بقلم ناصر فهد الحيدري-اليوم و ببركة وجود الشبكة المعلوماتية توسعت حدود وسائل الاعلام و الاتصال حتى صار من السهل جدا أن يسجل و يدوّن المرء ما يريد أن يسجله و يدونه ,و بالطبع هذه الوسيلة ككل الوسائل لها ايجابيات و سلبيات . استخدام المتطفلين لها تعتبر نقطة سلبية مقابل الفوائد
الكثيرة التي تحملها هذه الوسيلة . من اهمها هذه الفوائد اتاحة استخدامها لدى الجميع بشكل متساوٍ و بتكلفة بسيطة تكاد تكون لا شي .هذه النافذة المهمة و المتنفس الراقي للكتابة كنا نتمناها في الداخل و اتيحت اليوم لنا لندوّن و نسجل آراءنا و دون رقابة أجهزة الحكومة الايرانية.
لو كانت هذه الوسيلة متاحة لدى اخواننا في الداخل بالتأكيد لكان الوضع الاعلامي لدينا غير هذا الذي نشاهده هنا في الخارج و لسدت الابواب على من لا يملك القدرة و المعرفة و اصبح يدّعي تمثيل الشعب بأكمله ,حيث هنالك توجد الطاقات السياسية و الادبية و الفنية و الاجتماعية التي تمتلك المعرفة .هكذا احتكرت عدّة خاصة يرتبط وجود حركاتها و جبهاتها بوجود صفحات الانترنت و لو قــُطع الانترنت لما وجدت لها شيئا يُذكر.أما الكتابات التي تنزلها فهي تؤخذ من الوكالات العربية الاخرى ,وحتى لا تزاحم نفسها و تراجع الاعلام الفارسي و تترجم منه ما يفيد لانها بالذات تفتقر للكتابة بكل اشكالها و تجهل جميع اللغات في العالم ان كانت فارسية ام عربية ام انجليزية.هذه المجموعات صنعت نفسها من الرماد و تصورتها ثم صدقتها و تريد من الآخرين تصديقها و لفقرها و ضعفها المتفاقم أنها تحسب كل ماتفعله عملا وطنيا و على هذا الاساس كل من وجـــــــّه النقد لها فهو غير وطني.أساسا لا توجد مجموعة او اشخاص لها القدسية و مصونة عن النقد ,فمادامت تظهر بأيّ شكل من الاشكال عليها ان تنتظر من الآخرين النقد.
فلايجوز لمجموعة تدّعي اليسارية و لا تعرف عنها شيئا او ترفع شعارات دينية و لا يجوز لمجموعة دينية لاتعرف عن الدين شيئا,هذه من أبسط البديهيات و لا تحتاج لبراهين و دلائل و على اصحابها ان يتقبلوا النقد و ان يكون لهم الردّ المقنع .النقد لايُرد عليه بالشتائم بل يطرح في الجلسات و يُحلل و يستخدم لتقوية المجموعة و ان لا تعرف ان تحلل و ترد فلتستعين بأصحاب الرأي او تتخذ السكوت سبيلا.
في دائرة الادب و الفن هناك الكثير ما يجدي التصريح به .فلما يُعرض نشيد وطني و تقول لمجموعة ان هذا النشيد لا يمتلك المواصفات الفنية فتنهال عليك التعليقات المسيئة لوجود أساس فكري قبلي صغير لدى هؤلاء و لما تكتب مقالا ينقد هذه التعليقات يتوسّل هؤلاء بأعزّ أصدقاءك كي يوقفون كتاباتك بحجج مختلفة و تأتيك الأتصالات الهاتفية و كأنها طلابة عشائرية,و المطلوب من الاخوة الذين يتصلون أن يكتبوا آراءهم و يسجلوها بدل أن تتبدل هذه الشبكة المعلوماتية و النافذة المتاحة لنا للتأليف لديوانية تُطرح و تحلّ فيها قضايا قبلية صغيرة .أنه من واجبنا أن نكتب و نوجـــــّه النقد للمجموعات و الاشخاص الذين نرى في أعمالهم نقصا و هذا يكون أفضل من ان نهزل منهم في مجالسنا الخاصة ,فالقضية ليست خارجة من شكلين :أما أن يصلحوا أنفسهم و يسعوا لتطويرها و هذا هو الغاية الكبرى أما ان يغضبوا و يزعلوا و يستمروا على اعوجاجهم وهذا علاوة على جلب الضرر لهم سوف نكون نحن قد عملنا بواجبنا تجاه قضايا تهمّ الجميع و عملنا بالتزامنا التاريخي.علينا نبحث في شتى السبل لنرى العمل الامثل و نستمع لآراء الجميع كي تتكون لدينا استراجية كبيرة و ينزل مستوى الخلافات مما على ماهو عليه الآن .
اليوم أذا قلت لشاعر أنك شاعر شعبي فلا تكتب الفصحى حتى تتعلم الصرف و النحو و الاوزان فأنك في الواقع نصحته و أخرجته من سكرته و ربما نبــــّهته من أصدقاء صفقوا له و قايسوه مع المتنبي و أمرؤ القيس مجاملة له .و أذا قلت لآخر غير شاعر هذه القصيدة ليست لك و ليس بالضرورة أن تكون شاعرا , فما تراه الا غاضبا حاقدا ,يكنّ لك الضغينة دون جدوى و يبحث عن فرصة يطعنك فيها.المسألة الأخرى هي التستر و لبس الاقنعة خلف الاسماء العجيبة الغريبة ,تجده يتخبأ خلف أسم خوفا من أن ينكشف الأمر و هو كالنعامة التي تخفي رأسها في الرمال و تظن أن لا أحد يراها , و الحجة أنه يسكن في الخليج و أن لديه خطّ ارتباط الى الداخل ,من حق الجميع أن يتسائل أذا كان هكذا فلماذا مواقعكم ميّتة؟ و لو اانا نعرف أن لا خليج في القصة.
و أقول: أن الناس بأعمالها و اليوم لاتخلو الساحة الاحوازية من الذين يعملون بصدق و اخلاص و هم ذو كفاءات علمية عالية و تنظيمات تستحقّ أن يقال عنها تنظيمات سياسية ناجحة و لا تختفي عن الوجود و أن أنقطعت خطوط الانترنت.