اتهمت دراسة أعدها الباحث علي الأهوازي السلطات الايرانية بتعمد تجفيف الأنهار التي تمر بالأهواز بالاضافة الى تلويثها، معتبرة ان سياسة ايران تجاه أنهار الأهواز بمنزلة ابادة جماعية.
وذكرت الدراسة ان السلطات الايرانية تقوم بانشاء مجموعة من السدود على مجاري الأنهار في الأهواز وتحويلها الى مناطق أخرى، كاشفة ان هذه السياسة نتج عنها عملية تصحير واسعة للأراضي الأهوازية.
وأضافت الدراسة ان ايران تتغاضى عن قيام الشركات والمصانع بإلقاء مخلفاتها في نهر قارون في الأهواز مما يتسبب في احداث تلوث كبير، كما نقلت عن خبير ألماني تحذيره للسلطات الايرانية من خطورة المياة الملوثة على الانسان والحيوان.ولفتت الى تعمد السلطات الايرانية عدم اصلاح مجرى نهر قارون سيؤدي الى تخريب الزراعة التي تعد مصدر عيش الأهوازيين.
وأضافت الدراسة: «نسب تلوث مياه خور غنام قد يكون هو الأعلى وذلك لوقوع العديد من المنشآت الصناعية المستخرجة لمشتقات البترول فيها، فضلاً على انها تعد قسم الخروج لجميع مصبات الأخوار هناك وبذلك تتجمع ملوثات المنطقة البترولية فيه».
وأشارت الدراسة الى ان اهم أسباب ارتفاع نسب تلوث خور موسى بالمعادن الثقيلة هو لوجود العديد من المنشآت الصناعية البتروكيميائية (مثل مصانع الرازي، الفارابي والامام)، ووجود الموانئ، ابحار السفن، استخراج البترول، صيد الاسماك في المنطقة والبناءات البحرية هناك».
ونقلت الدراسة عن حميد رضا خدابخشي» رئيس هيئة المياه والطاقة القول بأن نهر قارون اصبح ملوثاً %100 في الجزء الواقع في الأراضي الأهوازية لتفريغ مخلفات المصانع فيه، متهماً الجهات المعنية بحماية البيئة بالتساهل مع شركات التصنيع في مجال البتروكيماويات التي جعلت من مجرى نهر قارون مكاناً لرمي مخلفات مصانعهم.
واضاف «خدابخشي» ان نهر قارون كان في السابق متنزها يرتاده الناس في سعادة لتمتع مناظر الجميلة، ولكنه اليوم اصبح مصدرا للأمراض والأوبئة نتيجة للاهمال، وقال ان نهر قارون اليوم هو عبارة عن مجرى لمواد سامة لا علاقة له بالمياه.
اهمال متعمد
وجاء في الدراسة «لقد أدى الاهمال بمجرى نهر قارون في اقليم عربستان الى بروز التأثيرات السلبية لهذا الاهمال، ويتضح ذلك جلياً في تخريب أسس المعيشة عند بعض الأهالي الذين يعتمدون في أسلوب معيشتهم على هذا النهر، وأيضاً التأثيرات المخربة والمدمرة للغابات والبساتين لاسيما التأثيرات السلبية الأخرى على الأراضي السهلية الجميلة في نهايات نقاط التلاقي بين المياه العذبة التابعة لنهر قارون والمياه المالحة لبحر الخليج العربي، ولاسيما التهديدات الجدية التي تواجهها ايضا المياه في هور العظيم».
اجماع
وأضافت الدراسة ان الهيئة العلمية بكلية المياه بجامعة «شهيد شمران» وهي الكلية الوحيدة المختصة في هذا الشأن في عموم ايران أجمعت على ان تطبيق هذه المشاريع المائية لهذا النهر، وبهذا الشكل غير المسؤول هو عمل مضر وهو فاقد للأسس العلمية».
وتابعت الدراسة «في عام 1996 وأثناء زيارة قائد الجمهورية الايرانية في تلك الأثناء الى اقليم عربستان «خوزستان»، هذا الاقليم الذي يحتوي أصلاً على نحو اربعة ملايين قطعة أرض صالحة للزراعة، امر بتخصيص مبلغ وقدره ألفا مليار تومان في ذلك الحين، بغية دعم عمليات اجراء المشاريع التابعة للزراعة والمزارعين، ولكن وللأسف الشديد فقد تم تخصيص فقط مبلغ عشرة مليارات تومان.وهذا ما يدعونا للتساؤول: عن مغزى صرف المبالغ الطائلة من دون ان تكون هذه المبالغ قائمة على أساس مدروس ومبرمج في المجال الاقتصادي للتطبيق، في حين ان الوعود تلك التي أعطيت من القائد لم تنفذ حتى اليوم؟ لقد كانت الوعود في ايصال نسبة البطالة في الاقليم الى الصفر تقريباً، وتضيف الدراسة: «بأن نهر قارون يعتبر ثروة وطنية ومتعلقة بكل ايران، لاسيما ان الاستثمارات الكبيرة اذا ما كانت مدروسة ومبرمجة فانها ستفضي نتائجها بالتأكيد على عموم ايران، وليس فقط على اقليم عربستان».
شكوى
وأردفت الدراسة: «يشكو السكان العرب في ايران من ممارسات حكومية تعود عليهم بالضرر مثل بناء سد نهر الكرخة الذي يمر من مناطق عربية، وحرم الكثير من المواطنين من مياه الشرب كما تسببت قلة المياه والقاء السموم والمخلفات الناتجة عن مشاريع قصب السكر في مياه نهر قارون الى تلوث مياه النهر مما دمر الثروة المائية وأدى الى هلاك مئات الرؤوس من مواشي المواطنين».
الفقر والحرمان
وقالت الدراسة «ويقع الشعب العربي الأهوازي الذي يعاني من الفقر والحرمان من جهة وفقدان الامكانات الصحية من جهة أخرى، ضحية جشع النظام وان الأطفال الذين يعانون اصلا من سوء التغذية يتعرضون للامراض التي ستنهكهم وخصوصاً لو عرفنا بان الاسهال الناجم عن المياه الملوثة هو ثاني اكبر قاتل للاطفال من دون سن الخامسة في العالم اذ يؤدي الى وفاة اكثر من مليون طفل يوميا وفق تقارير اليونيسف».
ونقلت عن منظمة حقوق الانسان الأهوازية القول «الحكومة الايرانية قد حرمت اقليم الأهواز العربي وقراه الواقعة جنوبي غرب البلاد من مياه الشرب، الأمر الذي بات ينذر بوقوع كارثة».
وأوضحت المنظمة ان القرى والبلدات الواقعة على ضفاف نهر شط العرب بين مدينتي المحمرة وعبادان قد أصبح سكانها يعانون من ندرة حقيقية في المياه الصالحة للشرب، وأن الوضع أصبح كارثياً».
وقطعت طهران المياه العذبة عن الصهاريج التي كانت تغذي قرى وبلدات الأهواز ومن دون سابق انذار، ووفق رئيس المنظمة الدكتور كريم عبديان فان هدف طهران من ذلك هو الانتقام من سكان المنطقة بعد رفضهم بيع اراضيهم والهجرة من المنطقة على الرغم من المبالغ المغرية التي عرضت عليهم في اطار المشاريع الاستيطانية التي تركز على هذه المنطقة لتغيير تركيبتها السكانية».
وأشار عبديان وفقاً للدراسة الى «ان جزيرة شيخ صلبوخ الواقعة في شط العرب قد شهدت اخيراً حملة من قبل شركات لشراء أراضيها، ثم بدأت تلك الحملة في التوسع لتشمل سائر البلدات والقرى المحيطة بها.وبين ان هذه الحملات تعزز المخاوف المتداولة من كون هذه الحملة تشكل استكمالا لمشروع «أروند» الصناعي التجاري العسكري الذي تنفذه السلطات الايرانية حاليًا».
علي الأهوازي.