لحزب التضامن الديمقراطي الاهوازي

سید جلیل الشرهانی امین عام حزب التضامن الدیمقراتی الاهوازي الاسبق. السیدة منى السیلاوي الأمين العام …