بينما كنا نستعد للإحتفال باليوم العالمي للغة الأم الذي يصادف مقتل عدد من الطلبة والنشطاء الثقافيين المطالبين بحق التعليم بلغة الأم في عام1952 في البنغال فإن السلطات في إيران توزع على الشعوب الفقر والذلة والإساءة إلى الثقافات واللغات والكرامة الانسانية تحت عنوانمشروع “سلة السلع الاساسية “.
وفي هذه الأثناء شهدنا مشاركة شعبية واسعة في مراسم تشييع رفاة عميد الشعراء الشعبيين العرب الملافاضل السكراني فقررنا تنظيم إحتفالهذا العام تحت عنوان “مع الملا …” لكن فوجئنا بنبأ إعدام معلم لغة الأم، الشاعر والناشط الثقافي هاشم شعباني ورفيقه هادي راشدي فإنعدمفينا الأمل بالتغيير والتطور الإيجابي وتحقيق وعود الحكومة الجديدة، هذه المرة تحت عنوان ” العدالة والتدبير” وفُجع العالم بشنق الشعر واللغة والثقافة والتعليم.
وكانت ردود افعال المؤسسات ونشطاء حقوق الإنسان والشؤون الثقافية ونقابات الكتاب والشعراء ووسائل الإعلام العالمية قد عبرت عن مكانة”الفكر” و “القلم” و “المعلم” و “الشاعر”، اما في إيران إلتقت “العقليات المجمدة ” المشبعة بالشوفينية والمصالح الشخصية في “مجمع اللغةالفارسية وآدابها” بعيدا عن الواقع لتقف بوجه مشروع التعليم بلغة الأم ما يكشف مدى ضياع القائمين على شؤون الثقافة واللغة في البلد فيالمتاهات التاريخية الوعرة .
إننا نرى بان عدم إستيعاب الواقع الموجود والتنوع القومي والثقافي واللغوي ومناهضة جميع الجهود الرامية إلى الوصول إلى حقوق الشعوبغير الفارسية في مجال التعليم بلغة الأم وهو شعار طرحته منظمة اليونسكو لعام 2014 ربما يؤدي إلى تأجيل الوصول إلى هذا الحق لكنه لنيترك أي تاثير على عملية التغيير وتحقيق الحقوق الثقافية والتعليمية والإقتصادية والسياسية للشعوب في ايران.
اننا واثقون بان القضاء على “الورود” يتبعه إزدهار آخر فما بناه فاضل السکراني وسعى هاشم و هادي الى الحفاظ عليه يتحقق بارادة الشعبحتما.
إننا نحتفل بالإمكانيات المحدودة لدينا باليوم العالمي للغة الأم في 21 فبراير ونحيي ذكرى الشهدا
النشطاء الثقافيين لنساهم حتى لو قليلا في إنجاز طموحاتهم.
مركز مشداخ الثقافي
لندن – فبراير 2014