بقلم فاضل الاحوازي- في السنة الراحلة و الغير مأسوف على شبابها حدث أمر يبدو في ظاهره عادي جدا في عالم السياسة و الاستخبارات إلا انه كان في باطنه يحمل خبثا و كهن المخططين و المنفذين له .
قبل عام يا سادة يا كرام طالعتنا وسائل الإعلام بالمسئولين الإيرانيين و يا طالما ما تطالعنا بهم حتى أصبحنا نراهم عند كل وجبة طعام وفي الصحو والمنام و الأحلام و صرنا نتفرس في وجوههم أكثر ما نطالع وجوه صبياننا ، أقول خرج علينا هؤلاء المسئولين كأباليس الأرض دون سابق تقديم أو احم أو دستور ليعلنوا أنه تم اختطاف و ليس اختفاء العالم النووي شهرام أميري أثناء تأديته لمناسك العمرة ، و كان المتهم الرئيس في عملية الاختطاف هو المملكة العربية السعودية و الكومبارس هو الولايات المتحدة الأمريكية . و تمر الأيام مر السحاب لتعلن السفارة الباكستانية في واشنطن قبل أيام قلائل عن لجوء شهرام أميري إليها، حيث تمكن و بقدرة قادر أن يغافل السي آي ايه و الاف بي آي و مشتقاتهما و بنات عمومتهما من المخابرات الصهيونية و الغربية عموما ، و يلجأ إلى السفارة المذكورة ، و كأن أمريكا وكالة من غير بواب أو كأن من تتبعه من وقت خروجه من إيران إلى الأراضي المقدسة و استطاع السيطرة عليه هناك و خطفه و تهريبه إلى أمريكا قد غفل عنه هناك ليتمكن أميري من القيام بحركات جيمس بوند أو أن لديه طاقية الاخفا ليلبسها و يهرب من خاطفيه . و عند عودته الميمونة على أجنحة السلام يعلن أميري أنه مجرد اختصاصي في الفيزياء النووية و ليس عالما نوويا ، و أنه تم تعذيبه و ممارسة الضغوط عليه في أمريكا، ليلقى بعدها كل الترحيب في بلده و حاضنته طهران و يا سبحان الله و بطريق الصدفة المحضة و البريئة و بعد عودة أميري بأقل من أربع و عشرين ساعة تحدث تفجيرات زهدان و لم تكن تلك التفجيرات للفت الانتباه و التركيز عن مسرحية الاختطاف و العودة الميمونة لشهرام أميري و منعا للقيل و القال و كثرة السؤال في هذا الموضوع . ولكن حسبت لظرف المكان والزمان و الحظ لعب دوره.
إن حقيقة ما حدث وما يحدث في المنطقة و من السياق الهزلي لمجريات الأمور هو عبارة عن
مؤامرة خبيثة تحاك حبائلها بين الغرب و إيران بليل بينما نحن العرب نيام .
شهرام أميري لم يخطف من السعودية و السعودية بريئة من اختفائه براءة الذئب من دم حبيبنا يوسف عليه السلام و العملية كانت مدبرة بين فيلق القدس قسم أصحاب المهمات المستحيلة و السي آي ايه و ذلك لان إيران تواجه بعض الصعوبات و المشاكل التقنية في مواصلة برنامجها النووي و كانت بحاجة إلى بعض المساعدة في هذا الشأن و أبدت صاحبة الفزعات أمريكا ترحابها في مد يد العون و المساعدة و كان لا بد من ذهاب احد الخبراء إلى الولايات المتحدة الأمريكية لأخذ العلوم و التدريب في هذا المجال ،و حتى يشرعنوا ذهاب أميري إلى هناك كان لا بد لهم من إخراج مسرحية تتناسب مع هذا المقام و لا تحيدهم في نظر العرب الغافلين عن خطهم المعادي لأمريكا .
لقد خلصت أمريكا إيران من أهم أعدائها في المنطقة و هما صدام حسين في العراق و حركة طالبان في أفغانستان و سلمت بلد الأول منهما إلى عملاء إيران و الخارجين من تحت عباءتها ليعيثوا به شعوبية و طائفية ، و أيضا لا نزال نسمع نبرة تتعالى باسم الخليج الفارسي وبحرين الإيراني تهدأ أحيانا و تعلو أحيانا أخرى دون أي خوف أو وجل من صاحبة الصولات و الجولات في الخليج أمريكا مع أن هذا الخليج لو أضيف إلى ضفافه إقليم الاحواز حتى وان كانت إضافة خجولة لأصبح بحيرة عربية بامتياز و غير ذلك الكثير مما يعجز عن العد و ذلك كله لاقتسام غنائم حروبهما و غض الطرف عن ابتلاع قدس أقداس المسلمين من قبل الطرف الثالث في معادلة التآمر ضد العرب الصهاينة .
فهل بعد هذا كله هناك عداوة بين إيران و أمريكا، و هل صحيح أن العالم النووي الإيراني تم اختطافه أم أن كل ذلك عبارة عن ضحك على الذقون ؟
و كل مؤامرة و العرب بألف خير.