مؤتمر بخوم: حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي يدعو لتكثيف الجهود لنيل حق تقرير المصير للشعوب غير الفارسية في إيران

مؤتمر بخوم: حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي يدعو لتكثيف الجهود لنيل حق تقرير المصير للشعوب غير الفارسية في إيران

بخوم، ألمانيا – 26 أكتوبر 2024

انعقد المؤتمر السنوي لجبهة الشعوب غير الفارسية في مدينة بخوم الألمانية يوم 26 أكتوبر 2024، بمشاركة واسعة من ممثلي الشعوب غير الفارسية في إيران، ومنها الشعوب العربية في الأهواز، والبلوش، والأكراد، والتركمان، والأتراك الأذربيجانيين الجنوبيين. هدف المؤتمر إلى تأكيد حق تقرير المصير لهذه الشعوب التي تعاني من التهميش والقمع من قبل النظام الإيراني، وإيصال صوتها إلى المجتمع الدولي. تحت شعار “التضامن مع الشعوب غير الفارسية لتحقيق حق تقرير المصير”، شهد المؤتمر نقاشات موسعة حول سبل دعم هذه الشعوب لتحقيق مطالبها المشروعة بالاستقلال والحرية.

وقد كان حضور حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي بارزًا في هذا الحدث، حيث مثّل الحزب وفد برئاسة السيد جليل الشرهاني، الذي ألقى كلمة مهمة سلط فيها الضوء على الأوضاع الصعبة التي يواجهها الشعب الأهوازي. وأكد الشرهاني في كلمته على ضرورة تعزيز التعاون بين مختلف الفصائل والحركات السياسية للشعوب غير الفارسية لتوحيد جهودها تحت مظلة واحدة تعمل من أجل الحقوق الإنسانية الأساسية، وعلى رأسها حق تقرير المصير.

كلمة الشرهاني: دعوة للوحدة والكتلة التاريخية

في كلمته التي لقيت اهتمامًا كبيرًا من المشاركين، أشار السيد جليل الشرهاني إلى أن النظام الإيراني يمارس سياسات قمعية وعرقية بحق الشعوب غير الفارسية، وهو ما يستدعي وقوف هذه الشعوب صفًا واحدًا في مواجهة الظلم. ولفت إلى أهمية ما وصفه بـ”الكتلة التاريخية”، كوسيلة لتوحيد الجهود بين الشعوب غير الفارسية، قائلاً إن تحقيق وحدة قوية بين هذه الشعوب سيكون عاملًا حاسمًا في مواجهة التحديات ومنع تكرار الأخطاء التاريخية التي واجهتها هذه الشعوب في الماضي.

وأوضح الشرهاني أن حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي يسعى منذ تأسيسه إلى تنظيم فعاليات وأنشطة ثقافية وسياسية تهدف إلى توعية المجتمع الدولي بقضية الأهواز وتأكيد حقوقهم على الصعيدين المحلي والدولي. كما شدد على ضرورة أن تشمل استراتيجية الحزب العمل المشترك، سواءً مع فصائل الشعوب غير الفارسية أو مع الحلفاء الدوليين، لتحقيق الأهداف الإنسانية والقومية للشعب الأهوازي.

تسليط الضوء على التحديات وإطلاق الدعوات للعمل

تناول المؤتمر عدة محاور أساسية، من بينها التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها الشعوب غير الفارسية في إيران نتيجة للسياسات التمييزية. وأكد الشرهاني في خطابه على ضرورة مواجهة هذه التحديات عبر تبني استراتيجية موحدة تجمع مختلف الحركات السياسية للشعوب المضطهدة، مشيرًا إلى أن هذه التحديات تستوجب تكثيف التنسيق لتجنب العزلة السياسية والاجتماعية.

وأضاف أن الهدف الأساسي هو تشكيل جبهة موحدة لتحقيق المطالب الوطنية للشعوب غير الفارسية. وحذّر من المخاطر التي قد تواجه ه


ذه الشعوب في حال لم تكن هناك وحدة وتعاون بين القوى المختلفة، داعيًا إلى توحيد الصفوف والتنسيق المكثف بين الشعوب غير الفارسية لتحقيق أهدافها المشتركة.

التوصيات الختامية: نحو استفتاء دولي ودعم المجتمع الدولي

في ختام المؤتمر، اتفق المشاركون على عدة توصيات مهمة، أبرزها الدعوة إلى استفتاء شامل تحت إشراف دولي يضمن حق تقرير المصير لجميع القوميات في إيران. كما طالب المؤتمر المجتمع الدولي بالاعتراف بجبهة الشعوب غير الفارسية كبديل للنظام الإيراني الحالي، والعمل على دعمها من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. ونددت التوصيات بالسياسات العدوانية للنظام الإيراني ودوره في زعزعة الأمن الإقليمي، كما أكدت على أهمية التضامن بين الشعوب غير الفارسية والقوى الوطنية في الدول العربية التي تعاني من النفوذ الإيراني، مثل العراق وسوريا واليمن ولبنان.

وتضمنت التوصيات عدة بنود أخرى، منها:

1. دعوة الشعوب غير الفارسية إلى توحيد جهودها النضالية ضد النظام الإيراني، بهدف الإطاحة به وإنهاء الاحتلال لمناطقها.

2. تقديم خطة انتقالية لإدارة إيران بعد إسقاط النظام، تضمن عدم وقوع البلاد في الفوضى وتحقق السلام والأمان لكافة الشعوب.

3. تأكيد الالتزام بتطبيق القرارات والمعاهدات الدولية التي تضمن حقوق الإنسان والديمقراطية والمساواة بين الجنسين ومحاربة التمييز بكل أشكاله.

4. دعوة المجتمع الدولي لدعم حق الشعوب غير الفارسية في تقرير مصيرها، والاعتراف بجبهة الشعوب غير الفارسية كبديل للنظام الإيراني.

مؤتمر بخوم: نقطة تحول لنضال الشعوب غير الفارسية

اعتبر المشاركون أن مؤتمر بخوم يشكّل نقطة تحول مهمة في مسار نضال الشعوب غير الفارسية من أجل نيل حقوقها الوطنية. وقد أكد حضور حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي على التزامه بالمشاركة الفعّالة، وتعزيز دوره في النضال المشترك لتحقيق تطلعات الشعب الأهوازي، وإرساء الحرية والعدالة لكافة الشعوب غير الفارسية في إيران.

وبختام المؤتمر، شدد السيد جليل الشرهاني على أن الكفاح من أجل تقرير المصير يتطلب تضامنًا مستمرًا وتعاونًا وثيقًا بين الشعوب المضطهدة، مؤكدًا أن حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي سيواصل العمل بجدّ لضمان أن يسمع صوت الشعب الأهوازي في كافة المحافل الدولية.

Check Also

الإضربات ودورها في إسقاط الأنظمة الديكتاتورية

الإضربات ودورها في إسقاط الأنظمة الديكتاتورية علي شبيبي لعبت الاضرابات التي قام بها العاملون في …