بقلم عويد العنزي – يعود تاريخ الاحواز أو (الاهواز) الى عصور سحيقة. وتجد ذكر الاهواز فى التاريخ العربي الاسلامي بشكل كبير كما فى كتاب (البداية والنهاية) وتاريخ الطبري وآثار البلاد واخبار العباد لزكريا بن محمد القزويني وجاء فى لسان العرب (الاهواز هي سبع كور بين البصرة وفارس لكل واحدة اسم وجمعها الاهواز).
سكنت قبيلة اياد العراقية وبنو انمار وربيعة وبنو ثعل وبكر بن وائل وبنو حنظلة وبنو تميم وبنو لخم وتغلب ارض الاحواز قبل الاسلام ويعود تاريخ الاهواز الى العهد العيلامي 4000 ق م.
وكان العيلاميون الساميون اول من استوطن الاحواز واستطاع العيلاميون اكتساح المملكة الاكادية واحتلال عاصمتها(اور) عام 2320 ق.م ثم خضعت للبابليين ثم الاشوريين وبعدها اقتسمها الكلدانيون والميديون ,ومن ثم غزاها الاخمينيون بقيادة (قورش) عام 539 ق.م.
وقام (قورش) المشهور (بذى الاكتاف) بحملة ابادة ضد العرب فعبر الخليج العربي الى شبه الجزيرة الى الاحساء والقطيف وقام بمذابح هائلة فيها ثم توغل فيها الى اليمن وقتل من تمكن منه من العرب ومثل بهم بقطع اكتافهم ولهذا اشتهر بلقب (ذى الاكتاف) وقام بتهجير القبائل وفرض عليهم الاقامة الجبرية .وعمد الى طمر المياه وردم الابار.وكان لشناعة هذه المثلى اثر سيئ فى نفوسهم ,وما يزال الفرس الى اليوم يفتخرون بجرائمه.
وعانت المنطقة من اولئك الولاة العتاة وكابدت الوانا من الاضطهاد والتنكيل. واشتهر منهم (ازاد فيروز بن جشيش) الملقب (بالمكعبر الفارسي) بفظاظته ووحشيته حيث انه كان يقطع ايدى العرب وارجلهم من خلاف وكاد ان يفني قبيلة بنى تميم عن بكرة ابيها، وكان العرب متفرقين يصعب عليهم التجمع لضرب الفرس الا فى اوقات قليلة مثل معركة (ذى قار) التى انتصر العرب فيها على العجم .
وبعد انتصار القادسية فتح ابو موسى الاشعري الاحواز وبقي الاقليم تحت الحكم الاسلامى من عام 637 الى عام 1258 تابعا للبصرة الى ايام الغزو المغولي ثم نشأت الدولة المعشعشية العربية من عام (1436الى عام 1724) واعترفت الدولتان الصفوية والعثمانية باستقلالها ثم نشأت الدولة الكعبية من عام 1724 الى عام 1925 وحافظت على استقلالها.
وبعد تأهيل نهر الكارون واعادة فتحه للتجارة وانشاء خطط للسكك الحديد ما جعل مدينة الاحواز نقطة تقاطع تجاري وفى عام 1897 الى عام 1925 حكمها الشيخ خزعل الكعبي الى أن غير اسمها الى الناصرية .
وفى عام 1920 خشيت بريطانيا من الدولة الكعبية فاتفقت مع ايران لاقصاء الشيخ الكعبى وضم الامارة العربية الى ايران حيث منح البريطانيون الامارة الغنية بالنفط الى ايران بعد اعتقال الامير خزعل على ظهر طراد بريطاني وتم احتلال امارة الاحواز منذ ذلك الحين.
المصدر : جريدة عالم اليوم