بقلم الاستاذه الهام لطيفي- تمحور اهتمام الكثير من مثقفي الاهواز ومطالباتهم في الاونة الاخيرة علي ضرورة اتقان اللغة العربية والالحاح علي اجادة اللغة الفصحي و ياتي ذلك بعدما اصبحت اللغة العربية متاثرة كثيرا باللغة الفارسية في المجنمع الاهوازي لا بل كادت تتجه نحو اللغة الفارسية ،
اي اللغة العربية المليئة بالمفردات الفارسية ان صح القول و لكن بالرغم من مطالب بعض مثقفوا الاهواز بالمادة 15 من الدستور الايراني التي تنص على حق الشعوب الغير فارسية بممارسة و تدريس لغتهم ، مثل العرب و الاكراد و الاذربايجانيين والبلوش والتركمان طوال سنوات عدة نري ان هذه المطالب لم تفلح بعد و انحصر التحدث بلغة الفصحى لدي فئة محدودة من النخب العربية لابناء المجتمع الاهوازي حيث يحدث ذلك بالرغم من ان المجتمع الاهوازي مجتمع متدين وملتزم نسبيا بالشعائر الدينية الاسلامية والتي يتم ادائها باللغة العربية ، رغم ذلك بقيت اللغة العربية الفصحى لغة هامشية لا تحتل مكانتها المرجوة منها في المجتمع و ان كان الكثير من مثقفي شعب الاهواز يتحدثون باللغة الفصحي ولكن هل هذا يكفي؟
فالمشكلة هي اننا وان تحدثنا باللغة العربية لكننا نبقى فقراء ثقافيا بالنسبة للغة العربية والسبب الرئيسي لهذا الامر هو لان عقليتنا بنيت على العقلية الفارسية التي ترعرع الفكر الاهوازي على اساسها و لهذا السبب اكثر المثقفون الاهوازيون اذا لم اقول كلهم يمارسون اللغة العربية على اسس فارسية. في الواقع اننا وان تحدثنا باللغة العربية لكن لطالما فكرنا باللغة الفارسية ومن ثم ذلك ترجمناها الي اللغة العربية لا يغير كثيرا في عقلياتنا والترجمة وان كانت تتم باحسن صورة فالترجمة تبقي ترجمة وعلي سبيل المثال نري الكثير من المعنيين بهذا لامر عندما يظهروا علي فضائية ما لا يستطيعون التحدث باللغة العربية الطلقة لا وبل يترجمون كلامهم من الفكر الفارسي الي اللغة العربية وهذا ما يعيق كلامهم ويسبب لهم مشاكل في ايصال الفكرة الصحيحة الي المستمع او .المشاهد و قس علي ذلك .
لماذا التفكيرباللغة الفارسية؟
ربما يتبادر الى اذهن القاري الكريم السؤال التالي وهو لماذا بالرغم من اننا عرب ونتحدث العربية لكن نفكر بالفارسية؟ فلا يخفي عن كل قاري لهذه الماده ان كل ما يوجد من مواد تعليمية ومناهج دراسية في المجتمع الايراني هو غير عربي ، كما ان جميع الوسائل الاعلامية هي الاخرى هي باللغة الفارسية و بالطبع ان مايتم من تفكير وثقافة لغوية يجري عبر اللغة السائدة في المجتمعات فلذلك لا اعتقد يبقي مكانا لتنمية العقلية العربية ، فبالرغم من اننا نتحدث اللغة العربية الدارجة التي ورثناها بصورة شفاهية وذلك بفضل ابائنا وامهاتنا الذين كانوا لم يجدون غيرها انذاك ,فانا لانتعلم اللغة العربية بصورة اكادمية ولا عبر مناهج تعليمية بل بصورة تقليدية و غير رسمية ولم نقراء الكتب العربية من ادب وتاريخ وثقافة عربية فاذن المادة الفكرية التي تتغذي بها اذهاننا تصلنا عبر المواد المكتوبة او المسموعة اي المخزون الثقافي والتي نتلقاها بالفارسية والتي تتداول في المجتمع الايراني اذن فهنالك ثقافة وذاكرة تاريخية تجمعنا بالمجتمع الايراني اي الفكر الفارسي.
ماهو نصيب مخزوننا الثقافي من اللغة العربية؟
فكما اشرنا سلفا ان كلما ماورثناه من اللغة عربية هو بفضل ابائنا وامهاتنا وكلما نتناقله من امثال وحكم وقصص عربية تلقيناه بصورة شفاهية و مشتتة سمعناها في حياتنا اليومية صدفة وقلما نجد موروث ثقافي او علمي مكتوب يخص المجتمع الاهوازي باللغة العربية لافي الماضي ولا في الحاضروان نري اهتمام و تحركات ثقافية هنا وهناك للحفاظ علي هذا الموروث الا اننا للاسف لم نجد اقلام كثيرة تدمع حرصا للتدوينها والحفاظ عليهاعن طريق كتابتها باللغة العربية ومن هنا يجب القول باننا نفتقر كثيرا الي الكتابات العربية في الماضي كما لانبادر كثيرا باالكتابة و التعريف بثقافتنا العربية او مخزوننا الثقافي حتي باللغة الفارسية في الحاضر ومن هنا نري بان المجتمع الاهوازي وان تحلي بذاكرته التاريخية بكل ما تضم في طياتها واحيي موروثه الثقافي الا انه لم نجد الكثير من هذا الموروث مكتوبا بل لازلنا نحافظ عليه شفاهيا بحيث لم نجد في ارشيفنا الثقافي والفكري المكتوب الا عدد ضئيل جدا من كتابات لا ياتي بحسبان المكتبات او الارشيفات العالمية لاو حتي الارشيفات العربية والجميل بانه بالرغم من وجود مواد وافكارقيمة لدي الكثير من المثقفين او المهتمين بهذا الامر لا نري منتجات فكرية مكتوبة لا بل نوع كسل او بالاحري هروب من كتابتها وتدوينها باللغة العربية ان صح التعبير .
لماذا الهروب من الكتابة باللغة العربية؟
سبق و اشرنا بان لا توجد مناهج دراسية ومواد تعليمية لابناء الاهوازوبناتها وبالطبع نحن لم نتعلم اللغة العربية بصورة اكاديمية اذن لم نتقن القراءة والكتابة باللغة العربية كما يجب لذلك لم يتجراء البعض الاهوازي الكتابة باللغة العربية خوفا من الوقوع في الاخطاء الصرفية والنحوية التي لم يسلم منها حتي اشقاءنا العرب في الوطن العربي الذين تعلموا باللغة العربية، لذلك نري الكثير من مثقفينا و العديد من المهتمين ذوي الافكار والاراء القيمة يخشون الكتابة باللغة العربية طوال السنين خشية من الخطا كما لانري حل عملي لهذا الامر في ظل الظروف التعليمية الراهنة في ايران تجاه اللغة العربية . وهكذا بقي موروثنا الفكري والثقافي شفهيا الي اجل غير مسمي متعلقا بقرار الحكومة الايرانية وتفعيلها لمادتي 15و19 من الدستور الايراني واللتان تنصان علي ضرورة تعليم لغات القوميات الغير فارسية بلغة الام في المدارس الرسمية.
وخلاصة الامر اذا استمرت بنا الامور هكذا لم تبقي من لغتنا وثقافتنا العربية الاعينها وسيصبح ما يتليها من لغة وثقافة وعقلية غير عربي اي فارسي ومن هنا يجب ان نذكر بضرورة الاهتمام بالكتابة والتفكير باللغة العربية كلغة القرآن و كما لا ننسي اجادتها للحديث والحفاظ علي موروثنا الثقافي والتاريخي من خلال تدوينه وكتابته بالعربية. فان ترك هذا الامر واهماله الي الشفاهيات قد يودي الي ضياع تاريخنا وموروثنا الثقافي الذي يضم هويتنا وسر وجودنا علي هذه الارض الطيبة وكماقال الشيخ زايد ال نهيان رحمه الله فالامة التي لاتراث لها لا ماضي لها.
.فلنستغل هذه المناسبة المباركة ولنعاهد انفسنا ان نجلل لغتنا في المجتمع الاهوازي ونكرمها وان نكثر من قرائتها وممارستها و ان لا نخشي الوقوع في اخطائها الصرفية والنحوية لان كل من يحاول ويبذل جهدا لامرما فلربما يخطا فان الذين لا يخطأون ابدا هم الذين لا يحاولون
توضيح
اللغة العارسية : المقصود بها الخلط بين اللغة الفارسية و العربية لدي بعض الاهوازيين
.