… و ماذا عن المستقبل ؟
كانت لي زيارة في وقت سابق لأحدى العواصم الاوروبية ، تلك التي تأوي عدد كبيرا من العوائل الاهوازية التي افرحتنى رؤيتهم هناك، كما افرحنى استقرارهم و رفاهيتهم و العيش في كنف الديمقراطية الغربية
تلك المشاهد اعادت لذاكرتي ما كنا نتناوله من حديث في اجتماعاتنا الصغيرة و البسيطة حول تعويلنا على جيلنا الآتي و خصوصا هؤلاء الذين تركوا البلاد فارين من بطش النظام الايراني و عنصريته واضطهاده ، قاصدين البلاد الغربية على وجه الخصوص لينقلوا معاناة ابناء بلدهم و ايضا ليتمكنوا من تربيته جيل من الشباب الذين يستطيعون تحمل مسؤولياتهم اتجاه وطنهم و شعبهم ، بعد ان فشلوا في تحقيق هذا الامر المهم في بلدهم الام “الاهواز” ، بسبب علم النظام اليقين بانه جيل متعلم و مثقف و واعي يصعب السيطرة على طموحه .
ولكنني تفاجأت بما لم اكن اتوقعه ، فقد وجدت الاطفال عندما يلتقون ببعضهم في المناسبات و الاعياد و اللقاءات العائلية يتكلمون لغة ذلك البلد و يتبادلون الحديث بنفس اللغة دون ان يلفظوا اي حرف من اللغة العربية .
هذا الامر احزنني كثيرا و تبادرت لذهني أسئلة ، هل يا ترى خرجنا من سيطرة اللغة الفارسية و ثقافتها ليقع اطفالنا فريسة لغة و ثقافة اخرى ؟ – مع انني لست ضد تعلم اللغة الفارسية او اي لغة اخرى كلغة ثانوية بجانب لغتنا الاولى ، اللغة العربية . ولكن عندما يكبرون هل سيستطيعون التحدث باللغة العربية ؟ هل هذه بداية اندماجهم و انصهارهم في تلك البلدان و ثقافاتها؟ ماذا عن مستقبل قضيتنا ؟ . ما ادهشني حقا ان ابناء بعض المناضلين ايضا لديهم تلك المشكلة مما يجعلها مشكلة حقيقية تواجه قضيتنا الاهوازية و لا يجب التقاضي و التهاون عنها ابدا .
و هنا يجب التنويه انني لا اقصد التحكم بمصير هؤلاء الاطفال او املي على عوائلهم اي شئ ,ولكن بما اننا يهمنا مصير وطننا و مستقبل شعبنا ، يجب ان نكون قد اعددنا جيل من الشباب الواعي المثقف باللغه العربية و على دراية كافية بقضيته و يحمل الروح الوطنية الأهوازية ليتمكن من مواصلة النضال في سبيل تحقيق كافة اهدافنا .
ان هذا الامر الذي يعد من الامور المهمة و الحساسه ، يجب ان لا يكون بعيد عن حساباتنا و جزء لا يتجزء من نضالنا لكي نضمن بذلك الاستمرارية في المطالبات الحقة و المشروعة لشعبنا . و في النهاية أمل ان تعيش اجيالنا الاهوازية ، عيشة كريمة و حرة بأمان و استقرار في بلدنا الأهواز .