تقرير منظمّة حقوق الإنسان الأهوازية (اهرو) حول أوضاع سجن شيبان في الأهواز
تفيد التقارير الميدانية الواردة إلى منظّمة حقوق الإنسان الأهوازية (اهرو) بأنّ سجن شيبان في الأهواز شهد خلال الأسابيع الأخيرة تصاعدًا في التوترات ووقوع مواجهات عنيفة ضد السجناء الدينيين والسياسيين. بدأت هذه الأحداث عندما قرّر محمد نيازي، مدير السجن الداخلي والمسؤول عن عنابر السجناء السياسيين (عنبر 5) والسجناء الدينيين (عنبر 8)، نقل السجناء المتهمين بجرائم عامة إلى عنبر 8، دون مراعاة لاحتجاجات السجناء الدينيين، ممّا أثار موجة من السخط في هذا العنبر.
في يوم السبت 19 نوفمبر، وهو يوم الزيارة المعتاد لعائلات السجناء، قام نيازي بمنع الزيارات وفرض قيود مشدّدة على الحقوق الأساسية للسجناء، بما في ذلك منعهم من التواصل مع أسرهم واستلام الأغراض الشخصية. أدّت هذه القيود إلى زيادة التوتر واندلاع احتجاجات من السجناء. وردًا على هذه الاحتجاجات، دخل خسرو طرفي، رئيس السجن، مع عدد من الموظفين إلى عنبر 8 واندلعت مواجهات عنيفة بينهم وبين السجناء، أسفرت عن إصابة العديد منهم، بما في ذلك رئيس السجن وعدد من السجناء الدينيين.
وبعد تصاعد التوترات، تدخلت قوات الحراسة وهاجمت السجناء في عنبر 8 بالضرب المبرح. ووفقًا للتقارير الميدانية، تعرّض ما لا يقل عن 15 سجينًا للإصابات، وتم نقلهم إلى الزنازين الانفرادية. بالإضافة إلى ذلك، قامت إدارة السجن بقطع الاتصالات الهاتفية عن عنبر 8 وإزالة أفران الغاز التي يستخدمها السجناء للطهي، مما حدّ من وصولهم إلى الخدمات الأساسية.
تأتي هذه الأحداث في ظلّ غياب تطبيق مبدأ تصنيف الجرائم في السجون الإيرانية، حيث لا تلتزم السلطات حتى باللوائح الداخلية الخاصة بإدارة السجون. المادة الثامنة من هذه اللوائح، التي تشدّد على ضرورة تصنيف السجناء بناءً على نوع الجريمة والسجلّ الجنائي، يتم تجاهلها بشكل واسع في العديد من السجون الإيرانية.
وبناءً على هذه الحوادث، تحذّر منظّمة حقوق الإنسان الأهوازية من احتمال قيام السلطات بإثارة تهم ملفّقة ضد السجناء وتكثيف القمع ضدّهم. كما دعت المنظّمة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان العالمية إلى الضغط على السلطات الإيرانية من أجل وقف هذه الانتهاكات والعودة إلى الالتزام بالمبادئ القانونية والحقوق الإنسانية.