هل كانت الانتفاضة النيسانية مخططاً لها؟/ بقلم: كاظم مجدم

إذا أردنا أن نحلل الانتفاضة التي اندلعت يوم الخامس عشر من نيسان سنة 2005م وما افرزتها من أحداث لاحقا على الساحة الاهوازية، ونعدها من ضمن الانتفاضات التي قامت بها الشعوب المضطهدة لنيل حريتها وكرامتها ورفع الظلم عنها، فلابد أن نجيب على عدة اسئلة منها:kazeem__mohammad

اولا، هل تم التخطيط للانتفاضة قبل أندلاعها؟ وإذا كان الجواب نعم، مَن أولئك الذين خططوا لها؟ وماهي اهدافهم السياسية من وراء دعوة الناس الى التظاهر؟ وما هي الظروف والمستجدات التي قادتهم الى التفكير للقيام بمثل هذا العمل؟

ثانيا، إذا سلمنا بأن الوثيقة السيئة الصيت التي سربت من مكتب ابطحي مدير مكتب رئيس الجمهورية السابق والرامية الى تغيير النسيج السكاني العربي في اقليم الاهواز لصالح غير العرب، كما وصفها الاخوة الاهوازيين في كتاباتهم، هي بمثابة الشرارة التي اشعلت نار الانتفاضة أو الشرارة التي فجرت الوضع، فمَـن الذي سرب هذه الوثيقة؟

 

  1. هل صحيح أن ما يردده بعض الاصلاحيين من أن المتشددين الايرانيين هم من زوّر وسرب الوثيقة؟

     

    (2) من هي تلك الجهة التي وزعت الوثيقة؟ هل مسربو الوثيقة هم موزعوها؟ ومن ارسل نسخة منها الى الاخوة في منظمة حقوق الانسان الاهوازية؟ من قام بترجمتها الى العربية لاول مرة؟(3)

 

 

ثالثا، مَن الذي خطط ونسق للمظاهرات التي أندلعت يوم الجمعة المصادف 15 نيسان 2005م؟ من أخبر موقع عربستان قبل عدة أيام من وقوع المظاهرة؟(4) من كتب ووزع البيانين رقم واحد ورقم أثنين قبل الاحداث؟)5) البيانان اللذان ركزا على فضح أبعاد المخطط الاجرامي ضد العرب وذكرهما مدير دائرة الاستخبارات في الاقليم!(6)

رابعا، اذا رجعنا الى مقولة الشرارة التي فجرت الوضع، وان انتفاضة الخامس عشر من نيسان كانت أمرأ محتوماً لابد منه كما يصفها الاخوة المقيمون في خارج الاهواز ويقولون دائما حدوث الانتفاضة كان لعاملين الاول القمع والاضطهاد المستمر والثاني الصحوة الاهوازية القومية والوطنية المتنامية… فنتساءل هنا يا ترى من ساهم بتنامي هذا الوعي القومي حتى يصبح الوضع قابل للانفجار بهذا الحجم؟

هل هناك دورا للحراك السياسي والثقافي التي انبثق عقب وصول خاتمي لسدة الرئاسة في ايران واستمر هذا الحراك لـ 8 سنوات أم لا؟ لماذا يتجاهلوا الاخوة الحزب المؤسس لكل ذلك الحراك والمساهم بتلك الصحوة التي يتحدثون عنها في كتاباتهم؟

خامساً، إذا قارنا الوضع السائد اليوم في الاهواز وما كان عليه قبل الانتفاضة النيسانية، نجد أن مستوى الوعي السياسي على رغم تصاعد حدة القمع والكبت، ارتفع أكثر مما كان عليه عند وقوع الاحداث ولو أخذنا استنتاج الاخوة المستنبط من كتاباتهم والقائل بأن سبب اندلاع الانتفاضة انما هو استمرار الحرمان والتهجير والظلم من جهة، وازدياد الوعي السياسي من جهة أخرى، ألا يحق لنا إذن نتساءل، كيف أدى هذان العاملان وحدهما الى تأزم الموقف؟

لماذا لا تحدث انتفاضة في الوقت الحالى طالما شروطها العينية والموضوعية (القمع والوعي، حسب رأيهم) متوفرة؟ ألا يرى هؤلاء بأن عدم وقوع انتفاضة في الظروف الحالية ينسف استنتاجهم من الاساس ويثبت بأن انتفاضة بذلك الحجم تحتاج لتوافر عامل اساسي أخر تغافلوا عن ذكره ألا وهو العامل الذاتي؟!

في مقالٍ(7) متواضعٍ سابقٍ بنفسِ المناسبة الكريمة هذه؛ مناسبة ذكرى انتفاضة 15 نيسان 2005م، شرحت بإسهاب ان الانتفاضة النيسانية ما كانت نتيجةً لحدثٍ عابرٍ أو لردةٍ فعلٍ غاضبةٍ تجاه تصرف أهوج من قبل النظام وجلاوزته بل أندلعت الأنتفاضة بعد سلسلة من المداولات والحوارات واستنتاجات مبنية على دراسات جامعية وجس نبض الشارع من خلال الاستطلاعات الرأي) حيث كان للنخبة من الطلبة العرب الجامعيين مساهمة كبرى في ذلك.


وقد افادت هذه الدراسات بجهوزية الشارع الاهوازي الاهوازي لاي دعوة للتظاهر، لسببين اولهما تصاعد حدة الغضب الجماهيري على خلفية استمرار الحرمان والقمع على رغم الشعارات الاصلاحية التي يرفعها الاصلاحيون الحكوميون وثانيهما تزايد الوعي القومي نتيجة الحراك القومي في الاقليم أنذاك.

 

والنتائج الفعلية للانتفاضة (مثل وسعها، استمراريتها، سلميتها، الفئات العمرية المختلفة التي شاركت بها، اساليبها الاحتجاجية المتنوعة مثل توظيف الشعر والموسيقى الحماسية، الفعاليات الثقافية التي حاولت تخليدها و…) أكدت بكل وضوح ان لايمكن تصنيفها ـ كما صنفتها اجهزة امن النظام وبعض كتابات لصحفيين عنصريين ـ ضمن أعمال الشغب أو اعمال عنف عمياء تارة أو بفعل عامل خارجي جاء من وراء الحدود تارة أخرى …

تبعات الوخيمة لاستمرار سكوت المحللون عن ذكر المخططون الاوائل واهدافهم!

لا اريد اضيف شيئا على ما كتبه الاخوة الاهوازيين حول نتائج الانتفاضة وما افرزتها من تداعيات على الساحة الداخلية والخارجية فهؤلاء الاخوة قاموا بما فيه الكفاية في هذا المجال وجزاهم الله خيرا. اما ما حاولت في كتابة هذه السطور المتواضعة الإشارة اليه هو ذلك الجانب الهام الذي ظل بعيدا عن الدراسة والبحث وارى اذا استمرت كتابات الاخوة المهتمون على هذا المنوال وهو الاسهاب في نتائج الانتفاضة فقط، سيحصل لبسٌ في فهم حقيقة الانتفاضة خاصة عند الاجيال الحديثة الاهوازية والقارئ العربي غير الملم بالساحة السياسية الاهوازية ويعتبر حدوث الانتفاضة كان أمر عفوياً …

كما لايجوز وضع مسؤولية هذا اللبس على كاهل هؤلاء الاخوة وبسبب بسيط وهو عدم اطلاع هؤلاء الكتاب عن هذا الجانب الذي لم ينشر عنه الشيء الكثير لحد الآن.

اقصد بالذات تلك الحوارات والدراسات والاحداث التي ادت الى تبني استراتيجية جديدة من قبل بعض النشطاء السياسيين العرب في حزب الوفاق لمعالجة استمرار تراجع الاصلاحيين أمام المتشددين وتخاذلهم وتفويتهم الفرص لإصلاح النظام والايفاء بوعودهم الانتخابية تجاه العرب. منظروا هذه الاستراتيجية الجديدة كانوا يقولون بان لافائدة في تحديد مشاركة الشعب السياسية بصناديق الانتخابات وتوظيف الشعارات القومية من اجل الوصول الى المناصب الحكومية! وكما سنرى لاحقاً ان تبني هذه الاستراتيجية ادى الى التخطيط للانتفاضة النيسانية.

كيف تبلورة الاستراتيجية الجديدة؟

لاحظا بعض النشطاء السياسيين في حركة الوفاق وخارجها اثناء الفعاليات الانتخابية والثقافية للحركة، تزايد في اقبال الجماهير العربية للحضور في الاحتفالات والندوات وسائر نشاطات الدعائية والثقافية مثل المشاركة في تأسيس الجمعيات غيرالحكومية، اقامت معارض للتراث العربي الاهوازي، وخاصة الشعر والموسيقى، قراءة الكتب و… كل هذا كان مؤشرا عن نمو مستمر في الوعي القومي لجماهير الاهواز وأهتمامها المتصاعد للعب دور اكبر على الساحة السياسية والثقافية في الاقليم وايضا ميل هذه الجماهير للتعبير عن ذاتها وهويتها العربية والمطالبة بحقوقها المغتصبة.

ولكن أختلفت وجهات النظر في تقدير نسبة هذا الوعي لدى الشرائح المجتمع العربي. فكان يرى المرحوم محمد واصدقائه المقربين الذين أسسوا في ما بعد ما عرف بـالتيار الوطني الديمقراطي العربي الاهوازيان نسبة هذا الوعي تصل في بعض المناطق الاقليم الى 70 بالمئة احيانا. بينما كنا نرى نحن في حزب الوفاق في هذا التخمين شيئا من المبالغة.

والموضوع الثاني الذي جرى نقاشا حادا حوله هو تحديد المرحلة التي يمر بها الشعب، وامكانية الاستمرار بسياسة دعم الاصلاحيين أو تغيير هذه السياسة الى سياسة أخرى تقول بنقد الاصلاحيين. فالاخوة في التيار، كانوا يصرون على ضرورة التغيير في استراتيجية حزب الوفاق الداعية الى كسب المناصب الحكومية عبر صنايق الاقتراع والمشاركة في صنع القرار السياسي، الى سياسة اخرى وهي التأكيد على دور الجماهير واشراكها بشكل مباشر وغيرها من امور السياسية والاجتماعية.

كما أكدوا على ضرورة الابتعاد عن الاصلاحيين واتخاذ سياسة مستقلة بعد ما اكتشف الامر عن ان ما يطرحه الاصلاحيون من شعارات هو من اجل كسب اصوات الانتخابية العربية والاصلاحيون لا يمتلكون اساسا اي استراتيجية لمعالجة القضايا القومية.

كان يراقب المرحوم محمد بنظرة ثاقبة كل تلك التطورات يومئذ ويحللها في ضوء نظريات علم الاجتماع ويقول،لم يُعد يتجاوب الخطاب السياسي لحزب الوفاق مع ما نشاهده من تنامي في الصحوة القومية عند الشعب“!

وعلى ضوء ما ورد يمكنني ان اذكر في هذا الشأن الجلسة التي عقدت في سنة 2002م وجمعت افرادا من حزب الوفاق من كلا الجانبين المختلفين(9). وهنا يمكن الاشارة الى مقالة نشرت في موقع عربستان أنذاك من قبل بعض اعضاء حزب الوفاق وتنقد رؤية هؤلاء الاخوة وتؤكد على ان وعي الشعب العربي على رغم التزايد الملحوظ، ينقصه التنظيم وقيادة كفوءة يثق بها الشعب .

اضافة الى ما ورد أنفاً وقعت بعد ذلك أحداث عززت موقف الاخوة المصرين على اتخاذ رؤية جديدة للتعاطي مع المستجدات الحديثة ونمت هذه الفكرة في اذهانهم ان الوقت قد حان لاشراك الجماهير العربية بالعملية السياسية مباشرة وخلق شارع ضاغط عبر حث الناس على النزول في الشوارع والتعبير عن مطالبهم بشكل علني لدفع السلطة الاصلاحية للايفاء بوعودها.

 

إن هذه الأحداث شكّل كل واحد منها مفصلا هاما وغير مسبوق في تاريخ النضال الاهوازي كما برهنت لنا، اكثر من ذي قبل، على ان الشارع الاهوازي مهيأ للحضور في الساحة السياسية وذلك بسبب عدد من المعطيات نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:

 

1- المظاهرات التي اندلعت اثر المداهمات الوحشية للمحلات بيع الاقراص المدمجة في حي الدائرة واستمرت لعدة ايام وعلى اثرها القى السيد جاسم التميمي كلمة في المجلس الشورى عبر فيها عن سخط الجماهير تجاه تصرفات قوات الامن غير المسؤولة والمقرونة بالعنف.

 

2- انتصار الساحق لمرشحو العرب في جميع دوائر الانتخابية للانتخابات المحلية في الاهواز مما أثار عجب كل المحللين والمتابعين للشان القوميات في ايران.

 

3- المظاهرات التي حدثت للتعبير عن رفض احتلال الامريكي للعراق اثناء الغزو الامريكي للعراق. صحيح ان النظام هو من دعا الى هذه المظاهرة ولكن الشباب المتعاطفين مع حزب الوفاق هم من نسق للمظاهرات وعيّن مسيراتها، هذه المسيرة كادت تخرج عن السيطرة خاصة عندما اندفعت الجماهير بقوة الى المكان المخصص لصلاة يوم الجمعة ولم تعتني بما يردد عبر مكبرات الصوت وما يطلبُ منها من شعارات ان ترفعها واستمرت بالهتافات المؤيدة للشعب العراقي والمناوئ للاحتلال الامريكي حيث استقلها الاهوازيون لتثبيت حضورهم بالساحة … وصل الامر الى ان رفعت العلمين العراقي والاهوازي في بعض المناطق التي سارت بها الحشود … هذه المظاهرة التي شارك بها الآلاف من العرب وكانت مظاهرة عربية بشعارات عربية ودفاعا عن قطر عربي الامر الذي اثار سخط المسؤولين في اجهزة الامن وقد لاحظنا ذلك من خلال الاستجوابات المتكررة بهذا الشأن مع المعتقلين في سجون الاستخبارات!

 

4- حضور الاهوازيين في كافة المناسبة كالمعايدات عيد الفطر والاضحى ومراسم تشيع بعض الشخصيات الدينية و…

 

5- تقاعس الاصلاحيين عن الايفاء بوعودهم وتراجعهم المستمر امام التيارالمتشدد الرجعي وبوادر افول نجمهم …

 

6- حضور الامريكان بقوة في المنطقة ومحاصرة ايران من كل الجهات مما كان ينذر بهجوم وشيك على ايران.

 

7- فشل مشروع حركة الوفاق ببناء مرجعية سياسية موحدة تعي خطورة المرحلة وتفي بالغرض وتستطيع تلعب دور المحور الذي يلتف حوله الجماهير ويرجع له الشعب في قرارته السياسية… كما هو معروف بان تراجع شعبية الاصلاحيين وخساراتهم المتكررة امام التيار المتشدد المرتجع، ادى الى تفكك حزب الوفاق وحدوث تشرذم واسع على الساحة السياسية الاهوازية الامر الذي فسح المجال امام ظهور تيارات اخرى لاتريد الركض خلف الاصلاحيين، كما وأثر هذا التشرذم ظهرت مجاميع كان يمسك زمامها الانتهازيون وتتاجر بالشعارات القومية!

ظهور الوثيقة الى العلن

 

 

وفي هذه الظروف العصيبة بدأ المرحوم محمد نواصري بتشاوراته مع بعض المجموعات التى بقت ملتزمة ولم يجرفها التيار الانتهازي ولم يغريها كسب المال … داخلا معهم في نقاش حاد وجدي لشرح خطورة المرحلة ومستجداتها وقال بالحرف الواحد نحن اكتشفنا مخططات اجرامية تجاه الشعب ومنها نوايا خبيثة لتغيير نسيج السكاني للاقليم بحيث حصلنا على وثيقة حكومية على قدر كبير من الخطورة وكنا نتظر اللحظة المناسبة لنضعها بين ايدي الشعب ليقول كلمته تجاهها!!

هذه الوثيقة التي تبرهن على نوايا النظام نحو تشجيع الاِستيطان الفارسي عبر مخطط مدروس في الاقليم من أجل تهجير العرب عن ارضهم والقضاء على هويتهم القومية كانت في حوزة المرحوم محمد ومجموعة صغيرة من رفاقه كما ذكرنا سابقا، فرأت هذه المجموعة التي كانت الوثيقة بحوزتها مدة أربع سنوات قبل الانتفاضة ولم تكن تنوي نشرها بهدف إعطاء قوى الإصلاحات فرصة كافية للإيفاء بوعودها، ولكن بعد ما خاب ظنهم وفشل كل مساعيهم وفاق صبرهم واستاءوا بسبب عدم تجاوب الإصلاحيين مع مطالبهم ومطالب الشعب العربي الأهوازي الحقة، فاستنكروا الوعود الخاوية والمماطلة الزائفة وانتهاز بعضهم تصديق العرب في وعودهم وصدقهم مع هذه القوى. فأرادوا التعبير عن هذا الاستياء وخيبة الأمل ـ وبالأخص استنكارهم لهذه الممارسات ـ من أجل إيصال رسالة واضحة المعالم للقوى السياسية الإصلاحية على أن العرب متواصلون مع نخبهم وبأن النخبة قادرة على حث الناس على النزول إلى الشارع والتعبير السلمي عن حقوقه المؤجلة والمسلوبة وبالتالي إبراز الهوية الوطنية الأهوازية والقومية العربية.

 

البدء بالتخطيط

كان المرحوم يردد باستمرار لاينبغي علينا ان نقف مكتوفي الايدي امام تخاذل الاصلاحيين واستغلال الوضع من قبل المشعوذين الذين ملاؤوا الساحة بصراخهم و… فلو استمر الوضع على ما هو عليه سوف تبتذل الشعارات القومية في عيون الناس ونخسر ثقة الناس تماما، ولابد من قلب الطاولة على رؤوس هؤلاء الحكوميين المتخاذلين واعوانهم من الانتهازيين! الامر الذي دفعه بعد ذلك هو ومناصريه الى التخطيط للبدء بشر الوثيقة المشؤومة على العلن ومن ثم التحضير للمظاهرات و… وقد شَرَعَ بكتابة بيانها الاول قبل شهر من اندلاعها …(10)

 

أشارة هامة

 

مما لاشك فيه ان الحديث عن الانتفاضة يتطلب الكثير من الوقت ولكن هنا اريد ان اشير الى مسالة على غاية من الاهمية وهي، مـَن يريد ان يحمّـل الانتفاضة اكثر من طاقاتها ويصفها على انها انتفاضة تحرير او اننا في الربع الساعة الاخيرة من التحرير، بتأكيد يسعى الى مسلك خطير ويريد أن يكتب التاريخ من جديد ويفسره كما يروق له لا كما حدث فعلا! وأوكد ان الانتفاضة جاءت ردا على سياسة الاستيطان الهادفة الى تغيير النسيج السكاني لابناء شعبنا ولايقاف هذه السياسة … فالبينات الصادرة عن القيادات الميدانية للانتفاضة تؤكد على هذا الامر بوضوح، لان مسالة التحرير ومشاريع طوبائية أخرى من هذا القبيل، على غاية كبيرة من التتعقيد ولابد من تظافر عدة عوامل سواء على الصعيد الداخلي او الخارجي لانجحها وهذا ما كان يفكروا به المخططون وكان خارج عن قدرة نطاق الانتفاضة النيسانية المباركة البتـّة.

كاظم مجدم

16-5-2010

 

 

هوامش

1من معروف ان هذه الوثيقة كانت في حوزة المرحوم محمد واثناء مناقشاتي معه كان يقول “لديّ ورور(مسدس) واريد اطلقه ضد هذا النظام يوما ما، وسترون نتائجه”!

2- كما يعلم الجميع، كنت على خلاف حاد مع الاخوة في حزب الآفاق حول بعض القضايا، وما عُدتُ احضر جلسات الحزب عقب هذا الخلاف. استمرت علاقتي معهم تتراوح بين شدّ وجذب حتى ايام قليلة قبل اندلاع الاحداث، فحضرتُ صدفة في اجتماع لبعض اعضاء حزب الآفاق أنذاك فكان رأي الكثير منهم على أن المتشددين، وراء تسريب هذه الوثيقة بغض النظر عن صحة ما جاءت به أو سقمه، ولكن في نفس الوقت أكدوا جميعاً على أن ما نشاهده على أرض الواقع هو تطبيقاً حرفياً للسياسات التي تحدثت عنها الوثيقة تماما!! وفي المعتقل اجتمعتُ صدفة ببعض الضّباط السجنا المحسوبين على التيار الاصولي الايراني فهؤلاء كانوا يلقون بالمسؤولية على طرف الآخر الاصلاحي ويتهمون الاصلاحيين وخاصة ابطحي مباشرة بأمر تسرب الوثيقة ولم ينفوا صحة ما جاء بها.

 

3- يمكن لا يعرف الكثير هذه الحقيقة بأن الإخوة في منظمة حقوق الانسان الاهوازية لم يستلموا الوثيقة أول مرة عبر البريد الاكتروني بل وصلت الى أيديهم بواسطة أحد الاهوازيين الذي كان مسافرا وقتئذ الى اوروبا. فسارع الاستاذ جابر احمد، ابومنار بترجمتها الى العربية والنسخة المترجمة التي وزعت في الاهواز كان مصدرها موقع مركز دراسات الاهواز ونحن اعتمدنا في توزيعنا الواسع، لدواعي أمنية بحته، هذه النسخة بالذات والتي نشرت في تاريخ 1-4-2005 م على هذا الموقع.

 

 

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=34606

 

 

4- بالنسبة للتنسيق لأول مظاهرة، بعدما وزعت الوثيقة على نطاق واسع في الاهواز جرى مشاورات بين الاخوة للتنسيق بمظاهرة بغية التنديد بالوثيقة ومطالبة المسؤولين باتخاذ موقف ضد مضمونها العنصري. فدعيتُ (كاتب هذه السطور) الى عدة جلسات بهذا الخصوص ولكن بدوعي أمنية لم احضر أين منها، حتى جاءني أحد الشباب قبل الانتفاضة بإسبوع وأخبرني بأن هو ومجموعة صغيرة من الشباب عازمين على التظاهر يوم الجمعة 15 من نيسان 2005 م، فشجعته على هذه المبادرة وأخبرت الاخوة من حولي بهذا الشأن وأرسلت الخبر الي موقع عربستان و نشر على الموقع المذكور حالاً.

 

5- أن مسودة البيان رقم واحد كتبها المرحوم محمد نواصري قبل عدة اسابيع من الاحداث فتوزع البيان في الداخل في يوم 9 من نيسان بعد أن أضفـتُ عليه نقاط هامة كما أن نشر البيان على موقع عربستان بتاريخ 12 من نيسان، اما البيان الثاني نشر في 13/4/2005.

 

 

 

 

 

 

 

6- أن مدير دائرة الاستخبارات في اقليم الاهواز أشار الى هذين البيانين عندما دعا بعض الفعاليين والسياسيين الاهوازيين واعضاء شورى بلدية مدينة الاهواز، الى قاعة المدينة فالقى خطاباً استفزازياً موجه الى الشخصيات العربية الحاضرة، فحمّـلهم مسؤولية توزيع الوثيقة وتبعاتها وإحتقرهم وهددهم بالسجن اذا لم يتخذوا موقف صريح ضد الانتفاضة من خلال اصدار بيانات و تصريحات صحفية … مع الاسف كما هو معلوم لم يردوا عليه الحضور بما تملئ عليهم المسؤولية فلاذ معظمهم بالسكوت!

هناك قضية للتأكيد على هذا الموضوع حصلت لي وهي كالتالي:

بعد أن القي القبض عليّ، أودعت السجن في أحد معسكرات الحرس الثوري في ضواحي مدينة الاهواز ففورا وصولي المكان شرعوا ضباط المعسكر باستجوابي … فسئلني كبيرهم: لماذا انتم في حزب الوفاق لم تصدروا بيانا ضد هذه المظاهرات وتكذبوا الوثيقة؟

 

7- الانتفاضة نيسان 2005م تقييم واستشراف!

 

 

http://mojadam.maktoobblog.com/1172456/انتفاضةنيسان2005-تقييمواستشراف/

 

 

8- علاوة على الاستطلاعات الرأى التي قام بها بعض طلاب العرب، استندنا ايضا في تقييمنا للوضع ومستوى الوعي القومي للعرب، على دراسات مستقلة نشرت من قبل وزارة الثقافة الايرانية وكانت مبنية على استطلاع آراء المواطنون كما حصلنا على دراسة هامة أخرى تشير على ان ازدياد وعي القومي للشباب العرب يتناسب تماما مع مستوى تعلّمهم، بعبارة اخرى كلما حصل العربي على مدارج تعليمية عالية ارتفع عنده الوعي القومي.

 

9 – على أثر هذه الجلسة استجوبت ادارة الاستخبارات في الاهواز بعض من حضرها.

 

10- لعب الاعلام المرئي في قناة الاهواز دورا بارزا في نشر الوثيقة التي ترجمت ونشرت على موقع مركز دراسات الاهواز ومما حدى بالسلطات الى فلترت الموقع في ايام الانتفاضة.

شاهد أيضاً

رفيقنا المناضل مهدي ابو هيام الأحوازي

تلقينا في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي التغييرات الإيجابية في المكتب السياسي لحزبكم الموقر و الذي …