يعلو عليه أي حديث اخر، وتعيين الفريق لويد استون قائدا للعمليات الامريكية والسفير جيمس جيفري يدلل على ان واشنطن لها مخططها المستقبلي في عراق الغد، كما ان تعيين السفير الايراني الجديد حسن دانائي فر، وهو شخصية مهمة في الحرس الثوري الايراني ومعاد لتوجهات الأكراد العراقيين، لانه يعتبر ان هدف سياسة الاكراد
في شمال العراق هو التقسيم والانفصال، بما يؤكد التوجه العام للحكومة الايرانية بارسال شخصيات مهمة في الحرس الثوري لتولي منصب السفير في العراق.
وفي شهادته امام لجنة العلاقات الخارجية، اعتبر السفير الأمريكي الجديد في بغداد ان النظام الايراني يسعى الى «الوصول الى عراق ضعيف سياسياً والعمل على اضعاف التأثير الأمريكي»، وأكد ان «آلة ايرانية استخباراتية ودبلوماسية ضخمة تعمل لتحقيق هذا الهدف داخل بغداد وخارجها».
وفي التحليل السياسي لهذه التعيينات الجديدة، يمكن ملاحظة ان ايران تعتبر العراق احتياطا استراتيجيا لها في مواجهة العقوبات الامريكية، فيما ترى واشنطن في العراق قوة نفطية ناهضة في الخليج العربي، ويمكن ان يلعب مستقبلا دورا هاما في امن المنطقة، لكن المفارقة الرئيسية لدى الطرفين ان استقرار العراق مازال مهددا بعدم
وجود وحدة وطنية تجمع برامج قادته السياسيين المنتخبين، فضلا عن تهديدات الجماعات المسلحة شيعية وسنية التي يمكن ان تفجر في اية لحظة حربا طائفية جديدة، والحل الوحيد المطروح امام واشنطن وطهران هو في تشكيل حكومة «وحدة وطنية» حسب تفسير كل منهما لهذا المفهوم، لذلك يبدو من الممكن القول ان الصراع الايراني –
الامريكي في العراق قد تحول من مساعي فرض النفوذ الى محاولات تثبيته كعرف دستوري، يستمر في تشكيل الحكومات المقبلة وفقا لنموذج تشكيل الحكومة المرتقبة، بما يبقي العراق ساحة للصراع حين الطلب، وهي مهمة شاقة على السياسيين العراقيين، وتبدو اكثر مشقة على السفيرين الجديدين وعلى قائد القوات الامريكية الجديد.
بغداد – مازن صاحب