النشطاء الاهوازيون بخصوص التجفيف المتعمد لهذا النهر على يد الحكومة الايرانية لم ينحصر عليهم فحسب وانما مسؤولي البيئة والمحسوبين على النظام بدئوا يشكون من التبعات المدمرة والخسائر البئوية والاقتصادية الناجمة عن تفريق نهر كارون من مياهه بسبب نقله الى العمق الايراني . وما نقصده من السرقة للمياه هو عدم اهتمام الحكومة باكثر من مليون مزارع اهوازي يعتمدون في زراعتهم على هذا
النهر الذي يعد المصدر الاساس في حياتهم وجزء من تأريخ كيانهم منذ الاف السنين فضلا عن سكان المدن والقرى التي تقع على جانبي النهر ويستفادون من مياهه لشتى الاغراض منها الشرب. فان بناء 5 سدود واحداث 3 قنوات عملاقة التي سميت بكوهرنك 1و2و3 لمنع وصول المياه الى كارون ماهي الا دليل واضح على السياسة العنصرية التي تهدف للقضاء على معالم الثقافة والتأريخ لسكان الاقليم وحرمانهم من نعمت الماء.
وفي هذا السياق اشار عبدالله الكعبي ممثل اهالي عبادان في مجلس الشورى في حديثه مع (مؤسسة بيت الامة) وقال ان بناء السدود بهذه الكثرة على نهر كارون هي السبب الرئيسي في تلوث مياهه التي باتت شحيحة خاصة وعندما تصل الى المدن الكبيرة يصبح الشط عبارة عن قناة لمياه الصرف الصحي.
واكد الكعبي، نهر كارون يحتاج الى 300 متر مكعب في الثانية من المياه عند المصب لكي يتغلب على حالة التلوث الناجمة من وجود كثرة مجاري مياه الصرف الصحي والمبازل التي تصب فيه، في حين فأن المياه التي تورد اليه من منبعه الاصلي قرابة 100 متر مكعب في الثانية فقط. وتجدر الاشارة الى ان مسئولي مؤسسة البيئة لمدينة الاهواز اعلنوا سابقا ان كمية المياه التي تورد اليه من المنبع لاتزيد على 53 متر مكعب في الثانية، وفي نظرة عابرة يمكن مشاهدة مايحصل من دمار لهذا النهر العظيم.
ومن جانبه تحدث السيد مصطفى مطوري ممثل اهالي المحمرة في مجلس الشورى واعلن عن اسفه في جلسة للمجلس انه يخصص يوميا 80 متر مكعب من المياه الى مزارع قصب السكرالمتعلقة( بآية الله مكارم شيرازي) ولكن من جانب آخر فأن مزارع الفلاحين العرب لمدينتي المحمرة وعبادان في طريقها الى التلف. واضاف ان الزراعة التي تشكل المصدر الاساسي لحياة اهالي المحمرة والفلاحية وعبادان لقد اصبحت تزداد سؤا يوما بعد يوم نتيجتا لشحة المياه وظاهرة الجفاف
.
ومن المؤكد فأن نهر كارون يعد من اكبر الانهر قياسا للانهر التي تجري فى عموم ايران ولكنه يتعرض الى خطر حقيقي بسبب كثرة السدود التي افرغته من مياهه وزود الطين بلة هو تفريغ المبازل الزراعية وصب مجاري الصرف الصحي للمدن والصناعات والمستشفيات فيما تبقى منه .
وفي تقرير نشر في ايبنا نيوز( وكالة البختيارية للانباء ) تحت عنوان (كارون والفاجعة المرتقبة) اذ يقول التقرير ان ظاهرة بناء السدود التي تعلن عنه وتطبل وتزمر له وزارت الطاقة كل سنة ماهو الا انه عمل عشوائي يجري دون النظر الى التبعات المدمرة للمحيط البيئي والاجتماعي والاقتصادي.
وكما ان بالاضافة الى طغيان مياه البحر نتيجة لشحة المياه الجارية في كارون الذي يصب في شط العرب ونهر بهمنشير من جهة ووجود سد كتوند الاعلى في شمال الاقليم والتي تربته تحتوي علي نسبة عالية من الملح وقسم من مياهه تصب في نهر كارون من جهة اخرى تسبب في ارتفاع نسبة الملوحة فيه الى درجة حيث بدأ يؤثر بشكل غير مسبوق على الاراضي الزراعية التي تروي من هذه المياه ولاسيماء النخيل ويؤدي الى تدميرها نهائيا، وفضلا عن عدم الاستفادة منه ليس فقط للشرب الآدمي وانماء لشرب الدواب والحيوانات بشكل عام
.
اليوم لقد دق ناقوس الخطر لانهاء نهر كارون وجعل الكثير من جماعات النظام ومسؤوليه ان يلتحقوا بصف المعترضين لسياسة النظام العدائية للعرب الذين هم اصحاب الاقليم الذي ينتج 80% من عائدات ايران في حين سكانه الاصليين يحرمون حتى من مياه الشرب الصالحة وهذا الامر لم يكن اقل خطورة من فجائع الجنايات الحربية.
موقع حزب التضامن الدیمقراطي الاهوازي