رجل دين إيراني: منح خامنئي لقب “ولي أمر المسلمين” ادعاء كاذب

دبي- ايليا جزائري

قال رجل الدين الإيراني المعارض محسن كديور إن صفة ” ولي أمر المسلمين ” التي تطلق على مرشد الجمهورية الايرانية ليست إلا محض ادعاء. و يعد الباحث والكاتب والمفكر الاسلامي من أقطاب المعارضة الايرانية الذين لجؤوا الى الخارج خلال السنوات الماضية بعد ما قضى عدة سنين في السجن بسبب انتقاداته ومقالاته التي نشرتهاMohsen_Kadivar

له الصحف الاصلاحية. ووصف كديور في مقابلة خاصة مع “العربيه. نت” ولاية الفقيه بانها حكم مطلق على غرار سيطرة الكنائس في القرون الوسطى معتبرا ان الاصلاح في إيران يأتي بواسطة النشاط المدني ورفع مستوى وعي الشعب. وقال إن الحركة الخضرء تهدف الى استعادة حقوق الشعب في الحكم والاهتمام بالمصالح القومية والمشاركة في اتخاذا القرارات و سيادة القانون، واصفا قرار قادة المعارضة بالغاء المظاهرة الاحتجاجية في ذكرى عقد الانتخابات الرئاسية الايرانية بأنه قرارحكيم أدى إلى” إبطال مفعول مؤامرات الحكم المستبد “. وأكد أن السلطات كانت قد أعدت العدة لقمع الاحتجاجات على غرار ما حدث أيام حكم الشاه ولكن وعي قادة الحركة أفشل مخططهم، مشددا على أن ” الاستعدادات الأمنية غير المسبوقة في تاريخ الجمهورية الاسلامية والاجواء الامنية والبوليسية والعسكرية تعد خير دليل على قوة الحركة الخضراء وأن الذعر الذي بثته الحركة بين السلطات يؤكد قوتها مقارنة بالعام الماضي مع بداية انطلاقها”.

اغلاق مكتب منتظري

وبشأن إغلاق السلطات الإيرانية مكتب المرجع الشيعي الراحل آية الله حسين علي منتظري، قال كديور: ” إن السلطات تخشى من منتظري حتى بعد موته لذا شنت هجوما على بيته وختمت عليه بالشمع الاحمر”، مضيفا ان منتظري قد طلب براءة ذمته قبل وفاته بقوله ” اطلب من الشعب قبول اعتذاري حيث ان ما نشهده الان لم يكن متطابقا مع ما كنا نطمح اليه إنها ولاية العسكر وليس الفقيه”، وهنا تجدر الإشارة إلى أن كديور يعد أحد أبرز تلامذة منتظري بصفته واضعا لنظرية ولاية الفقيه.

واعتبر ان دعم منتظري للحركة الخضراء قد ادى الى استقطاب شرائح المجتمع كما أن مكتبه استمر بنشاطه لنشر آثاره والرد على اي هجوم يطلق ضده بعد وفاته، مشددا على أن اغلاق المكتب شكل هذا وصمة عار في جبين الجمهورية الاسلامية والاستبداد الديني.”

واضاف ان ” الجمهورية الاسلامية تريد احتكار الاسلام في ايران وباقي البلدان الاسلامية بل في جميع انحاء العالم، ومنح لقب ولي امرالمسلمين لخامنئي ليس وراءه شيء إلا ادعاءات كبيرة.”

واعتبر أن ولاية الفقيه ليس أمامها إلا 3 خيارات إما الاستمرار بالقمع لتسلك مسار باقي الدكتاتوريات في العالم أو تتحول إلى مسؤولية رمزية ومثالا للوحدة الوطنية فقط وتترك الساحة السياسية للممثلين الحقيقيين للشعب أو تسلك نهجا بين هذين الخيارين و تترك القرار بالتدريج للشعب.

ورفض الاتهامات التي تطلقها السلطات بشان ارتباط المحتجين بالقوى الخارجية، قائلا ” ان الحكومات المستبدة تتخذ عادة هذه السياسات أمام الحركات المعارضة”، مردفا: ” انني اعرف قادة الحركة جيدا فـ(ميرحسين موسوي) يهتم أكثر من خامنئي و احمدي نجاد وقادة الحرس الثوري بالمصالح الوطنية، وأشهد أن خاتمي وكروبي ورفسنجاني يهتمون كثيرا باستقلال البلاد وبالتالي لا يمكن لصق وصمة العمالة بأي منهم”.

وقال كديور ان ” الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي لم يهتما بالديمقراطية وحقوق الانسان في ايران والشرق الاوسط وباقي بلدان العالم و ان شغلهم الشاغل هو مصالحهم القومية، متابعا: “الديمقراطية ليست بضاعة تشحن بواسطة حقائب الجنود الاميركان او السفن الاوروبية الى المنطقة لأنها تنبع من الارادة الشعبية و الاداء السياسي والاقتصادي والثقافي للشعب ذاته”.

Check Also

الإضربات ودورها في إسقاط الأنظمة الديكتاتورية

الإضربات ودورها في إسقاط الأنظمة الديكتاتورية علي شبيبي لعبت الاضرابات التي قام بها العاملون في …