الوطن الكويتية – تساهم دولة الكويت سنوياً بمبلغ مليون دولار لصالح المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وقد تقدمت مجموعة من العائلات الاحوازية العربية المقيمة في دولة الكويت والهاربة من بطش النظام الفارسي الشمولي الحاكم في طهران ومطاردة جلاوزة ذلك النظام الديكتاتوري التسلطي، تقدمت بطلبات إلى المفوضية لكي تمنحهم حق اللجوء
والتوطين في بلد ثالث لحمايتهم، ومنذ أن فتحت تلك العائلات العربية –التي تحمل وثائق سفر إيرانية- ملفات في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عام 2005 وقبول عدد منهم كلاجئين عام 2007 إلا أن المفوضية لم تبد أية نية أو جهد أو مؤشر لنقل تلك العائلات الى البلدان التي قبلت بلجوئهم إليها واستيطانهم فيها حتى الآن وبعد مرور أكثر من خمس سنوات.
تقيم تلك العائلات ذات الاصول القبلية العربية في دولة الكويت طبقاً لبنود قانون الاقامة ويعمل معيلوها في مهن شريفة متواضعة توفر لهم بالكاد ما يقيم أودهم ويضمن لهم عيشاً شريفاً ودخلاً بسيطاً يسد رمقهم، وتواجههم صعوبات وأزمات مالية قاسية، كما يحول شظف العيش دون تسجيل أبنائهم في المدارس كما أن أشد ما يشغل بالهم ويعكر صفو عيشهم عندما تنتهي مدة صلاحية إقامتهم في دولة الكويت ويحتارون بين أمرين أحلاهما مر فدخولهم المالية المتواضعة لا تفي أحياناً بالمتطلبات المادية لكفلائهم لتجديد أو تمديد صلاحية إقامتهم في البلاد، ولا يريد معيلو تلك العائلات الأحوازية العربية الفارة من بطش وسطوة النظام الفارسي الشمولي الحاكم في طهران أن يقعوا تحت طائلة الجزاء بمخالفتهم شروط وبنود قانون الاقامة بعدم تجديد أو تمديد إقامتهم.
تقوم تلك العائلات بشكل يومي أو أسبوعي في دولة مكاتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عن طريق الفاكس لإيصال معاناتهم ونقل مآسيهم ولكن دون جدوى، إذ لم يحدث أي تحرك أو مسعى أو مؤشر- على الرغم من مرور أكثر من خمس سنوات- يدل على قرب وجود مخرج أو انفراج لتلك الأزمة المتفاقمة يوماً بعد يوم، فهل من مغيث أو منجد أو معين لهؤلاء المستغيثين؟!
إننا نرفع أصواتنا مناشدين المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ومن يملك صلاحيات التأثير عليها أن يضعوا حداً لمعاناة عائلات أحوازية عربية تجمعنا بهم رابطة الدين واللغة والاصول التاريخية المشتركة والمصير الواحد حيث اننا مثلهم في دول الخليج العربي نجابه عدواً لدوداً وخصماً شرساً أجمع العالم بأسره على نبذه ومجابهته والتصدي له، ألا وهو «ديكتاتورية إيران الفارسية» ونظامها الشمولي المستبد الحاكم في طهران، فلا تجعلوا تلك العائلات الأحوازية العربية اللائذة بحمانا والمستجيرة بنا من ظلم النظام الفارسي وبطشه وسطوته «كالمستجير من الرمضاء بالنار»، بل إن واجب الأخوة العربية يحتم علينا أن نقف معهم ونرفع أصواتنا معهم مناشدين المفوضية السامية لشؤون اللاجئين سرعة البت في طلباتهم وإنهاء معاناتهم التي طال عليها الأمد.
لقد حملتني تلك العائلات أمانة نقل وإيصال صوتهم الى الجهات المعنية بهذا الخصوص وهأنذا أخلع ربقة تلك الأمانة من عنقي وأضعها في أعناق المسؤولين في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وأناشدهم أن يضعوا حداً لمعاناة عائلات أجبرتهم ظروف الحياة القاسية والفرار من بطش وسطوة عدو لدود شرس أن يلجؤوا إليكم طلباً للجوء والتوطين في بلد ثالث.
عبدالله الهدلق
aalhadlaq@alwatan.com.kw