الاستاذ جابر احمد- ملف خاص عن انتفاضات شعبنا وذلك بمناسبة الذكرى السادسة لانتفاضة نيسان 2005
1925 – 2005
الجزء الاول :
رغم التضحيات الجسام التي قدمها ابناء الشعب العربي الاهوازي خلال العقود الثماني الماضية الا انه ومع الاسف الشديدة ظلت قضيته و ما عدى بعض الاستثناءات وفي مراحل معينة من التاريخ مهملة من جانب الاشقاء العرب ووسائل اعلامهم .
لكن مع تطور الاتصالات و انتشار وسائل الاعلام الحديثة والمستقلة اخذت القضية العربية الاحوازية وبفعل النضالات الوطنية لابنائها ان تفرض نفسها بقوة على الساحة الايرانية وعلى المستويين الاقليمي الدولي مما يعتبر ظاهرة فريدة وغير مسبوقة في تاريخ طرح قضية الشعب العربي الاهوازي وما يتطلع اليه هذا الشعب نحو تحقيق الاهداف التي يسعى اليها والمتمثلة باستعادة هويته العربية و الحصول على كامل حقوقه التي تنسجم مع مقررات الشرعية الدولية و المؤسسات المنبثقة عنها .
هذا من جهة ومن جهة اخرى لا تزال قضية شعبنا والاهداف الذي نناضل من اجلها خفية على الكثير من موسسات الراي العام العربي و الاسلامي و الدولي ، الامر الذي يتطلب منا نحن ابناء الشعب العربي الاهوازي دون غيرنا ان نضاعف جهودنا ونشحد هممنا من اجل طرح قضيتنا بالاسلوب والطريقة بحيث يكون هذا الطرح ينسجم مع مقررات الشرعية و المباديء العامة التي تضمنها المنشور العالمي لحقوق الانسان وعرض قضيتنا كقضية شعب يعاني من الاضطهاد بكافة اشكاله وفي مقدمتها الاضطهاد القومي ، كذلك اعادة النظر في كتابة تاريخينا بالشكل اللائق والكامل ، وهذه مسؤولية كبرى يتحمل وزرها المثقفون من ابناء شعبنا والسياسيون بكافة اطيافهم الفكرية و الاجتماعية ، كما ان هذه الدراسة الموجزة عن الانتفاضات تأتي بمناسبة الذكرى السادسة للانتفاضة التي قام بها شعبنا العربي الاهوازي في الخامس عشر من نيسان من عام 2005 والتي جاءت ردا على سياسة التطهير العرقي الرامية الى تغيير النسيج السكاني وذلك عبر الهجرة والهجرة المضادة بغية تبديل شعبنا من اكثرية الى اقلية .
انتفاضات الشعب العربي الاهوازي .
شهد اقليم عربستان خلال العقود الثماني الماضية عدد من الانتفاضات الشعبية المناهضة للنظام الايراني ، هذه الانتفاضات وان اختلفت من حيث شكلها ومضمونها ومكانها وزمانها الا انها تعبر اولا واخير و بشكل صادق عن رفض شعبنا لسياسات الانظمة المتعاقبة على دفة الحكم في ايران والرامية الى القضاء هويته القومية بكل مكوناتها وبالتالي دمجه في النسيج الايراني الفارسي ، لان ما حدث لنا نحن ابناء عربستان لايندرج في اطار قوانيين الاحتلال ، لان المحتل من الناحية القانونية يتحمل مسؤولية تاريخية تجاه الشعب الواقع تحت الاحتلال من بينها الحفاظ على عادته وتاريخة و لغته وهويته ، الا ان ما جرى ما هو الا ضم والحاق اجازت للطرف الاخر ان ينفذ ما بجعبته من خطط دون رادع لا على المستوى الاقليمي و لا الدولي وانما انطلاق من مبدأ القوة وفرض سيطرة القوي على الضعيف ، من هنا لم يكن امام شعبنا الا ان يعبر عن رفضه لهذا الضم عبر انتفاضات شعبية غير متكافئة ، و عليه اذا اردنا الحديث عن هذه الانتفاضات في سياقها التاريخي من الافضل ان نتحدث عنها عبر مرحلتين تاريخيتين المرحلة الاولى في عهد سيطرة الاسرة البهلوية و المرحلة الثانية بعد سقوطها ومجي سلطة الجمهورية الاسلامية الايرانية
اولا الانتفاضات في عهد الاسرة البهلوية
في هذه المقالة لا نريد الاطالة في الحدبث عن هذه الانتفاضات ، لأن الكثير من الاخوة الاهوازيين والمؤرخين العرب ممن اهتموا بالقضية الاهوازية قد كتبوا عنها ، لذلك سوف ينصب اهتمامي على طبيعة هذه الانتفاضات و اهميتها والاسباب الكامنة واراء فشلها وهذه الانتفاضات هي على النحو التالي
1- انتفاضة اتباع الشيخ خزعل ومقربيه والذي يسميها البعض بثورة ” الغلمان ” وقد حدثت في تموز من عام 1925 سعيا منها لاعادة الشيخ خزعل او تنصيب من يخلفه من بعده على ادارة الاقليم ،كما انها سعت جاهدة الى المضيء في تنفيذ البرنامج الذي كان قد اعلنه الشيخ قبيل اختطافه و المتضمن النقاط الرئيسية التالية
– دعوة المواطنيين العرب للجهاد لاستعادة الاوضاع لما كانت قائمة عليها في عهد الشيخ خزعل.
– الاستنجاد بعلماء الدين في النجف وايران من اجل وضع حد لممارسات رضا شا الجائرة ضد العرب وادانة اختطاف حاكم الاقليم .
– متابعة مناشدات الشيخ خزعل عبر البرقية التي ارسلها الى امير الكويت والمتضمنة مده بالسلاح
– متابعة نتائج المذكرة التي ارسلت الى الامين العام لعصبة الامم .
– التحالف مع القوى المعارضة لرضا شاه
– متابعة المذكرات التى ارسلت الى الحكومة البريطانية لتذكيرها بتعهداتها و وعدها التي قطعتها للشيخ خزعل .وغيرها من الامور .. الخ ، لمزيد الاطلاع راجع مذكرات صالح الساجت المعاصر للشيخ خزعل وكتابات على نعمة الحلو وغيرها من الكتب. بما فيها كتاب عرب الاهواز لكاتب هذه المقالة ، ص، 14 الصادر عن دار الكنوز الادبية ، بيروت 2006
الا ان المنتفضين قد قمعوا بقسوة من قبل الجيش الايراني الذي بلغ تعداده انذاك وحسب التقديرات الحكومية 15 الف جندي . لمزيد من الاطلاع راجع كتاب ” مأموريت براي وطنم ” وهي مذكرات شاه ايران محمد رضا بهلوي .
2- انتفاضة الشيخ محي الزيبق : اندلعت هذه الانتفاضة عام 1928 وجاءات رد على ممارسات النظام الايراني الرامية لتطبيق هيمنة الدولة الايرانية وتدخلها في شؤون المواطنيين العرب من بينها استخدام العنف اثناء تجريد المواطنين من اسلحتهم .
3- انتفاضة بني طرف : والتي حدثت في عام 1928 ايضا وهي جاءات كرد على سياسة النظام البهلوي الهادفة الى نزع الحجاب الاجباري ومنع ارتداء الزي العربي بما فيها الدشداشه و العقال والكوفية وتجريدهم من الارض.وعلى اثر هذه الانتفاضات قام النظام الايراني بابعاد مجاميع من المواطنيين العرب من ابناء عربستان ومن مختلف القبائل كان اكثريتهم من بني طرف الى المحافظات الشمالية من ايران وذلك تنفيذ لخطط المتطرف القومي العنصري الدكتور افشار الذي كان يقول ” ان الخطر الذي يمكن ان يحدق بأيران هو اذا ما تأججت القومية العربية في خوزستان – المقصود عربستان – عن طريق الحدود العراقية ” كما انه وضع خطة لتفرس المناطق العربية تتضمن الغاء و تقليص اللغة العربية كلغة متكلم بها في عربستان واعادة تنظيم المحافظات بحيث يمكن اخفاء المعالم العربية و نقل بعص القبائل العربية الى مناطق اخرى من ايران ” لمزيد من الاطلاع راجع كتاب ايران بين التنوع القومي وشمولية القومية الواحدة ، تأليف الكاتب ، دار الكنوز الادبية ،بيروت ، 2010 ، ص، 18 .
4- انتفاضة قبيلة كعب الدبيس : في عام 1930 انتفضت قبيلة الدبيس بقيادة زعيمها حيدر الطليل ، وقد اخمدت هذه الانتفاضة بقسوة وشدة من قبل الجيش الايراني وعلى اثرها اعدم عدد من رموز هذه الانتفاضة وهم كل من حيدر الطليل ومهدي بن علي وداوود بن حمود وكوكز بن حمد وبريج الخزرجي . لمزيد من الاطلاع راجع تاريخ الاهواز عربستان ، تاليف موسى سيادت ، ترجمة الكاتب منشور على شكل حلقات على الشبكة العنكبوتية .
5- انتفاضة الشيخ يونس العاصي في منطقة الحويزة وبني طرف” دشت ميشان ” 1324 – هجرية شمسية 1945 ميلادية
وقد جاءات هذه الانتفاضة على اثر الفراغ الامني الذي حصل في المنطقة اثر الفوضى التي عمت ايران ابان الحرب العالمية الثانية ، وهذه الانتفاضة ذات بعدين ، البعد الاول ضد النظام الايراني والبعد الثاني ضد الاقطاعيين المحليين الذي وفدوا من العرق الى المنطقة بعد استلام رضا شاه السلطة في ايران . لمزيد من الاطلاع راجع الرابط التال
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=15710
6 – انتفاضة الغجرية عام 1932 وقد حدثت هذه الانتفاضة عندما التفت بعض الزعامات العشائرية حول الشيخ جاسب بن الشيخ خزعل .
الخلاصة :
يمكن القول ان هذه الانتفاضات التي قام بها شعبنا اثناء حكم الاسرة البهلوية ، رغم اخفاقاتها الا انها تعبر في جوهرها تعبيرا صادقا عن رفض شعبنا الحاسم لخضوعه للسلطة المركزية ، فهذا السلطة لم تحتل الارض وحسب بل اعلنت عن اجراءات لم يكن معمول بها من قبل ، منها اعتبار الاراضي العربية سواءا الزراعية او البور هي ملك للدولة ، وهذا يعني تجريد المواطنيين العرب رعية ومشايخ من اراضي اباءهم واجدادهم ، كما ان الجهاز الحكومي سواءا السياسي منه او الاداري او التعليمي الذي تم الاعلان عن تأسيسه في المنطقة هو جهاز براني مفروض لاينسجم مع طبيعة المجتمع العربي الاهوازي ويتعارض كليا مع قيم ونظم وثقافة و عادات وتقاليد الشعب العربي .
اما الاسباب الكامنة وراء فشل هذه الانتفاضات فهي بالاضافة الى العاملين الدولي والاقليمي هو كونها و ماعدى بعض الاسثناءات جاءت كرد فعل على بعض الاجراءات التي قامت بها الحكومة ، بالاضافة الى قيادتها القبلية ومحدوديتها و طابعها العفوي و العشائري و فقدانها للعمل السياسي المنظم .
هذا ومن الجدير بالذكر ان انتفاضات شعبنا ليست هي الوحيدة التي فشلت و لم تتمكن من تحقيق اهدافها و انما هذا الفشل اصاب معظم الانتفاضات و الثورات التي حدثت في عموم ايران وخاصة في المناطق القومية بدءا من ثورة جيلان بقيادة كوجك خان وانتهاءا بجمهوريتي اذربايجان وكردستان التي تم الاعلان عنهما على التوالي عامي 1944 و 1946 .
لقد فشلت هذه الانتفاضات والثورات لاسباب عدة منها فقدان النضج السياسي وخاصة لدى جمهرة الفلاحين الذين يشكلون الغالبية العظمى من السكان وعدم شموليتها وفقدانها للدعم الخارجي . لمزيد من الاطلاع راجع كتاب عرب الاهواز ، مصدر سابق ، ص 20 كما يمكن مراجعة الرابط التالي للاطلاع على المزيد من المعلومات التي حدثت في تلك الفترة من بينها مؤتمر موسكو .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=219181
انتهى الجزء الاول من الموجز في انتفاضات الشعب العربي الاهوازي ويليه الجزء الثاني .
ملاحظة : عربستان ، الاهواز ، والاحواز كلها اسماء تطلق على الاقليم الذي يسكنه العرب و التي تسميه الحكومة الايرانية وفي اطار سياسة التفريس باسم خوزستان .
الموجز في انتفاضات الشعب العربي الاهوازي
1925- 2005
الجزء الثاني
الانتفاضات في عهد الجمهورية الاسلامية :
ليس بخاف على احد ان سقوط نظام الشاه واقامة البديل الديمقراطي المنشود جاء نتيجة لتآزر وتكاتف كل الشعوب الايرانية بما فيها الشعب العربي الاهوازي ظنا من هذه الشعوب ان النظام الذي سيخلف نظام الشاه سوف يعمل على انصاف شعبنا من الظلم والحيف و التعسف والاستبداد الذي لحق به وانه سوف يعمل من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية واطلاق الحريات العامة في كافة المجالات وان ينتقل خطوة الى امام في ايجاد حل وعادل للمسالة القومية الايرانية مما يتيح للشعوب الايرانية و شعبنا العربي استعادة جزء من حريته تمكنه من تقرير مصيره بنفسه .
ورغم حسن النية التي ابداها الشعب العربي الاهوازي تجاه النظام الجديد ممثلا برجال الدين ، الا انه لم تمض الا عدة شهور على حكمهم حتى قاموا بارتكاب ابشع الجرائم بحق شعبنا وشهد عهد الجمهورية الاسلامية جرائم لم ترتكب من حيث بشاعتها واساليبها حتى في عهد الاسرة البهلوية ، ولعل اهم الانتفاضات والتحركات التي وقعت في عهد الجهمهورية الاسلامية يمكن ذكر الآتي .
1 – انتفاضة المحمرة عام 1979
لعل ما يمييز الانتفاضات التي قام بها الشعب العربي الاهوازي في عهد الجمهورية الاسلامية كونها اكثر دقة وتنظيما ، كما ان الداعين اليها و القائمون عليها لم يكونوا من رجالات القبائل وانما من السياسين و المثقفين الاهوازيين وان كل من هذه الانتفاضات كان لها اهداف محددة واضحة ، فالانتفاضة التي حدثت اوائل الثورة والتي كانت شرارتها انطلقت من مدينة المحمرة جاءات ردا على المجازر التي ارتكبها حاكم الدولة المركزية في الاقليم الادميرال مدني وكان هدف المنتفضين هو المطالبة بتنفيذ الوعود التي قطعها النظام الجديد عبر تنفيذ المطالب التي حملها وفد الشعب العربي الاهوازي الى القيادة الايرانية والمتضمنة 12 مادة ، حيث يشكل مطلب الحكم الذاتي لحمتها و سداها وقد استمرت هذه الانتفاضة مدة اسبوع كامل وانتهت بتكريس سيطرة القوى الموالية للنظام على مقاليد الامور وانتهت باغلاق المراكز الثقافية و السياسية بما فيها المركز الثقافي العربي في المحمرة وباقي المدن الاهوازية وكذلك مقر المنظمة السياسة واعتقال وابعاد الرموز الدينية و السياسية الى الاقليم داخل ايران .
ووفاءا من ابناء شعبنا و لاحياء ذكرى شهدائهم الذين سقطوا في انتفاضة المحمرة الباسلة خرجوا يوم الاثنين المصادف 18 | 4 | 1358 هجرية قمرية – حزيران 1979 م من مدينة عبادان باتجاه مدينة المحمرة في مظاهرات تراجيدية قل نظيرها مرددين شعارات تدين ممارسات النظام و من بين الاهازيج و الاشعار الشعبية التي انشدت في تلك المسيرة نذكر ما يلي .
المجموعة الاولى :
موعربي مو عربي .. الما يمشي على دربي
هذا اليوم يوم الثار .. واحنه انحارب الاشرار
ونحطم قيود الذل
المجموعة الثانية تجيب :
دم الشهيد ايناديك يا عربي .. يا عربي
لا تقبل عيشه بذله .. بذله
انهض وانشا الله يخليك بدربي بدربي
موعربي مو عربي .
اما مطالب المحتجين فكانت 8 مطالب ، لمزيد من الاطلاع راجع عرب الاهواز ، مصدر سابق ، ص ، 79
2 – انتفاضة عام 1985 :
جاءت هذه الانتفاضة المجيدة على اثر مقالة نشرتها احدى الصحف الرسمية الناطقة بالفارسية تحت عنوان ” مدينة الاهواز في الماضي والحاضر ” حيث صبت هذه الصحيفة اثناءها جام غضبها على ابناء شعبنا متجاهلة تاريخهم وعادتهم وتقاليدهم وثقافتهم وتواجدهم على ارضهم منذ عشرات الآلآف من السنين ، واصفة اياهم على انهم مجموعة من ” الكاولية ” الرحل ، الذين هاجروا من البلدان العربية وسكنوا اقليم ” خوزستان ” عربستان ، ورغم ان ” الغجر” والذين يسمون محليا “بالكاولية” هم فئة قليلية من السكان لا يتجاوز عددهام وفي اكثر التقديرات عن الف اسرة .
لقد هان على شعبنا ان يرى صحيفة تصدر من طهران ومدعومة من قبل النظام ان تهاجم شعبنا بهذ الشكل المبتذل ، فتداعت من كل حدب وصوب وخرجت في يومي 24 و25 من شهر اردبيهشت الايراني المصادف 14 و15 ايار من عام 1985 ميلادي الى الشوارع منددين بسياسة وبعملائه ، لان الجمهورية الاسلامية وعبر السماح لنشر مثل هذه المقالة تكون قد تنكرت لابسط الحقوق التي يطالب بها شعبنا .
لقد كانت بؤرة هذه المظاهرات في البداية الاحياء الشعبية لمدينة الاهواز مثل حي رفيش و لشكر اباد و الامانية والدايرة وغيرها من الاحياء ثم انتقلت الى وسط المدينة بعدها انتشرت لتعم مدن اخرى مثل الخفاجية و الحويزة و الحميدية ومعشور والفلاحية والشوش وقد بلغ اعداد المشاركين في هذه المظاهرات عشرات الآلآف من مختلف الشرائح والفئات الاجتماعية ومن الرجال والنساء .
وكالعادة تصدت السلطات الجمهورية عبر ادواتها القمعية من حرس وباسيج لهذه المظاهرات وبكل الوسائل وتمكنت من قمعها ، الا شعبنا وعبر هذه الانتفاضة اجبر راس النظام ان يقدم اعتذاره عما حصل ، لكن جماهير شعبنا اعتبرت ذلك خدعة واصدرت حكمها بحق النظام الذي يدعي زورا وبهتانا انه يدين بالاسلام .
لقد كانت حصيلة هذه الانتفاضة وحسب الاحصائيات التي توفرت هي 8 قتلى بالاضافة الى 3000 جريح ناهيك عن اعتقال المئات من ابناء شعبنا المناضل .
شاهد عيان :
” في اليوم المقرر لخروج المسيرة وهو يوم الاربعاء المصادف14 ايار خرج عشرات الآلآف من ابناء شعبنا في مدينة الاهواز في تظاهرة تعتبر فريدة من نوعها في تاريخ نضالنا الوطني ، حيث التهبت المدينة كلها وفي اليوم الخامس عشر من مايو واصلت الجماهير تظاهراتها بمشاركة عشرات ألآلآف من ابناء شعبنا العربي مرددين هتافات ضد النظام وضد اجهزته الاعلامية وكانت الشعارات تردد بالفارسية والعربية وهي تستنكر ما جرى وتندد بالسياسة الاعلامية الشوفينية للسلطة ضد وجودنا القومي ، ولقد حاول الحرس منع المسيرة منذ اللاحظة الاولى لانطلاقها ، لكن تصميم الجماهير وتواجداها بكثافة ومشاركتها الفعالة افشل جميع المخططات الرامية الى منعها وعندما تحركت المسيرة استخدم الحرس السلاح و اطلق النار على المتظاهرين ، الامر الذي كشف مرة اخرى عن حقد النظام الاسود ضد الشعب العربي الاهوازي ” شاهد عيان ادلى بهذه المعلومات للكاتب اثناء اقامته في دمشق عام 1985 . وقد تضمنها ايضا بيان صادر عن تجمع طلبة عربستان في ايار من عام 1958 .
وامتداد لهذه الانتفاضة والخبرة التي اكتسبتها الجماهير انتفض في عام 1994 عدد من الفلاحين العرب احتجاجا على مصادرة اراضيهم لصالح مشاريع قصب السكر ، قتل خلالها عدد من المواطنيين بينهم اطفال .
في عام 2000 شهدت الغالبية العظمى من المدن العربستانية مصادمات دموية بين المواطنين العرب وقوى الامن الايراني احتجاجا على تزوير الانتخابات المحلية من قبل عملاء النظام ، وفي نفس العام شهدت مدينة عبادن انتفاضة عارمة احتجاجا على تلوث مياه الشرب وجفاف نهر كارون وشعبه بسبب حرف مجراه باتجاه العمق الايراني وقد قتل في هذه المظاهرات عدد من المواطنين كما جرحت اعداد اخرى و لايزال البعض من المنتفضين قابعين في السجون و قسم منهم يعيشون مبعدين في مناطق ايرانية اخرى .
3- انتفاضة الخامس عشر من نيسان عام 200