العربية.نت – هادي الطرفي – في حين تتهم السلطات الإيرانية “مجموعة إسلامية مسلحة” بالضلوع في الاشتباكات المسلحة مع قوات الأمن في محافظة كردستان غرب البلاد، ومحاولة تنفيذ عمليات تفجير قبل يوم من زيارة أحمدي نجاد إلى الاقليم؛ أكد أمين عام الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني أن هذه الادعاءات تهدف إلى تضليل الرأي العام.
وقال مصطفى هجري في حديث خاص لـ”العربية.نت” السبت 23–4–2011 إن السطات “تحاول الإيحاء بأنها تسيطر على الوضع في كردستان، من خلال ترويج فكرة نجاحها في قتل أو اعتقال المشاركين في الاشتباكات مع الأمن، لكن هذه الادعاءات بعيدة عن الصحة”.
اشتباك مسلح بين الأكراد والأمن
وكانت السلطات الأمنية في إيران قد أعلنت عن وقوع اشتباكات مسلحة بين مجموعة مسلحة كردية مع عناصر الأمن في مدينة سنندج عاصمة إقليم كردستان، واستمرت الاشتباكات حتى منتصف ليلة الجمعة معلنة أن عدداً من عناصر الأمن أصيبوا خلال الاشتباكات، وتمكنت السلطات من قتل عناصر المجموعة واعتقال بعض منتسبيها، لكنها لم تنشر معلومات حول عدد قتلى الاشتباك.
وقال أمين عام الحزب الديمقراطي الكردستاني إن “السلطات لا تعلن أبداً عن أسماء من تدعي قتلهم من المجموعات المسلحة، وتقوم بفبركة اتهامات ضد بعض الأبرياء بهدف الترويج لسيطرتها على الوضع الأمني في الإقليم”.
محاولة لتنفيذ عمليات تفجير
وكان المساعد الأمني لمحافظ كردستان قد أوضح في مؤتمرصحفي أن “مجموعة دينية تطلق على نفسها جماعة التوحيد والجهاد قامت بالاعتداء على عناصر الأمن الداخلي”.
وأكد إيراج حسن زاده أن جهاز الأمن “اعتقل اثنين من منتسبي المجموعة وضبط بحوزتهما كمية من السلاح ومتفجرات، قبل يوم من زيارة الرئيس أحمدي نجاد للإقليم”.
وقال: “هذه المجموعة كانت تنوي تنفيذ تفجيرات في الأماكن المزدحمة في كردستان بالتزامن مع زيارة نجاد”.
لكن مصطفى هجري أكد أنه “لا توجد أي مجموعة مسلحة تنشط تحت عنوان (جماعة التوحيد والجهاد)” في كردستان، وأن السلطات تفرض هيمنتها على غالبية التنظيمات الإسلامية في الإقليم، وتنتمي بعض هذه التنظيمات إليها لترويج التوجهات الرسمية”.
وقال أمين عام الحزب الديمقراطي الكردستاني: “في حين تقمع السلطات بشدة أي نشاط للأفراد والأحزاب المطالبة بتحقيق حقوقها القومية، إلا أن التنظيمات المنتمية إلى الحكومة تنشط بحرية تامة في كردستان”.
الاضطهاد القومي المشترك
وعزا الناشط الكردي أسباب الاشتباكات في الإقليم إلى ما وصفه بـ”الاضطهاد القومي وانتهاك الحقوق القومية للشعوب الإيرانية”، معتبراً أن الأحداث التي شهدتها المناطق العربية في الأهواز جنوب البلاد مؤخراً بأنها تنبع من نفس القضايا التي يعاني منها الشعب الكردي وباقي الشعوب المضطهدة في إيران، حسب تعبيره.
وقال: “الاضطهاد الذي تتحمله هذه الشعوب مشترك والأسلوب الذي تنتهجه السلطات في التعامل مع مطالب الشعوب مشترك أيضاً”. وأضاف هجري “تروج السلطات دائماً بأنها قضت على الأحزاب والتنظيمات المعارضة لها في كردستان والأهواز وبلوشستان وباقي المناطق الأخرى، لكن التطورات الجارية تتناقض مع هذه الادعاءات”.
وقال: “لا أحد يرغب بحمل السلاح بوجه السلطات إذا ما قامت بتلبية المطالب القومية”، مضيفاً أن “الحكومات التي تقطع جميع سبل الحوار مع معارضيها تمهد لتوسيع الأنشطة المسلحة في البلاد”.
وأكد هجري “أن الحزب الديمقراطي الكردستاني اختار النضال المدني في الداخل والخارج سبيلاً لتحقيق المطالب القومية، ولا يتبنى في الوقت الحاضر الأسلوب المسلح لتحقيق حقوق الشعب الكردي”.
ويعتبرالحزب الديمقراطي الكردستاني من الأحزاب الرئيسية للأكراد، حيث أسسه الزعيم قاضي محمد مؤسس جمهورية مهاباد الكردية في إيران عام 1945.
وكان مصطفى بارزاني وزيراً للقوات المسلحة في الجمهورية التي قضت السلطات الإيرانية على غالبية قياداتها قبل أن ينتقل إلى العراق ليشكل هناك الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي الذي يرأس حالياً زعيمه الإقليم الكردي في شمال العراق.