واشنطن- أحمد الشيتي
الجالية التي نفتها الثورة إلى الغرب
تعد الجالية الإيرانية واحدة من أكبر التجمعات المدينة -قادمة من الشرق الأوسط- تواجداً في الولايات المتحدة, خصوصا بعدما خلعت الثورة الإسلامية الإيرانية عام
1979م نظام شاه إيران، حيث تخوف الكثير من الإيرانيين من البقاء و العيش في كنف حكومة تكون السيادة فيها – أيديولوجيا- للعمامة دون ربطة العنق فبعد أن أستُبدل في أواخر عقد السبعينيات من القرن الماضي نظام (فخامة) الشاه بنظام (آية الله) الخُميني، دُفعت أعدادا كبيرة من الإيرانيين للفرار حذر التصفيات والقتل إلى دول كفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، لكي يكونوا في مأمن من الإيديولوجيات الدينية القاتمة بحسب تعبيرهم. وفي لقاء مع رواد الجالية الإيرانية في ولاية فرجينيا أكد على مهدوي (66عاما) : جئت إلى هنا وعمري37 عاما هارباً من بطش الأنظمة القمعية والأحكام التعسفية بعد انتهاء عهد الشاه، يقول إن ” إيران اليوم لم تعد إيران التي ولدت وعشت فيها, ها أنا ذا أتابع ما يحدث في إيران, فحملة ما بعد الانتخابات القمعية جاءت لكي يغلق نجاد ملف الانتخابات فنشط بملف اليورانيوم “. ويقول تقرير لهيومن رايتس ووتش الذي صدر بُعيد الانتخابات الإيرانية الأخيرة إن ” الحرس الثوري الإيراني، وقوات الباسيج والشرطة دأبوا على الاعتقال التعسفي لآلاف المتظاهرين والمنشقين السلميين، ومنهم طُلاب وناشطات بمجال حقوق المرأة ومحامين وناشطين بارزين بمجال حقوق الإنسان، في جهد واضح لترهيب المنتقدين وكتم أصوات المنشقين”. من جانبه أكد حسن قاسمي (69عاما) مدينة فينا ولاية فرجينيا “أن الاستهداف المنهجي والقاسي للمتظاهرين والمنتقدين للحكومة من قبل قوات الأمن يُظهر أن حملة النظام القمعية ليست إلا محاولة لإسكات أصوات المنشقين”، وأضاف: ” اليوم تريد أن تقنعنا حكومة أحمدي نجاد بأنها قادرة على إدارة دفة بلاد تعاني التعسف والقهر, كيف يكون هذا؟ “. وأكد رؤوف فريد (64عاما) مدينة فير فاكس في ولاية فرجينيا قائلا” الكثير ممن تم اعتقالهم تعرضوا للضرب والتعذيب والقتل حكومة الشاه كانت مدنية تحترم كل الطوائف أما اليوم فلم يعد هنالك مسجد سني واحد في طهران والفضل للحكومات الإسلامية المتعاقبة طبعا”. وأضاف فريد بالقول : الأنباء التي وصلت إلينا عن نائب المدعي العام (رجل الدين) سعيد مرتضاوي تفيد بأنه كان مسؤولاً بشكل مباشر عن قتل عشرات المحتجزين في سجن كاهريزاك، الذي أمر القضاء بإغلاقه قبل ثلاثة أعوام لكنه لم يغلق حتى الآن لكي يكون مطبخ دم”. و يذكر محمدي توفيق 55 عاما مدينة فلستشيرتش في ولاية فرجينيا وهو مواطن سني من منطقة الأحواز في إيران ” إن قوات الأمن تضايق بشكل منهجي أعضاء الأقليات الدينية، من السنة والبهائيين، وحملات اعتقال وتعذيب طالت الأكراد و البلوش، إضافة إلى نشطاء سياسيين بتوجهات مختلفة, سطوة أحمدي نجاد تمثل إرادة إبادة لا حكومة سيادة. وتشير تقارير دولية في مجال حقوق الإنسان إلى أن إيران البلد الأعلى في معدلات الإعدام لعام 2009. حيث أفادت التقارير بأن إيران المنتهك الأول عالمياً للحظر على عقوبة الإعدام بحق الأحداث، بعد أن نفذت ثلاث عمليات إعدام هذا العام بحق أحداثِ لم يتجاوزوا سن (18 عاما) وهم ملا غول حسن، وديلارا دربي، وبهنود شوجاي”.