بقلم موسى الشريفي – ابدأ قولي حول الاستاذ يوسف عزيزي من نقطة اكاد ان اجزم ان الجميع لاسيما من بدأوا النضال حديثا يعرفونها أبدأوا من انتفاضة 15 نيسان المباركة التي تركت ارثا سياسيا و اجتماعيا وثقافيا لا يستهان به لقضيتنا العادلة و هو ما لم نتوقعه ونحلم به من قبل.
فداخليا جعلت هذه الانتفاضة الشعب الاهوازي اكثر وعيا وادراكا اما خارجيا فتمكنت التنظيمات الاهوازية (الاحوازية) من بسط نفوذها في المؤسسات الدولية وتأثيرها على قرارات سياسية بدأ من أدانات دولية لما ارتكبه النظام الايراني من سياسات قمعية ضد شعبنا الاعزل واخيرا وليس آخرا بالاجتماعات التي تعقد بين الحين والاخر في مراكز ومؤسسات دولية اهمها البرلمان الاوروبي و الامم المتحدة وغيرها .
و من البديهي ان الانتفاضة النيسانية لعام 2005 لم تكن وليدة لحظة انما حدثت بعدما عمل عليها داخليا وخارجيا . وتوج الدور الاساس في داخل الوطن عند بروز حزب الوفاق الذي دعمه الاستاذ يوسف عزيزي سرا وجهارا فكان يبرمج ويحضرويحاضر ويساهم في الندوات التي تعقد في اماكن حكومية وغير حكومية وهي كثيرا ما تكون تحت منظار الاستخبارات الايرانية.
فالكلام عن يوسف عزيزي ليس سهلا فهو ناضل من اجل القضيته الاهوازية منذ بداية حياته بكل امكاناته وطاقاته ولعله كان من اول اسهاماته تلك الكراسة الثمينة التى نشرها على عهد الشاه 1977- 1978 تحت عنوان “قضية الشعب العربى فى الاهواز” و ايضا خطبته المعروفة لدى المتابعين فى مصفى عبادان فى نفس السنة وامام اعيون السافاك الظالم المرعب ، فى تلك الحقبة الزمنية التي كان الانتماء العربى عند الكثيرين يعد عيبا أثر الثقافة المعادية للعرب والعروبة فلايستطيع احد ان يتكلم عن عرب وحقوق وتأريخ لكن الاستاذ “ابو حنان” تكلم بكل شجاعة وبسالة ونشر كراسته القيمة وقال فى كلمته امام اعين السافاكيين دون خوف : ان الشيخ خزعل يعد الوثيقة الوحيده من تأريخنا المعاصر للحكم العربى وشعبنا يعتز بهذه الوثيقة ، قالها فى ظروف لم ولن يستطيع احد قولها خوفا من بطش الانظمة الايرانية في ذلك الزمن وحتى اليوم .
تعرض يوسف عزيزي فى عهد الشاه للسجن والضغط من اجل هذه المواقف المشرفة والمبادئ السامية و الانسانية كما كان فى ايام بعد الثورة من ابرز وأهم الشخصيات الاهوازية تأثيرا على الشارع الاهوازى وله الرصيد الجماهيرى الواسع والكبير خاصة بين الشباب من خلال ما قدمه من منشورات وكتابات ، فى ايام بعد الثورة ساهم وكان العمود الفقرى لنشرات الشعب مثل ” الكفاح ” والمنشورات الاخرى سرا و علنا فهو كان الفارس المقدام للقلم الاهوازى فى الساحة ومازال. وبعد نكبة المحمرة والتى تلتها الحرب الايرانية العراقية لم يبقى شيئا يذكر عن الشعب العربى الاهوازى من مآثر ثقافية او سياسية فدس النظام في المجتمع الاهوازى قضايا خرافية و حاول ترسيخها مثل الانجراف وراء الخرافات الطائفية والثقافة الدونية وصلت الى القسم بالخميني وغيره فأهملت ثقافتنا وتراثنا بكل معانى الاهمال وأخمدت الحركات وخنقت الاصوات وكان الصوت اللامع هو صوت في تلك الفترة المظلمة هو صوت يوسف عزيزي فى الوسط الاعلام الايرانى والعربى فكونه عضو فى رابطة كتاب العرب تمكن من نقل مايحمل شعبنا من خصوصية ثقافية وتأريخية الى لعالم العربى الذي كاد ان ينسى شعبنا العربي الاهوازي .
كما لعب دورا مؤثرا على القوى التقدمية فى الشارع الايرانى فى طهران فى تعريف مظلومية شعبنا ، فكان يصول ويجول فى ميدان النضال فى المؤتمرات والمقابلات والمحاضرات والبحوث عن الاهواز فى حين لم يجد الشاب الاهوازى المتعطش شئ عن تأريخه كى يرسخ رؤيته وانتمائة لارضه في حين ان تأريخنا مبعثر بين ذكريات الرحل والمورخين الذين مروا بالاهواز .
كتب يوسف ابو حنان واصبح مصدرا للكتابة عن تأريخنا وثقافتنا وحقا كما قال عنه احد شعرائنا : شلت مشداخ على اكتافك …
حمل “ابو حنان” قضيتنا بكل حجمها وخطورة تبنيها فى الظروف الصعبة واخذ على عاتقه كل المسؤلية تجاه طموحات ابناء شعبه دون أن يمل يوما أو يطلب تشجيعا من أحد .
و في يوم ما عندما كتب روايته ” حته وعيون شربت ” و “حته شط ومرداب ” كانت الرواية فى وقتها بمثابة مزنة مطر بللت صيف قلوب ابناء شعبه المتعطشة على معرفة رموزها التأريخية وأحيا يوسف حتة من جديد وكانت روايته اكثر التساقا وتأثيرا على قلوب وصدور الاهوازيين من كل البيانات التى اصدرتها التنظيمات الاهوازية طيلة حياتها السياسى المعاصر .
ان يوسف عزيزي و امثاله هم الذين أسسوا حجر الاساس للنهضة التوعوية فى الاهواز . ابو حنان الذى تحدى رفسنجانى بكل شجاعة وجرأة ورد عليه عندما نسب الاخير تسمية عربستان الى حزب البعث العراقى وهكذا المحمرة ، فرد عليه الاستاذ يوسف عزيزي فى جريدة شمس الاذربايجانية بعد ان تملصت الجرائد الكبرى في طهران من نشرها خوفا على مستقبلها والصدام مع رفسنجاني ومخابراته فقال له في ذلك الرد ان عربستان كانت قبل تأسيس الدولة العراقية الحديثة وهكذا المحمرة و نصح رفسنجاني بمراجعة وثائق الوزارة الخارجية كما انه تحدى ولايتى بنفس الطريقة حول تسمية شط العرب كانت تأتي تلك الردود من الاستاذ ابو حنان فى حين كانت العاصمة طهران فى كل صباح تشهد مسلسل الاغتيالات السياسية ولكن ابوحنان قد عاهد نفسه الى الاستمرار في هذا النضال ويصدق فيه قول الشاعر العربى :
سأنشر فى الورى ذكراك حتى يفوح بكل ناحية شذاك
نعم وطنية يوسف عزيزي وحامد الكناني وامثالهما هي مبدأ واخلاق والتزام وجهودهما الاعلامية هي رسالة وتنظير وفكر وعطاء وتنوير وموضوعية.
فالى من يصر على ضرب هذين العلمين الاهوازيين اقول ان الشجرة المثمرة تقذف فى الحجارة كما قا لها الشاعر العربى :
إذا اراد الله نشر فضيلة طويت أثار لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فى ما جاورت ماكان يعرف طيب عرف العود
اخيرا اشكر و اثمن جميع الجهود التي تبذل من اجل الوطن بمختلف المناهج الفكرية والتيارات الوطنية المخلصة .
موسى الشريفي