سيدتى الرئيسة ، السيدات والسادة الحضور
اسمحوا لي بان اعبرعن شكري وتقديري اصالة عن نفسى ونيابة عن حزب التضامن الديمقراطى الاهوازي، ممثل الشعب العربى الاهوازى فى منظمة ( يو ان بى او ) لحفاوة الاستقبال والجهود التي يبذلها القائمون على هذا المؤتمر لانجاحه والوصول الى حلول لتسوية القضايا التي تعاني منها الشعوب التي اهملتها السلطات و حرمتها من التمثيل على اراضيها و اشكركم لمنحنا هذه الفرصة لنقل صورة عن ما يعانيه شعبنا، الشعب العربي الاهوازي في اقليم الاهواز (عربستان) ومايسمى فى الوقت الراهن بخوزستان والذي يقع في جنوب غرب ايران.
مما لا شك فيه فان المعانات كثيرة ومتشعبة ولكن اختزلها لضيق الوقت في ما يلي :
1- كما هو معروف فأن اقليم الاهواز الذى تم ضمه الى السيادة الايرانية عام 1925 بمعزل عن ارادة شعبه، كان يحكمه حكم عربي شبه مستقل ومحلي و كان آخر حكامه الشيخ خزعل بن جابر بن مرداو.
وبعد السيطرة على الاقليم مارست الحكومات الايرانية المتعاقبة شتى انواع السياسات الشوفينية بهدف طمس هوية العرب الاهوازيين القومية و صهرهم فى بوتقة التفريس وقامت سلطات الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال السنوات الماضية باجراءات للتطهير العرقي في الاقيلم!
ومارست السلطة المركزية سياسة التجويع المتعمد في الاقليم الذي يعد من أغنى البقع ليس في ايران فحسب، بل على مستوى المعمورة وذلك بما يحتويه من مصادر طبيعية مختلفة و في مقدمتها النفط والغاز والمياه، اذ يضم ثالث اكبر احتياطى للبترول فى العالم ويؤمن مايقارب 90% من ايرادات ايرا ن والمفارقة انه بدلا من أن يشكل ذلك نعمة لشعبنا بات نقمة عليه نتيجة لتعرضه للقمع والحرمان، والمضحك المبكي فأن العمال العرب كانوا يشكلون قبل ثورة الشعوب في ايران ضد النظام السابق 65% في قطاع النفط والغاز وانخفضت هذه النسبة حاليا نتيجة لجلب عمال من خارج الاقليم الى نسبة 15% فقط .
2- الحد من توظيف أبناء الاقليم فى المؤسسات الحكومية وبالمقابل توظيف المزيد من الوافدين من العمق الايرانى على حساب السكان الاصليين ولا يسمح للقلة القليلة العاملة في المؤسسات الحكومية تبوؤ مناصب عليا، فعلى سبيل المثال لا الحصر، هناك 25 قسم فى مصنع الحديد والصلب بمدينة الاهواز الذي يشكل العرب 60% من سكانها الا انه لا يترأس عربي واحد أي من هذه الاقسام. والامر لا يختصر على ذلك فالسلطة المركزية تعرقل جهود المواطنين العرب أي السكان الاصليين لتحقيق النمو التجاري والمهني في القطاع الخاص حتى حيث اغلقت السلطات في العام المنصرم أكبر مؤسسة لبيع الكتب والقرطاسيات التى كانت تضم خمسين عاملا عربيا و اعتقلت العديد منهم بحجج واهية .
3- لا تسمح السطة المركزية باصدار و نشر صحف ومجلات وكتب عربية حرة و تمنع البث الاذاعي والتلفزيوني المستقل باللغة العربية و تمنع العرب من التحدث بلغتهم فى الدوائر الحكومية و لاسيما في المحاكم التى يصعب لأبناء المدن الصغيرة و القرى فهم المرافعات باللغة الفارسية فيها الامر الذي يؤدي عادة الى ضياع حقوقهم القانونية .
4- عدم السماح للعرب ممارسة العمل السياسى او الثقافى وان كان فى اطار دستور الجمهورية الاسلامية الايرانية نفسها، كما أقدمت السلطات على حظر نشاطات الحزب العربي الوحيد ” حزب الوفاق ” حيث تأسس خلال الانفتاح السياسي القليل الذي رافق حكم الرئيس السابق محمدخاتمي وجاء هذا الاجراء الجائر بالرغم من اعلان حزب الوفاق التزامه بالدستور الايراني ومطالبته بتطبيق المواد المعطة فيه خاصة تلك التي تتعلق ببعض حقوق القوميات غيرالفارسية مثل المادة 15 الخاصة بتعليم واستخدام لغاتها الى جانب الفارسية في المدارس والاعلام . كما أن فوز هذا الحزب بأغلبية مقاعد مجالس البلدية في مختلف مدن الاقليم أثبت رغبة المواطنين بممارسة النشاط السلمي لاستعادة حقوقهم الأمرالذي أزعج النظام فأقدم بعد وصول أحمدي نجاد الى الحكم على حظر الحزب والقاء القبض على أغلبية أعضائه الذين لم يتمكنوا من الهروب الى منفاهم كلاجئين في الغرب .
4- كما استمرت السلطات المركزية الايرانية في سياساتها القمعية عبراستخدام العنف المفرط ضد العرب الناشطين فى المجالات الثقافية والسياسية والاجتماعية، خاصة بعد الانتفاضة الشعبية التي انطلقت في آبريل 2005 ضد خطط النظام لمحو الوجود العربي في الاقليم حيث قتل و جرح المئات و القي القبض على الآلاف من ابناء الشعب العربى الاهوازى ومازال عدد كبير منهم يرزح فى المعتقلات والسجون ويتعرض لابشع انواع التعذيب النفسى والجسدى . ان الانتفاضة المذكورة انطلقت على اثر تسريب وثيقة من مكتب رئيس الجمهورية محمد خاتمى والتى كانت تحمل توقيع مديرمكتبه السيد محمى علي ابطحى اذ كشفت الوثيقة النوايا والسياسات الرامية الى محو الهوية القومية للشعب العربى وتغيير التركيبة السكانية لصالح غير العرب خلال عشر سنوات .
5- وخلال الاعوام القريبة الماضية فقط، صادرت السلطات الايرانية بمختلف الذرائع مايقارب 250 الف هكتارا من اراضى المزارعين العرب على امتداد نهر كارون واستبدلتها بمشاريع صناعية زراعية كمشروع قصب السكر ، وقامت ايضا بمصادرة مايعادل 120 الف هكتار من الاراضي ألاخرى تمتد من هور الحويزة حتى مدينة المحمرة دون دفع أي تعويضات لاصحابها الاصليين وذلك بحجة بناء منشآت بترولية ومعسكرات وثكنات للجيش و الحرس الثوري، كما خصصت مساحات من هذه الاراضي لبناء مستوطنات على غرار المستوطنات الاستعمارية المعروفة فى العالم وذلك لاسكان الوافدين من العمق الايرانى على حساب السكان الاصليين اصحاب الارض الحقيقيين . وتم ايضا الاستيلاء بالقوة على اراضى شاسعة تعود ملكيتها للعرب والممتدة على نهرشط العرب فى منطقتى عبادان والمحمرة بحجة اقامة منطقة تجارية حرة بأسم “اروند” .
6- تردي الاوضاع المعيشية للمجتمع الريفى الذى يشكل الاكثرية من سكان اقليم الاهواز مما ادى الى نزوح العديد منهم الى المدن ،والعيش في بيوت من صفيح على اطرافها معززين طوابير البطالة هناك .وذلك يعود للاسباب التالية :
أ – عدم اهتمام الحكومة بالمزارعين وتطوير الزراعة و تشجيع المزارعين العرب لتحسين وزيادة انتاجهم الزراعى عل ما تبقى من اراضيهم وما يؤكد هذا الامر هو عدم توفير المعدات الزراعية والبذور و السموم اللازمة لضخها فى السوق لكى يمكن الفلاح شرائها و استخدامها لتطويرعمله والحصول على انتاج افضل .
ب – حرف مياه نهري كارون و الكرخة ، النهرين الرئيسيين فى اقليم الاهواز الى مدن يزد و رفسنجان واصفهان مما جعل شحة المياه تعم الاقليم وخاصة فى المناطق الجنوبية كعبادان والمحمرة والقصبة ونتيجة لذلك ارتفعت نسبة الملوحة في النهرين الأمر الذي أدى الى اتلاف الكثير من اشجار النخيل و خفض الانتاج الزراعي في المنطقة .
ج – ان الخطر الناجم عن وجود حقول الالغام المنتشرة منذ الحرب الايرانية العراقية والتى تقتل وتجرح سنويا المئات من القرويين وخاصة الاطفال منهم بالرغم من الدعم المالى الذى قدمته الكثير من دول العالم لايران من اجل ابطال مفعولها لاتزال تشكل مخاطر كبيرة على حياة المواطنين العرب .
7- يعاني الشعب العربي الأهوازي من المزيد من المشاكل على مختلف أصعدة الحياة وفي كافة المجالات الصحية والتربوية والتعليمية والبيئية و من انتشار البطالة و تفشي الأدمان و انتهاك حقوق المرأة والطفل والعائلة .
وأن المشاكل والصعاب لا تختصر على ما اشرت اليه، فزملائي سيقومون بشرح المزيد حول ما يعانيه شعبنا العربي في الاهواز وختاما ندعوا مؤتمركم الموقر الى متابعة ما يجري على ارض الواقع وبذل كل ما في وسعه لوضع حد للمعاناة التي يواجهها شعبنا وسائر الشعوب المضطهدة في ايران.
عدنان سلمان رئيس المكتب السياسي لحزب التضامن الديمقراطي الاهوازي
