مظاهرة حاشدة للأهوازيين أمام السفارة الإيرانية في لندن احتجاجًا على أحكام الإعدام المتزايدة ضد النشطاء الأهوازيين
لندن، 26 أكتوبر 2024
شهدت العاصمة البريطانية لندن، يوم السبت، مظاهرة حاشدة نظمتها اللجنة التنسيقية للأهوازيين في بريطانيا أمام السفارة الإيرانية، وذلك احتجاجًا على ما وصفه المتظاهرون بـ”المخاطر الوشيكة” لتنفيذ أحكام الإعدام بحق أربعة من النشطاء الأهوازيين المعتقلين في إيران. ضمت المظاهرة العشرات من الأهوازيين وأفراد الجاليات العربية ونشطاء حقوق الإنسان وممثلين عن الأقليات غير الفارسية، حيث رفعوا شعارات ولافتات تندد بالإعدامات المتصاعدة ضد الأقليات في إيران، وخاصة في إقليم الأهواز.
مخاوف متزايدة على حياة المعتقلين الأهوازيين الأربعة
تأتي هذه المظاهرة بعد ورود أنباء عن نقل المعتقلين عدنان غبيشاوي (الموسوي)، محمد رضا مقدم، علي مجدم، ومعين خنفري إلى جهة غير معلومة، مما زاد من المخاوف بأن السلطات الإيرانية تتهيأ لتنفيذ حكم الإعدام بحقهم في أي لحظة. بحسب منظمة حقوق الإنسان الأهوازية، فإن هؤلاء المعتقلين واجهوا محاكمات غير عادلة شابتها اعترافات قسرية انتُزعت منهم تحت التعذيب، في انتهاك واضح للمعايير الدولية للحقوق المدنية والسياسية.
تصاعد الإعدامات في إيران واستهداف الأقليات
تشير تقارير دولية وحقوقية إلى أن إيران تأتي في مقدمة الدول التي تنفذ أحكام الإعدام على نطاق واسع، حيث تتزايد هذه الأحكام بحق النشطاء السياسيين والأقليات العرقية، بما في ذلك الأهوازيون، الأكراد، والبلوش. ويواجه العرب الأهوازيون على وجه الخصوص اضطهادًا سياسيًا ودينيًا، حيث يُنظر إليهم على أنهم يمثلون تهديدًا للهوية القومية للنظام، مما يدفع السلطات إلى استخدام أحكام الإعدام كوسيلة لترهيبهم وإسكات أي دعوات للمطالبة بحقوقهم القومية والإنسانية.
ويُعرف النظام القضائي في إيران بارتفاع معدلات أحكام الإعدام، حيث يتم تنفيذ العديد منها بشكل علني. ومن المعروف أن السلطات الإيرانية تعتمد على الإعدام ليس فقط كعقوبة جنائية، بل كأداة سياسية لمواجهة المعارضين والنشطاء. وقد أثار هذا التوجه انتقادات واسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان، التي تطالب بوقف الانتهاكات وإصلاح النظام القضائي بما يضمن العدالة وحقوق المتهمين.
أهداف المظاهرة ومطالب المحتجين
رفع المتظاهرون شعارات تنادي بوقف الإعدامات، ونددوا بالممارسات القمعية التي تطال المعتقلين الأهوازيين والنشطاء السياسيين، وطالبوا المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بالتدخل العاجل للضغط على السلطات الإيرانية لوقف تنفيذ أحكام الإعدام، وضمان حصول المعتقلين على محاكمات عادلة. وأكد أحد منظمي المظاهرة أن المجتمع الدولي يجب أن يتحمل مسؤوليته في وضع حد لهذه الانتهاكات، مؤكدًا أن الصمت العالمي يشجع السلطات الإيرانية على الاستمرار في سياساتها القمعية.
تصريحات النشطاء المشاركين ودعوات للتضامن
ألقى العديد من النشطاء كلمات أمام الحشود، أكدوا فيها أن الوقوف إلى جانب الأسرى هو واجب إنساني وأخلاقي، وطالبوا الحكومات والمنظمات الحقوقية في العالم بممارسة الضغط على النظام الإيراني لإيقاف هذه الممارسات. كما أكد المشاركون أن التحرك السلمي والدعم الدولي هو السبيل الوحيد لإيصال معاناة المعتقلين إلى الرأي العام العالمي، ولضمان حماية حقوق الإنسان في إيران.
واختتمت المظاهرة بنداء حاشد يدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات فعلية لدعم قضية المعتقلين الأهوازيين ووقف الإعدامات بحقهم. وأعلنت اللجنة التنسيقية للمظاهرات أنها ستواصل تنظيم الفعاليات والأنشطة السلمية، بالتعاون مع منظمات حقوقية وإعلامية، بهدف تسليط الضوء على الانتهاكات المتزايدة التي يواجهها الشعب الأهوازي والأقليات الأخرى في إيران.