20/05/2024

سيدتي الرئيسة ، شكرا لكم على اتاحتي هذه الفرصة ؛ أنا هنا لاتحدث اليكم عن الأقليات الدينية والمذهبية المضطهدة من قبل السلطات الايرانية و التي ينتمي اليها ابناء العرقية العربية في عربستان (خوزستان) جنوب ايران بشكل خاص و الاقليات الدينة والمذهبية الاخرى الموجودة في هذا البلد بشكل عام.
سيدتي الرئيسة إن إيران مازالت لا تكف عن الزعم بانها تحترم حقوق الأقليات الدينية والعرقية و إنها لا تمارس سياسات تمييز ضدها ، و هذا يندرج في إطار الدعاية المألوفة لتغطية أعمال الإضطهاد التي تنتهجها السلطات الإيرانية ضد الاقليات الدينية والمذهبية ، حيث وصل الامر ضد بعض هذه الاقليات إلى هدم دور العبادة ، و هذا مؤشر خطير على طبيعة المفارقة بين ما تدعيه إيران وما تمارسه على ارض الواقع.

سيدتي الرئيسة يعاني ابناء هذه الاقليات في ايران بشكل عام وفي الاهواز بشكل خاص وهم ( السنة و الشيعة العرب الرافضين لولاية الفقيه و الصابئة المندائين والبهائيين ) من شتى انواع الاضطهاد والحرمان و المضايقات. و ما يجب التاكيد عليه هنا ان ما تمارسه ايران بحق ابناء العرب في جنوب غرب ايران سواء كانوا من السنة أو الشيعة العرب في الأهواز يفوق ما تعانيه ابناء الاقليات الدينية أو المذهبية الاخرى, حيث أن ما يتعرض له العرب من اضطهاد في اقليم الاهواز (جنوب غرب ايران التي تسمى رسميا بخوزستان) بسبب العرق ضاعف معاناتهم , كما ان الحكومة الايرانية استغلت اختلاف المذاهب لصالح سوء نواياها ولم تدخر جهدا في سبيل خلق حالة من التفرقة و الفتنة و الصدام ما بين ابناء العرق الواحد سواء في كردستان أو الاهواز أو بلوشستان فهي في هذه المناطق تحرك الشيعي ضد السني والعكس ايضا.

بدأ اضطهاد الشيعة العرب في اقليم الاهواز الغير موالين للنظام الايراني والولي الفقية منذ عام 1979 عندما طالب الشيخ محمد طاهر الخاقاني بحقوق قومية للشعب العربي الاهواز ‘ ذلك الزعيم الروحي الذي مات منفيا في مدينة قم الإيرانية بسبب مواقفه الشريفة والحقة. ومنذ ذلك الحين حتى اليوم اعدم النظام الايراني المئات واعتقل الاف من ابناء هذا الاقليم بسبب عدم موالاتهم للمرشد الايراني ومعارضتهم لنظامه . اما من اتخذ “السنة” مذهبا له فيواجه ابشع حالات الاضطهاد تبدأ من طرده من العمل و اعتقاله ومن ثم سجنه لفترات طويلة وربما اعدامه.
اما الصابئة التي يقدر عددهم في الاهواز حسب بعض الاحصائات ب 70 الف صابئي يعيشون على ضفاف الانهر . ويحرم الصابئي في اغلب الاحيان من العمل في الدوائر الحكومية فقط بحجة اختلاف دينه مع الدين الرسمي في ايران كما ان بسبب تجفيف نهر كارون والكرخة بات من الصعب ممارسة طقوسهم التي تستوجب وجود المياه الجارية.
سيدتي الرئيسة أبناء الصابئة المندائيين يشكلون جزءا من النسيج العربي في إقليم الأهواز، فمنذ انتصار “الثورة الإيرانية” عام 1979 و هم يعانون من اضطهاد مزدوج وذلك بسبب حرمانهم من حقوقهم القومية والدينية خصوصا بعد أن رفض نظام الجمهورية الإيرانية درج ديانتهم ضمن الديانات المعترف بها رسميا. وهذا هو الحال لابناء السنة في اقليمي بلوشستان في شرق ايران وكردستان في غربها.
و لتحسين ظروف الاقليات الدينية والمذهبية نرى أن تقوم الحكومة الايرانية بالخطوات التالية: اولا : الافراج الفوري عن معتقلي تلك المذاهب والديانات. ثانيا: يجب ان تسمح ايران ببناء دور العبادة مثل المساجد لاسيما لاهل السنة في الأهواز وكافة الاقاليم الاخرى. ثالثا: على الحكومة الايرانية ان تسعى لإيجاد فرص متساوية لأبناء الاقليات الدينية والمذهبية مع الشيعة الموالية للحكومة والمرشد في الدوائر الحكومية.

رابعا:أن تسمح ايران لابناء الديانات و المذاهب المختلفة بممارسة حقهم في انتخاب المذهب أو تغييره وابداء آرائهم الدينية بحرية دون تعرضهم للتهديد والسجن .