إيران وتصدير القلاقل والفتن

لقد عودتنا الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالمفاجئات في تصدير القلاقل والفتن والتسبب في إراقة الدماء ، بحيث استبدلنا المثل الشهير القائل : فتش عن المرأة ،

بمثل آخر هو: فتش عن الجمهورية الإسلامية وراء كل أزمة أو مشكلة . إن المتأمل في السياسية الإيرانية ومنذ انتصار ثورتها يجد أنها سعت لتبني الإمبراطورية الكسروية ، ففي الأيام الأولى للثورة ، تحدث قادتها – وحتى قبل استقرارها الكامل – عن تصدير الثورة ، وشكلوا لجانا ثورية خاصة لهذا الغرض ، ودعوا المعارضة الإسلامية في الدول العربية لمؤتمرات عدة في طهران وقم ومشهد.

نعم منذ انتصار ثورتهم سعوا إلى خلق أجواء الفتنة والبلبلة لإضعاف العرب ، من أجل القضاء على كل عدو قوي. ولا نحتاج إلى مزيد عناء أو مشقة لنثبت للقارئ بل يكفي أن تنظر حولك لتتحقَّق من صِدق ذلك وتتأكد من أن هذا هو ما جرى بالضبط حيث ترى المآسي تلو المآسي في شتى بلاد العرب ، وضعت إيران أقدامها في لبنان فأخرجت حزب الله من رحم أمل وعندما شعرت بأن حركة أمل قوية وفعالة في الساحة اللبنانية وأنها تشكل تهديدا مستقبليا لها ، أججت الفتنة بينها وبين ما يسمى حزب الله فأصبح الأخ يقتل أخاه والولد أباه ، والعكس أيضا ، والنتيجة أنها استطاعت أن تضعف حركة أمل وتوصلها إلى معدل الأمان من الخطر على سياستها وأطماعها وحولت حركة أمل إلى خاتم في إصبعها.

وإذا أرجعنا البصر للعراق الجريح سنجد الأمر أكثر وضوحا ، فقد جثموا فوق صدور العراقيين عبر المجلس الأعلى وقوات بدر وكذلك تأسيس ميليشيات مقتدى الصدر ، وعندما شعر الساسة الإيرانيون أن هناك ضعفا ملموسا في صفوف المجلس الأعلى وفتورا تجاه الانصياع لأوامر الولي الفقيه أججوا الفتنة والاقتتال بين التيار الصدري وقوات بدر ، فهم يلعبون لعبة قذرة ينبغي على الشعوب العربية التنبه لها.

ولقد سبق وحذر شيوخ العشائر العراقية من مغبة التغافل عن التدخلات الإيرانية فصرخوا قائلين للعرب: نرجوكم أوقفوا دور خامئني و نجاد الخطيرين بالعراق لان الضرر كبير وسيصيب الجميع

.ثم جاءت فتنهم الكبرى في اليمن لتكون ثالثة الأثافي وأم الدواهي ، حيث نرى أنهم يمدون الحوثيين بالمال والسلاح لزعزعة هذا البلد وتفتيته وزرع دويلة الحوثيين فيه كما حدث في لبنان، وقد وافتنا الصحف بالأمس بأن الحكومة اليمنية أحبطت صفقة أسلحة صينية إلى الحوثيين مما يجعلنا نتساءل : أنى لهم الأموال التي تمكنهم من شراء السلاح والعتاد ، لو لم يكونوا مدعومين بقوة من الولي الفقيه.

فها نحن أخوتكم العرب في الأهواز المغتصبة ننذركم من هذا الخطر ونقول: يا أخوتنا في الدين والعروبة نذار لكم من عذاب تدخلات إيران نذار ، إن حقا على المسلم نصيحة أخيه المسلم ، وأنتم للنصيحة منا أهل ، وأيم الله إنهم لَمِنْ سَمَاسِرَة الشِّقَاق ، وَتُجَّار الْفَسَادِ ، وَزُرَّاع الْعَدَاوَاتِ ، لا يريدون الخير فلتتكاتف الدول العربية ولتطالب إيران عبر المنظمات الدولية بعدم التدخل في شؤون العرب ، وكذلك بإنصاف ملايين العرب في الأهواز ، عندها سنجد أن الأمر سيختلف تماما ، لأن إيران لا يمكنها أن تتجاهل وللأبد مطالب العالم والمنظمات العالمية.

أما إذا استمر الحال على ما نحن عليه من الضعف والهوان ، والتشتت في الرؤى والأفكار – وهذا ما تسعى إليه إيران جاهدة لبسط نفوذها وسيطرتها على العالم العربي- إن حدث وانتشر هذا الوباء – أقصد وباء تدخل الإيرانيين وتمددهم في الدول العربية – فعندها فلتبشروا يا معشر العرب بشر قد أقترب ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بوعلي الباوي

Bu3 li_albawy@hotmail.com

شاهد أيضاً

رفيقنا المناضل مهدي ابو هيام الأحوازي

تلقينا في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي التغييرات الإيجابية في المكتب السياسي لحزبكم الموقر و الذي …