كوبنهاغن – صالح الحميد – تجمع ما يقارب من عشرة آلاف مواطن أهوازي، أمس الجمعة، و للمرة الثالثة في غضون ثلاثة أسابيع من مختلف مدن وقرى ومناطق إقليم عربستان تلبية لدعوة نشطاء المجتمع المدني من أجل تشكيل حزام بشري على ضفاف نهر كارون.
في مدينة الأهواز عاصمة إقليم عربستان للاحتجاج على تحريف مياه هذا النهر الحيوي إلى أصفهان وتجفيفه من خلال بناء السدود الكثيرة واستمرار مشروع نقل مياهه لزيادة حصة مياه نهر”زاينده” في أصفهان.
ونجم عن تجفيف نهر كارون، تفاقم الكوارث البيئية وانتشار الأمراض والأوبئة وتهديد حياة المزارعين وتردي الوضع المعيشي والصحي العام لمواطني المنطقة.
بدأ الحزام البشري بترديد المحتجين لأناشيد عربية تشيد بعظمة نهر كارون وبتاريخ الحضارات التي نشأت على ضفاف هذا النهر التاريخي العظيم المهدد بالجفاف، ورفع المحتجون اللافتات باللغات العربية والفارسية والإنجليزية تعبر عن مطالبهم من الحكومة وامتعاضهم واحتجاجهم من الكوارث البيئية الناتجة عن نقل مياه كارون وملوحة وتلوث مياه الشرب وحرمان المزارعين من الاستمرار في الزراعة.
وحضر الاحتجاج هذه المرة عدد من أعضاء المجلس البلدي لمدينة الأهواز ومسؤولين محليين، وأعلنوا عن تأييدهم لحملة الحزام البشري من أجل إنقاذ كارون.
ومن جانبها، حاولت قوى الأمن التي حضرت بالمئات تفريق المحتجين ومنعهم من رفع اللافتات في بداية الأمر، ولكنهم سرعان ما انسحبوا، بعد رؤيتهم الموجات البشرية القادمة بالألوف من أجل كارون وبقوا واقفين بين المتظاهرين ويراقبون الوضع عن كثب.
يذكر أن هذه الموجة من الاحتجاجات السلمية بدأت منذ يوم الأربعاء 16 اكتوبر 2013، بعد أن قام مئات الشباب والشابات بتشكيل حزام بشري على ضفاف نهر كارون، وقد انضم إليهم المئات من المواطنين من مختلف مدن ومناطق إقليم عربستان.
واستمرت الدعوة من قبل النشطاء إلى أن خرج الآلاف من المواطنين الأهوازيين في ثاني حزام بشري يوم 24 أكتوبر الماضي بلغ طوله 5 كيلومترات.
غياب وعود الحل
وفي السياق ذاته، دفعت الضغوط الشعبية وحراك ناشطي المجتمع المدني الأهوازي إلى إعلان نائبة رئيس الجمهورية ورئيسة منظمة البيئة الإيرانية الدكتورة معصومة ابتكار دعمها لحملة الحزام البشري من أجل إنقاذ كارون.
وقامت ابتكار بزيارة الأهواز، للقاء المسؤولين المحليين والتباحث بشأن وقف مشروع نقل مياه كارون ولكنها لاقت ردود فعل غاضبة من المحتجين على سرقة مياه كارون، حيث أكد عدد من أصدقاء البيئة أنهم لم يستلموا دعوة للقاء رئيسة منظمة البيئة وأن الذين تمكنوا من اللقاء بها كانوا من موظفي الحكومة وهم من خارج الإقليم ولا يعملون لمصلحة الأهوازيين ولم يتسن إلا لعدد قليل من المحتجين عرض مطالبهم على ابتكار.
كما أن ابتكار ورغم الوعود التي قطعتها على نفسها لم تتخذ إجراءات تذكر للحد من وقف نقل مياه كارون أو المشاكل البيئية الأخرى التي يعاني منها الإقليم.
وعن أهم المطالب التي يذكرها المحتجون دوما في موضوع الكوارث البيئية التي تعود إلى أزمة مياه نهر كارون فهي تتلخص كالآتي:
– وقف نقل مياه كارون إلى أصفهان وسائر المحافظات الشمالية والمركزية.
-إيجاد الحلول لأزمة العواصف الرملية نتيجة التصحر وتأثيرها على الصحة، وكذلك بسبب تحريف مجرى النهر إلى مدينة قم وبناء سد كتوند والكوارث البيئية نتيجة بناء السدود والكوارث البيئية نتيجة تجفيف هور العظيم (الحويزة).
– إيجاد الحلول للأمراض والكوارث الصحية والبيئية الناتجة عن مخلفات الشركات المحلية للنفط على البيئة والنفايات الناتجة عن مشاريع قصب السكر وتلوث الأنهر المحلية.
– حل أزمة نهر”زهرة” في مدينة هنديان (هنديجان) بسبب قلة تدفق المياه والتلوث البيئي في نهري اليراحي (الجراحي) ومارون بسبب نشاط شركات النفط المحلية والكوارث البيئية في “خور موسى” والتلوث الناتج عن مصانع البتروكيماويات في ميناء معشور وخور موسى.
– معالجة التلوث الناجم عن الدفن العشوائي من كميات ضخمة من القمامة ما يؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة والتلوث الناجم عن شركة فولاذ خوزستان ومصنع الصلب ومصفاة عبادان.
– أخيرا ضرورة القضاء على المئات من النخيل في الفلاحية والمحمرة وعبادان بسبب جفاف نهر “المالح” الذي يتفرع من نهر كارون.
نقلاً عن العربية نت.