الرقم: 162
التاريخ: 21 حزيران(يونيو) 2010
نفذت السلطات الايرانية صباح امس الاحد حكم الاعدام شنقا بزعيم جماعة جند الله البلوشية عبدالمالك ريغي في سجن ايفين بطهران. وكما هو الحال في كل مرة فقد اعلنت السلطات ان عبد المالك ريغي ادين بتهمة “العداء للثورة ومحاربة الله وتهديد الامن القومي .. والقيام بعمليات ارهابية” وغيرها من التهم التي طالما وجهت لالاف المواطنين الايرانيين وابناء الشعوب الايرانية طوال العقود الاخيرة من عمر الجمهورية الاسلامية
.
قد لانتفق مع اساليب وممارسات وتكتيك جماعة جند الله لكن في نفس الوقت نؤكد ان نظام الجمهورية الاسلامية ليس في موقع يسمح له بالحكم على من هو ارهابي ومن هو غير ارهابي واصدار احكام اعدام بحق الابرياء في محاكم لا ترقى الى المستوى الادنى المتعارف عليه دوليا ولاتنطبق عليها المعايير الدولية المطلوبة. هذا من جهة، ومن جهة اخرى فان نظام الجمهورية الاسلامية الذي يتهم “جند الله” بارتكاب “اعمال ارهابية” هو نفسه مارس ولا زال يمارس كافة انواع القمع والاضطهاد بحق الشعب البلوشي والشعوب الايرانية طوال الثلاثين عاما الماضية واعدم الالاف بغير حق وخاصة في السنوات الاخيرة واحداث ما بعد الانتخابات، حتى انه فاز، وفقا لتقارير منظمات حقوقية، بلقب صاحب المرتبة الاولى بعد الصين من حيث عدد الاعدامات.
لسنا هنا بصدد شرح ظروف وملابسات ظهور الحركات المسلحة في ايران وخاصة في المناطق التي تسكنها اقليات قومية لكن من المؤكد ان هناك تفاعلات تاريخية وتظلمات قومية تراكمت على مر العقود لدى الشعوب غير الفارسية في ايران، أوصلت الاوضاع الى ما هي عليه الان.
ليس خفيا على احد ان اقليم بلوشستان ايران يعاني درجة كبيرة من الاهمال ويمر، وباعتراف المسؤولين الايرانيين انفسهم، بظروف اقتصادية ومعيشية صعبة للغاية ويتفشى فيه الفقر والحرمان والبطالة على اوسع نطاق وبشكل حاد حتى مقارنة بباقي مناطق ايران الفقيرة. أضف الى ذلك ان الاضطهاد القومي والمذهبي الذي يعانيه المواطنون البلوش من اهل السنة الذين يشكلون غالبية السكان في اقليم سيستان وبلوشستان هو لايقل شراسة مما تعانيه القوميات الاخرى في باقي الاقاليم الايرانية. كل هذا ادى وسيؤدي الى مزيد من الغضب والاستياء بين ابناء الشعب البلوشي.
ان عمليات القمع والاعدام لم ولن تعالج الاوضاع المتازمة هناك وبالتاكيد لن تضع حدا لاستمرار او ظهور حركات مسلحة تلجأ الى ممارسة العنف وما تسميه السلطات “الارهاب” ضد الجمهورية الاسلامية.
لذا فانطلاقا من مبدأ معارضة عقوبة الاعدام بكل اشكالها ونظرا لان الدلائل تشير الى ان عملية الاعدام تمت في ظروف غامضة وان المحاكمة جرت في اجواء سرية ولم تتوفر فيها المعايير الدولية للمحاكمات العادلة، تدين منظمة حقوق الانسان الاهوازية بشدة تنفيد حكم الاعدام بحق السيد عبدالمالك ريغي وتدعو كافة منظمات حقوق الانسان الايرانية والاقليمية والدولية لاعلان شجبها واستنكارها لهذا الاجراء الظالم ومطالبة السلطات الايرانية بوقف الاعدامات التعسفية بحق ابناء الشعوب الايرانية.
منظمة حقوق الإنسان الأهوازية