أنا ومحسن و الثوابت الوطنية


tazahorat-اخذت اعتاد  على تصفح احد المواقع الايرانية النشطة لأحد المنشقين الايرانيين في المنفى ففي صباح كل يوم أذهب إلى موقع السيد محسن الذي يعيش بلايأس في المنفى التي عادة ما تقهر الرجال و تكسر ارادتهم  .

فالسيد محسن صاحب هذا الموقع يعمل من أجل إصلاح نظام سياسي قائم في دولة موجودة ومعترف بها وبحدودها اسمها إيران، بمعنى ان السيد محسن لا يطالب بقلب النظام القائم في إيران أو تحرير شعب وتحرير ارض محتلة وبناء دولة مستقلة جديدة ، إنما  يطالب بإصلاح النظام فقط وان كان جذريا . ففي كل صباح أجد أن موقع السيد محسن الالكتروني متجدد ونشط  يحمل آخر الإخبار و الاحداث الجارية في ايران اضافة على التقارير والمقالات هذا فضلا عن كل تعليقاته  المصورة اليومية على موقع اليوتيوب وغالبا ما تتعدى العشرة دقائق  و يطرح في هذا الفيديو عدة نقاط  حول إيران و أهم أخبارها ويقوم بتحليلها  نقطة بعد نقطة كما يشارك السيد محسن في عدة قنوات تلفزيونية وإذاعية وتجري حوارات معه حول إيران و يشارك في برنامج أسبوعي مع شخصيات إيرانية أخرى يبث من قناة صوت امريكا الفضائية اضافة الى ذلك يقوم هذا الشخص بمراسلة الجهات المعنية بحقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني وأصحاب القرار السياسي  في الغرب بشكل مستمر وهذا بالطبع يحتاج الى تواصل مستمر مع الداخل الإيراني، فكل هذا النشاط  والعمل الدءوب للسيد محسن  فقط وفقط من أجل إصلاح نظام سياسي لا أكثر.

في المقابل أنا الذي أريد أن أحرر شعبي  وأحرر ارضي ،أنا الذي لا ناصر لي ولا معين، أريد أن أزيح قوة عسكرية مهيمنة على ارضي و تاريخي وحاضري .قوة تخندقت خلف سلطة سياسية ديكتاتورية عنصرية و دموية  وجلبت معها مجاميع شوفينية حاقدة  لتقف ضدي أنا العربي ،فاستوطنت في ارضي و حاولت محو هويتي ،حتى أصبحت هناك أكثر من قضية كركوكية مزروعة على ضفاف أنهري،فأنا داعية التحرر الملتزم بالثوابت الوطنية من أجل أن أصل إلى هدفي وأحقق كل مطالبي اكتفيت بشعار “لايشرفني أن أكون إيرانيا” ومع احترامي لقائله أن كان متلازما مع العمل لكن المعروف أن أغلبية من رفعوا هذا الشعار لازالوا متمسكين بالوثيقتين الإيرانيتين وهما الجنسية وجواز السفر ولله الحمد .

قال لي صديقي ذات يوم: أرى أن السيد محسن يعمل وكأنما يريد أن يقوم بتنفيذ مشروعك التحرري يا صديقي و أراء عملك وكأنما تريد أن تناضل من أجل إصلاح نظام لا أكثر!.

فقلت له لان في إيران وخارطتها لا توجد ناقة لنا ولا جمل يا رفيقي،فيجب أن نبتعد عن إيران و خارطتها ويجب أن لا نتابع أخبارها.

فقال لي: كيف يطاوعك عقلك ولا يؤنبك ضميرك وأنت الذي تركت هناك أمك وشقيقك وشقيقتك وشعبك وحتى أرضك التي أحببتها ونخلتك وذكريات طفولتك كلها نسيتها في هذه الخارطة،هل نسيت كل هذا؟أم توّجت نضالك بصمتك لان في صمتك لن تنكشف عورتك وعلقت كل آمالك على الانتظار لأنك تتوقع يأتي ملكا ليزيح لك عدوك من أرضك ويحرر وطنك و يتحقق شعارك.

و أضاف  صديقي:هل تتوقع أن مشاركتك في مظاهرة أم حضورك لمناسبة وطنية و أنت تحمل معك كل أعلامك لتقف أمام عمارة عالية في الغرب و تستعرض قوتك وتظهر عضلاتك وكأنما تريد أن تقول: لا صوت يعلوا فوق صوت المعركة ومن ثم عودتك إلى منزلك ومعك أعلامك و هي ملفوفة تحت أبطك لتضعها في مكان آمن بعيدا عن عيون أخوتك من الذين تعتبرهم متأيرنين ومنبطحين و متنكرين للثوابت الوطنية فقط لأنهم عملوا مثل ما عمل السيد محسن وتشبهوا به  في الجهد والمثابرة والعمل الجاد! هل تأتي لك هذه المشاركة بوطن يا صديقي!؟.

نقلا عن موقع كارون الثقافي

Check Also

رفيقنا المناضل مهدي ابو هيام الأحوازي

تلقينا في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي التغييرات الإيجابية في المكتب السياسي لحزبكم الموقر و الذي …